


عدد المقالات 168
قرأت تحليلا منتشرا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي يتحدث عن كون الحرائق التي حدثت داخل الكيان الصهيوني مجرد مؤامرة من أجل إحراق الأراضي والأشجار الفلسطينية لبناء مستوطنات صهيونية مكانها. وهذا التحليل لا يعدو عن كونه عدم دراية مركبة يتنافى مع بديهيات الواقع السياسي والجغرافي السياسي في فلسطين، ولشرح هذه القضية ينبغي توضيح بعض المعلومات لغير الفلسطينيين وهي أن هناك فرقا بين أراضي الضفة الغربية وبين أراضي قطاع غزة وبين الأراضي المحتلة عام 1948، فهذه المناطق تتفاوت في درجة سيطرة الاحتلال الفعلية على أراضيها، فالسيطرة المطلقة للاحتلال وتواجده بشكل كامل إداريا وسياسيا هو في الأراضي المحتلة عام 48، وهي تخضع لحكمه وتصرفه دون منازع. أما قطاع غزة فقد انسحب منه عام 2005 وأطبق عليه حصارا بعد ذلك وعزله عن العالم برا وبحرا وجوا سوى بعض الاستثناءات والضفة الغربية يستطيع الاحتلال دخولها ويبني مستوطنات على أراضيها، وهناك مناطق خاضعة لسيطرته وأخرى لسيطرة مشتركة مع السلطة وأخرى من المفترض أنها تحت سيطرة السلطة الفلسطينية لكن الاحتلال يستبيحها كغيرها صباح مساء. والغالبية العظمى من الحرائق وقعت في أحراش ومستوطنات الأراضي المحتلة عام 48 أي التي يسيطر الاحتلال عليها بشكل مطلق، وببساطة لا معنى للخرافة التي تقول إن الاحتلال قام بمؤامرة لإحراق الأراضي من أجل السيطرة عليها وهو ليس بحاجة لخسارة 500 مليون شيكل (ما يعادل 130 مليون دولار) في مدينة حيفا وحدها، ولم يكن بحاجة لتضرر مئات منازل المستوطنين نتيجة الحرائق في عدة مستوطنات ليفعل ذلك، لأنه باختصار لا يحتاج مبررات للسيطرة عليها ولا يحتاج السيطرة عليها؛ لأنه يسيطر عليها فعليا ويتمدد كذلك في مناطق الضفة التي لا تخضع له بشكل مطلق دون الحاجة لمؤامرات ولا حرائق؛ لأنه لا يوجد رادع لما يفعل، وجُلّ الأحراش التي احترقت هي في الأساس أحراش استيطانية زرعها الاحتلال كبديل عن قرى فلسطينية ارتكب فيها الاحتلال مجازر، وقام بتدميرها وتهجير أهلها في محاولة منه لإخفاء معالم الجريمة وآثار القرى والتلاعب في الخرائط في محاولة منه لتزييف الجغرافية، كما يحاول تزييف التاريخ بعد أن سرق الأرض وليجمل وجهه القبيح.
«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...
تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...
ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...
قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...
في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...
النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...
عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...
ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...
مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...
قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...
في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...
إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...