


عدد المقالات 191
في البداية أتقدم بالتبريكات والتهاني لخريجي الثانوية العامة لنجاحهم بنسب عالية، ومتفاوتة للبعض الآخر. ولكن أقول لكم الآن إن النسبة ليست كل شيء، أعتذر ولكن هذا هو الواقع بغض النظر عن تعديل قوانين التسجيل للسنوات التأسيسية في الفترة الحالية، بل تشمل المبدأ بشكل عام. مرحباً بكم في عالم الدراسة الجدية الآن، والتي من المفترض أن تمنحكم وتفتح لكم أبواباً متعددة لحياتكم العلمية والعملية.. فالآن تبدأ حياتكم التعليمية بشكل أكثر تعمقاً من مبادئ أساسية سواء كانت مبادئ من كتاب أو مبادئ حياتية اجتماعية. المرحلة الجامعية تحمل أكثر من كونها مرحلة مكثفة تعليمياً، فإذا وددت أن تتخرج من الجامعة قائلاً «الله يذكر أيام الجامعة بالخير»، فذلك يعني أنك طالب أو طالبة لم ترتبط بشكل كامل بالحياة الأكاديمية فقط، متعمق بالكتب بشكل خطير يبعدك بشكل غير صحي عن حياتك الاجتماعية، الأهل، الأصدقاء، بل يجعل جدولك اليومي مرتبطاً بأولويات دراسية دائما مما يجعلك غير قادر على الحصول على وقت راحة، زيارات الواجب والترفيه والاشتراك بأنشطة اجتماعية تعليمية تثقيفية ومسلية تمنحك الفرصة للتواصل والتعرف على شباب طموحين، هيئات داعمة وأفكار جديدة. الحياة الأكاديمية تحتاج إلى العزيمة، فالصعوبات موجودة في كل شيء، ولا تنحصر فقط على مراحل من سنوات تأسيسية التي أدت إلى خسارة الكثير والكثير من الطلبة والطالبات ذوي النسبة العالية في الثانوية العامة، لن نتطرق هنا إلى قضية برنامج التأسيسي فهي قضية لا تنحصر فقط على من تظلم فيها، ولكن أيضاً هناك من لم يتحمل الدراسة وبجدية مقارنة بالآخرين الذين أنهوا تلك السنوات وباشروا تخصصاتهم دون مشاكل ولكن بجدارة وإرادة أكبر للنجاح والتخرج. هدفي من هذا المقال أن أمنحكم فرصة التعرف على الحرم الجامعي في جوانبه الجميلة التي للأسف لا يتطرق لها الطالب بشكل مباشر أو حتى بشكل كبير إلى الآن. وأخصص حديثي هنا عن الأنشطة الأكاديمية وغير الأكاديمية، كثير من الطلبة يستغل فرصة الساعات الفاصلة الكبيرة بين محاضراته في الذهاب مرة أخرى للمنزل للاستراحة. وآخرون يسعون نحو التسجيل في التطوع لمشاريع شبابية متعددة، أو عقد اجتماعات لتوزيع مهام والاستعداد لإنشاء ناد في مجال ما أو اهتمام معين، في الوقت نفسه هؤلاء الشباب والشابات رغم تركيزهم في تلك الأنشطة وانخراطهم ووجودهم في فعاليات أخرى متفاوتة داخل وخارج الجامعة، في الوقت نفسه مجدين في دراستهم، محترمين للمواعيد النهائية للتسليم. مثل هؤلاء الشباب تركيزهم على الحصول على معدل كامل «والكامل وجهه جل جلاله» ليس من الضروريات على كثرة طموحهم في الحصول على معدل مناسب لإمكانياتهم الدراسية، بحيث يسمح لهم بالعمل وإكمال دراساتهم العليا، بالإضافة إلى خلق شبكة اجتماعية بين هيئات متعددة من خلال الحملات والفعاليات السنوية، سعياً لتحقيق ذلك الاتصال الذي يؤهلهم في ملء سيرتهم الذاتية بأنشطة ممتعة وشبكات متعددة، بالإضافة إلى بروز طموحهم لتعلم لغات إضافية مثلا، والتعريف عن أنفسهم بكل ثقة بأنهم قادة الشباب، ويثبتون حكمهم على ذلك بتقديم جوائزهم القيادية الحاصلين عليها، وشهاداتهم خلال فترة الدراسة مما جعلهم متمكنين ومستعدين أكثر في الوصول إلى هدفهم المطلوب بالعمل وبثقة كاملة بأنهم اكتسبوا العلم والتجربة شبه العملية، مما يجعلهم قادرين على التأقلم في المجال العملي. أتمنى أن تتواصلوا مع مثل هؤلاء الشباب والشابات عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي، وتعرفوا تجاربهم الجامعية حتى تتعرفوا على تحدياتهم، وكيف تمكنوا من اجتيازها في تلك الحياة الجامعية الجميلة التي بالنسبة لهم لا تنسى، ويقدرون الصعوبات فيها. كل التوفيق لكم في حياتكم الجديدة، واجعلوا من الحرم الجامعي مكان إبداعكم الأكاديمي وغير الأكاديمي بضبط أوقاتكم وجعل لكل أولوية وقتها الخاص.
