عدد المقالات 168
قبل عدة أشهر جرت في القاهرة بين وفد من حركة حماس ووفد أمني مصري مباحثات متعلقة بمعبر رفح والأوضاع في سيناء وقطاع غزة، وبحثت كيفية تحسين العلاقة بين القطاع المحاصر ومصر، وجرى خلال هذه اللقاءات اجتماع مع وفد محسوب على القيادي المفصول من حركة فتح «محمد دحلان» بإيعاز أو تشجيع من السلطات المصرية. وحينها سارع البعض للتبشير مبكراً بنتائج هذه اللقاءات، وأنه جرى خلالها التفاهم على حل جزء كبير من مشاكل القطاع، وفتح المعبر لأغراض السفر والتجارة بشكلٍ دائم، وهو ما لم يحدث حتى اللحظة، بل على العكس سارع الذين بادروا بالتبشير إلى النفي والحديث عن معوقات مختلفة على الأرض، وبذلك انقلب التفاؤل في الشارع إلى تشاؤم. أضحت تلك الانفراجات الموعودة محط سخرية وتهكم في الشارع الفلسطيني بغزة، وفي المقابل يتحرك محمود عباس في اتجاه مغاير لضرب هذه التقاربات التي تعزز مكانة التيار الذي يعتبره «متجنحاً» داخل حركته، الأمر الذي قد يزيد من عزلته في الساحة الفلسطينية، وتأتي تحركاته هذه بإسناد ودعم من أطراف أخرى تتقبل الأمر لأغراض مختلفة. وتجري الآن محاولة بلورة مبادرة جديدة، ترعاها تركيا، ومهدت لها قطر، من أجل الوصول إلى حل وترتيب البيت الفلسطيني، وهذا ما يفسر وجود وفد من حركة فتح في تركيا، ووفد آخر غير معلن من حركة حماس، مع تحركات كثيفة كانت خلال الأسابيع الماضية بين عمان ورام الله. تبدو حماس كما لو كانت تسير في اتجاهين متناقضين هذه الأيام، نتيجة التناقضات السياسية الإقليمية العميقة، فمن ناحية تتجه رسمياً من غزة نحو القاهرة، ومن الضفة تتجه نحو الدوحة وأنقرة، وإن كان التحرك الذي يمثله د. ناصر الشاعر مع أطراف وشخصيات أخرى يبدو اجتهاداً غير رسمي، إلا أنه قد يصبح رسمياً، ويقفز الجميع إليه بأية لحظة، في حال تعثرت التفاهمات والمباحثات مع القاهرة التي تتسم بالتباطؤ حتى اللحظة. وتبدو هذه المناورات صعبة ودقيقة على كلا الطرفين، ولها مخاطرها المتعددة، فمكاسبها أحياناً تبدو كخسائرها، وحذاري أن نخسر شيئاً كسبناه، خشية من خسارة شيء لم نكسبه وربما لن نكسبه.
«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...
تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...
ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...
قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...
في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...
النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...
عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...
ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...
مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...
قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...
في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...
إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...