


عدد المقالات 604
هذا المقال هو الاستثناء الذي يؤكد القاعدة التي حرصت عليها منذ أن تشرفت بالكتابة في صحيفة «العرب»، وهي الحرص على الكتابة في الشأن المصري في «العرب»،، وأن أتناول السياسة القطرية في الصحف المصرية، وحتى لا ينطبق عليّ المثل المصري «عن» بيع المياه في حارة السقايين» ودفعتني كلمة سمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة أمير دولة قطر في افتتاح القمة العربية الرابعة والعشرين، والتي أنهت أعمالها أول أمس إلى الخروج ولو لمرة واحدة عن القاعدة التي ألزمت بها نفسي، خاصة أنها أكدت من جديد مدى الجدية التي يتعامل معها سمو الأمير مع القضايا العربية. وحجم الشفافية في المواقف التي تتعامل بها الدوحة في صياغة علاقاتها مع العالم العربي، ومع المحيط الإقليمي والدولي. والحرص على الإسهام القطري بالرأي والمشورة والمساعدة، إذا استلزم الأمر ذلك. وقد استوقفني في كلمة الشيخ حمد بن خليفة عدد من الأمور نرصد بعضها: أولا: أن الدعم القطري لتطلعات الشعوب العربية وأحلامها ومتطلباتها، لم يعد خافياً على أحد. كما أن موقف الدوحة من ثورات الربيع العربي، ليست تهمة تستحق النفي، بل شرف سيحسب تاريخياً لقطر دون أن يعني حساب هذا الموقف على حزب أو تيار سياسي. وإن الحديث عن تنبني قطر لتيار الإسلام السياسي في الدول العربية، هو نوع من «المكايدة السياسية» التي تلجأ إليها بعض الدول، التي تعاني من حالة «ضمور سياسي»، «وتكلس في المواقف»، «وتراجع في الأدوار» وقد انحاز الأمير بصراحة ووضوح إلى الإصلاح المدروس، وإرادة التغيير. واعتبر أن الإصلاح هو السبيل الوحيد إلى الاستقرار، وزيادة معدلات الإنتاج والتنمية. وكان واضحاً في الدعوة إلى ضرورة الدعم الجماعي لدول الربيع العربي، لاجتياز صعوبات المرحلة الانتقالية، بل وجّه النصيحة المخلصة إلى القوى السياسية، بعدم المراهنة على حالة الفوضى، واعتبار نجاح التجربة مسؤولية الجميع. ثانياً: يستحق سمو الأمير تحية وتقدير كل المصريين، عندما خص بالذكر مصر في إطار دعوته دعم اقتصادات دول الربيع العربي، واستخدم التاريخ والجغرافيا لهذا الموقف، بالحديث عن الكثافة السكانية لمصر، والتضحيات التي قدمتها مصر، ودورها الكبير تجاه القضايا العربية. ثالثاً: يستحق سمو الأمير كل الشكر عندما طرح فكرة عقد قمة مصغرة، لم يحدد حضورها، وترك المشاركة لمن يرغب من الدول العربية، تبحث في إتمام المصالحة الفلسطينية. ولكن الجديد في الطرح أنها تنعقد بالقاهرة. بما يعني رئاسة مصر لها، وسموه ينهي «تلك الفرية والكذبة» التي يحاول البعض الترويج لها، والخاصة بوجود تنافس مصري قطري على الأدوار، ومحاولات من الدوحة سرقة الدور التاريخي لمصر. ولعل طرح الأمير يمثل رسالة إلى هؤلاء الصغار الذين روجوا لتلك الأفكار الساذجة، إذا تعاملنا معها بحسن النوايا، ومحاولة الوقيعة بين البلدين إذا كانت غير ذلك. كما كان الأمير حريصاً على إتمام المصالحة الفلسطينية، خاصة أن ظاهرة الانقسام لم تعد مقبولة -وفقاً لأسس حدد ها الأمير- في تشكيل حكومة انتقالية من المستقلين، للإشراف على الانتخابات التشريعية والرئاسية، وتحديد موعد لها ضمن فترة زمنية محدودة، على أن يتم تحميل المسؤولية لمن يتخلف عن ذلك، رابعاً: يستحق سمو الأمير كل التحية والتقدير، من كل الشعوب العربية والإسلامية، خاصة مع ذلك الانتماء العروبي، وشعوره كمسلم، بالمؤامرات الإسرائيلية التي تحاك، ويتم التخطيط لها لتهويد القدس. عندما عالج خللا في العمل العربي المشترك، بالمقترح الخاص بإنشاء صندوق لدعم القدس، برأسمال مليار دولار على أن تدفع قطر ربع المبلغ. والباقي من الدول العربية القادرة. ويتم إدارته من البنك الإسلامي للتنمية. خامساً: يستحق سمو الأمير إشادة تامة، بحسن إدارته لأعمال القمة العربية الـ24، التي أنهت أعمالها منذ أيام في العاصمة الدوحة. والتي تميزت بالحرص من كافة القادة على المشاركة، باستثناء الذين منعتهم ظروف خاصة. ونجح في الوصول بها إلى بر الأمان، وخلت من المشاكل والمصاعب، وتميزت بتوافق تام على معظم القضايا وبعضها معقد. على سبيل المثال الأزمة السورية، وكانت الدبلوماسية القطرية سباقة، كما هي عادتها في إقرار الاعتراف بتمثيل المعارضة للشعب السوري، وإنهاء التردد والبطء الذي ساد بعض المواقف العربية، تحية لقطر أميراً وحكومة وشعباً على تلك السياسة الحكيمة، والرؤية الواضحة، ومساندة تطلعات الشعوب العربية.
