


عدد المقالات 188
خرج أهالي محافظة الأنبار غرب العراق في مظاهرات حاشدة عقب مذكرة اعتقال بحق عناصر من حماية وزير المالية رافع العيساوي، ابن المحافظة الأكبر في العراق، مظاهرات يسعى العراقيون الشرفاء أن تكون نصرة للحق وضد فساد وطائفية حكومة نوري المالكي التي حولت العراق إلى واحد من أفقر دول العالم، وهو الغني وأكثرها فسادا، حتى أن شوارع بغداد وكل المدن العراقية فاضت بمياه الأمطار التي دخلت بيوت العراقيين، بعد أن فشلت المليارات التي يقول المالكي إنها خصصت لتحسين الخدمات، عن حمايتهم وحماية شوارعهم. وحتى تثمر مظاهرات الأنبار ربيعا عراقيا، قادرا على أن يطاول وأن يتخلص من زمرة الفاسدين والطائفيين في حكومة المنطقة الخضراء، ويحقق التغيير الذي لم يتحقق في العراق رغم إزاحة نظامه السابق على يد الاحتلال الأميركي، فإن لذلك شروطا أعتقد أنها يجب أن تتوافر من أجل أن تبدأ حركة تحرر شعبية واسعة النطاق ابتدأ من الأنبار والفلوجة اللتين كانتا رأس الرمح في محاربة الاحتلال الأميركي. لعل واحدا من أهم الشروط الواجب توافرها في المرحلة الراهنة، وحدة الصف السني، فرغم أن ما يتعرض له السنة على يد حكومة المالكي وحكومة إبراهيم الجعفري السابقة، من ظلم وتعسف وقتل واعتقال على الهوية، فاق كل الحدود، فإن الساحة السنية تشهد حالة من التشرذم تمتد بداياتها إلى الأيام الأولى التي أعقبت الغزو الأميركي وتشتت الآراء السنية بين من رفع السلاح ورأى فيه المخلص الوحيد للعراق، وبين من اختار العمل السياسي سبيلا لمقارعة هذا المحتل، ولن أتطرق إلى طرف ثالث، وهم قلة، ممن وضعوا أيديهم بيد المحتل ومن بعده حكومة الجعفري والمالكي الطائفيتين. لا يمكن لمظاهرات أهالي الأنبار أن تتواصل وتؤتي أكلها والساحة السنية منقسمة، على زعامات السنة، وأشير تحديدا إلى نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي والشيخ حارث الضاري أمين عام هيئة علماء المسلمين، أن يلتقيا وأن يتركا ما كان بينهما من خلاف، وفي حال تحقق هذا الالتقاء على أجندات عراقية محددة، فأعتقد أن كل الزعامات السنية سياسية ودينية سوف تلحق بهما. الأمر الآخر يجب أن تمتد رقعة التظاهرات وأن لا تنحصر في محافظة الأنبار، وهنا لا أشير إلى المناطق السنية في العراق فقط وإنما أيضا المناطق الشيعية، ومخطئ من يعتقد أن كل الشيعة يجمعون على المالكي، ليس حبا به وبسياساته وإنما لدوافع طائفية، فلقد أثبتت الأيام الماضية أن هناك العديد من القوى الشيعية لديها الرغبة في الانضمام إلى الربيع العراقي، ولكنها تخشى أن يكون ما يجري في الأنبار ذا لون طائفي واحد وبالتالي فإنها ما زالت مترددة. مهم جدا أن يهاجم المالكي ليس بوصفه طائفيا فحسب وإنما كونه فاسدا يقود العراق إلى ديكتاتورية جديدة على شاكلة الديكتاتورية الروسية حاليا، بوتن-مدفيدف، أو على شاكلة الزعيم الألماني هتلر، الذي جاء إلى الحكم بالانتخابات غير أنه أدخل ألمانيا في أتون الديكتاتورية بعد أن أحرق الرايخ الثالث ليستفرد بالحكم. ولعل من المهم أن نذكر أهلنا في الأنبار أن تظاهراتهم لا يجب أن تكون نصرة لشخص مهما علا شأنه، ولكن يجب أن تكون ذات مطالب واضحة ومحددة، لعل أبرزها إسقاط هذه الحكومة العميلة التي أفسدت العراق، كل العراق، والإفراج عن الآلاف من أهل السنة ممن تعج بهم المعتقلات، سواء أكانت العلنية منها أو السرية، وأن يعاد النظر بالعملية السياسية ككل والدستور. ومن المهم أيضا أن تتفاعل الشخصيات العراقية في الخارج مع مظاهرات أهل الأنبار، وأن تدعمها بكل ما تملك، وأن لا تقف متفرجة مشككة وكأن الأمر لا يعنيها، هذا بالإضافة إلى أهمية وضرورة أن تبدأ التيارات السياسية ومنظمات المجتمع المدني في عموم التراب العراقي، موجة من المظاهرات والاعتصامات، حتى لو صغرت، للتعبير عن قرب بداية انطلاقة ربيع عراقي قادر على أن يواجه ليس قوة المالكي العسكرية لوحدها وإنما قوته الإعلامية المتأتية من عشرات الأبواق التي أطلقها في الفضاء العراقي بتمويل من ثروة العراقيين. إن