لست متأكدة ما إن كانت هذه نهاية ورقية لجريدة محلية؛ حيث يعي معها الكاتب لنهاية عموده الصحافي، أم أنها بداية جديدة بنقلة نوعية وارتقاء تكنولوجي يخلفه توديع للورق؛ إذ نحن في واقع ما بين المرحلتين:...
تصوّر لو أن المشاعر ما زالت مسطّرة بين أوراق كتب، أو ورق بردي أو حتى على قطع جلد دار عليه الدهر، تخيّل لو كان الغناء طرباً ذهنياً، وكانت الحكايات قصصاً على ورق، حين تتيح لك...
أن يمر العالم بقحط ثقافي، فهذا ليس بأمر عادي، فتبعاته كثيرة، ولكن لنعتبره في البداية أمراً وارداً في ظل الأزمات التي لم تكن في الحسبان، ولا تقف الأزمات عند السياسة، بل لاحظنا وبمرارة كيف للأمراض...
عرس، احتفال، تجمع أو عزاء، مجمع، حديقة، مقهى وممشى، هل نحن قادرون على استيعاب صدمة لم تخطر على البال؟! مصطلحات اقشعررت منها شخصياً، قد تكون الفكرة واضحة بأن الأولوية ليست في التجمعات البشرية على قدر...
كما هو الحال الراهن، تظل مسألة انتشار فيروس «كوفيد 19» مستمرة، ولا يأس مع الحياة كما يقولون، حتى ولو زادت أعداد المصابين وتدرجت أعداد المتعافين، إذ إن الآلية مستمرة ما بين محكين، عند مواجهة الإصابة...
من أبرز ما يتم التركيز عليه في الوقت الراهن هو مفهوم الهوية الوطنية، وأدرك أنني بالتزامن قد أبتعد عن احتفالات يوم وطني، وقد تكون المسألة صحية في واقع الأمر عند تكرار أهمية المفهوم وغرسه بعيداً...
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أهمية أخذ الحيطة والحذر من انتشار فيروس «كورونا» بوتيرة سريعة، كما هو حاصل مع الأعداد المتزايدة لحاملي الفيروس في الشرق الأوسط. لم تصل الحالة إلى إنذار وبائي -لا قدّر الله-...
غير مستبعد أن يُتهم المثقف بأمراض شتى، أو كما أطلق عليها الباحث عبدالسلام زاقود "أوهام المثقفين"؛ حيث تؤدي إلى موته السريع. وتُعتبر الأوهام سبباً في تدنّي إمكانياته المخلصة وولائه الإصلاحي تجاه مجتمعه، فالمثقف ما إن...
ما يحدث في المجتمعات اليوم هو في الحقيقة إخلال في الحركات الكلاسيكية، أو لنقل في المنظور القديم الذي كان يقدّم نمطاً معيناً في تسيير أمور الحياة، وهذا ليس خطأ، إنما يُعدّ أمراً طبيعياً وسليماً، عندما...
وتستمر الاحتفالات والتوقيتات التي تتزامن مع احتفالات اليوم الوطني، ولا يسعنا في الحقيقة الحديث عن مواضيع بعيدة جداً عن مسألة نستذكرها بشكل أكبر خلال موسم الاحتفالات، ترتبط بالانتماء وتعزز من المفهوم الذي طالما كان محط...
«إن كل الناس مثقفون، لكن ليس لهم كلهم أن يؤدوا وظيفة المثقفين في المجتمع». نظرية سردها الفيلسوف السياسي أنتونيو غرامشي، حول مفهوم النخبة. ومن هنا سأحلل المقولة وأقول إن جميع الناس مثقفون بالتأكيد، فالثقافة لا...
في البداية، دعوني أعتذر منكم على غصة انتابتني من بعد قصة واقعية مؤلمة، تأثرت بها وأدخلتني في عوالم كثيرة وتساؤلات عميقة. فحتى من الأمثلة التي ستُذكر في هذا المقال لم تُستدرج في الرواية؛ إنما هي...