لا أدري إذا كانت تصريحات المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة، حول حقيقة ما جرى منذ هجوم اللواء المتقاعد خليفة حفتر الغادر على العاصمة الليبية طرابلس في أبريل من العام الماضي، نوعاً من إبراء...
عندما يتعلق الأمر بحاضر ومستقبل أكثر من مائة وخمسين عربي في مصر والسودان، فنحن في حاجة إلى الاصطفاف والحذر، والحرص في التناول والتعامل أثناء التعامل مع ملف سد النهضة، وعندما تكون القضية تخصّ شريان الحياة،...
هاهي أميركا تجني ثمار ما زرعته في العراق، فبعد أكثر من 17 عاماً من غزوها العاصمة بغداد، تجد نفسها مجبرة على الدخول في حوار استراتيجي مع حكومة الكاظمي؛ للاتفاق حول شكل وحجم قواتها هناك، بعد...
إن أي مراقب محايد وحريص على التجربة الديمقراطية الوليدة في أعقاب أنجح نماذج الربيع العربي، لا بدّ أن يقرّ ويعترف بأن هناك أزمة حقيقية تعاني منها تونس، وبداية الحل في الاعتراف بوجودها، والاتفاق على آليات...
عندما يجتمع «الهوان» العربي، و»التخبّط» الفلسطيني، مع «الدعم» الأميركي، وموقف «إبراء الذمة» الأممي والأوروبي، فالنتيجة أن المشروع الإسرائيلي لضمّ 30% من الضفة الغربية -وهو قيد التنفيذ- في يوليو المقبل سيمرّ، وعلى الجميع أن يتنظر خطوة...
بكل المقاييس، فإن شهري يونيو ويوليو المقبلين هما الأخطر في مسار أزمة سد النهضة، وسيحددان طبيعة العلاقات المصرية السودانية من جهة، مع إثيوبيا من جهة أخرى، وكذلك مسار الأحداث في المنطقة، وفقاً للخيارات المحدودة والمتاحة...
أسباب عديدة يمكن من خلالها فهم الاهتمام الاستثنائي من جانب الكثيرين من المعلّقين والكتّاب -وأنا منهم- بقضية سدّ النهضة، والأزمة المحتدمة على هذا الصعيد بين مصر وإثيوبيا والسودان، ومنها أنها تتعلّق بحاضر ومستقبل شعبين عربيين،...
بعد عدة أشهر من استقالة رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبدالمهدي، كان الخيار الأول لمن يخلفه هو مصطفى الكاظمي رئيس الاستخبارات العراقية، ولكنه تحفّظ على قبول التكليف، ووسط عدم قبول كتل شيعية له؛ ولكنه أصبح...
المتابعة الدقيقة لمسيرة اللواء المتقاعد خليفة حفتر تؤكد أن الرجل لم ولن يتغير؛ فقد ظهر بشكل كوميدي لأول مرة في فبراير 2014، داعياً الليبيين إلى التمرّد على المؤتمر الوطني العام المنتخب من قِبل الشعب الليبي،...
أزمات لبنان الحقيقية تبدأ وتنتهي عند المحاصصة السياسية والطائفية، يضاف إليها الرغبة في التسييس والتأزيم، مع تمترس كل طائفة وتيار وحزب سياسي وراء مواقفه، دون الرغبة في اللجوء إلى التسويات السياسية، أو لقاء الآخر عند...
لن تخرج الاحتمالات الخاصة بتمرير الحكومة العراقية الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي، عن هذه الاحتمالات؛ إما أن ينجح الرجل فيما فشل فيه سابقاه محمد توفيق علاوي وعدنان الزرفي، ويصل إلى التشكيلة المناسبة ليتم تمريرها عبر مجلس...
لا أسامح نفسي على إطراء شخصية مثل بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، ولكنه يقع في إطار إقرار واقع وقراءة في مسيرة الرجل، الذي استطاع عبر سنوات طويلة، أن يستخدم أدواته بصورة جديدة، ليحتفظ بالموقع طوال...