على المرجعيات الشيعية من جانبها، أن تحتفظ بمكانتها المرجعية الدينية وأن لا تتدخل بإصدار الفتاوى الطائفية نصرة لحكومة المالكي، كأن تدعي أن حكومة المالكي شيعية ويجب عدم الوقوف بوجهها، لمنع أي مظاهرات قد يخطط لها للخروج ضد حكومة المالكي في المدن الجنوبية من العراق، كما كان قد حصل في انتفاضة 25 فبراير الماضية. إن على الجميع أن يعرف، وأولهم المرجعيات الشيعية العراقية، أن مظاهرات أهل الأنبار لم تأت رغبة في الوصول إلى السلطة وضد وجود شخص شيعي في السلطة التنفيذية، وإنما بسبب حجم الظلم الذي وقع على أهل السنة بطريقة صار تقسيم العراق إلى فيدراليات طائفية وعرقية لدى الكثير أفضل من البقاء ضمن عراق واحد يتعرض فيه أهل السنة لهذا الظلم والتهميش والإقصاء والتنكيل ويعاملون فيه على إنهم مواطنون من الدرجة الثانية، فهل هذا ما تريده المرجعيات الشيعية؟ إن العراق اليوم يمر بمرحلة حساسة ومعقدة، وإذا لم يتناد أهل الوطن، من ساسة ومفكرين وعلماء ورجال دين، لإنقاذه، فلا عتبى بعد ذلك أن تقسم الوطن، وليست هنا المشكلة فحسب، بل إن هذا المقسم والمجزأ الجديد، سيدخل في أتون صراعات محلية لن تبق ولن تذر. فهل سيلبي الهاشمي والضاري النداء؟ هل سيجلسون على طاولة لإنقاذ العراق؟ وهل ستلتزم المرجعيات الشيعية خطا محايدا بعيدا عن دعم حكومة طائفية فاسدة؟ وهل سنجد شرر الأنبار يتطاير إلى كل مدن العراق؟ نتمنى ذلك..
في خبر ربما لم يتوقف عنده الكثيرون، أكد مصدر من ميليشيا «السلام» التابعة لمقتدى الصدر توصلهم إلى اتفاق مع «وزارة الدفاع» العراقية يقتضي بتمويل نشاطاتهم ودفع رواتب مقاتليهم عن طريق غنائمهم من المناطق الحاضنة لتنظيم...
لا يبدو من المنطقي والمبرر والواقعي أن تحشد أميركا 40 دولة معها من أجل ضرب مجموعة مقاتلة تنتشر بين العراق وسوريا، تحت أي مبرر أو مسوغ، فعدد المقاتلين وفقا لتقديرات الاستخبارات الأميركية لا يصل بأحسن...
نعم ضاعت صنعاء، ووصلت اليد الإيرانية الفارسية التي تحسن التخطيط إلى اليمن، واستولت جماعة الحوثي على اليمن، وباتت خاصرة شبه الجزيرة العربية وجنوبها بيد أنصار الله، أتباع الولي الفقيه في طهران، وصحا الخليج العربي على...
هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...
هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...
في زمن قياسي، أعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي المكلف ليلة الاثنين، حكومته التي لم يطل انتظارها، كما كان الحال مع حكومة نوري المالكي السابقة التي احتاجت إلى عشرة أشهر وولدت بعد مخاض عسير وبولادة...
ربما لم يمر سُنة العراق بحالة من الحيرة والضيق السياسي كما يعيشونها اليوم، فهم ما بين مطرقة الموت الإيرانية ممثلة بحكومة بغداد وميلشياتها، وما بين سكين الضغوط الدولية التي تمارسها عليهم أطراف دولية بغية المشاركة...
انتفض العالم وتعالى صراخه بعد أن وزع تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية منشورات طالب فيها مسيحيي مدينة الموصل بمغادرة المدينة بعد أن رفضوا اعتناق الإسـلام أو دفع الجزية البالغة 80 دولارا للفرد البالغ سنويا، مع...
أشبه ما يكون بالمسرحية، دخل نواب الكتل البرلمانية، مع غيابات هنا أو هناك، إلى قبة برلمان لم يكن في يوم من الأيام فاعلا أو مؤثرا بقدر ما كان سببا للمشاكل والأزمات، وبعد شد وجذب، مع...
تتناول العديد من التقارير الغربية والعربية مآلات الأزمة العراقية وتضع العديد من السيناريوهات للأزمة والتي لا يصح بأي حال من ربطها بما جرى في العاشر من يونيو الماضي بعد أن سيطر مسلحون على العديد من...
لا يبدو أن الأزمة العراقية الأخيرة عقب سيطرة المسلحين على أجزاء واسعة من البلاد ستجد لها حلا قريباً في الأفق، فهي وإن كان البعض يعتقد بأنها ستنتهي فور الانتهاء من تسمية رئيس جديد للحكومة خلفاً...
نحو أسبوعين منذ أن اندلعت الثورة العراقية الكبرى والتي بدأت بمحافظة الموصل شمال العراق، ووصلت لتقف عند أبواب العاصمة بغداد في حركة يمكن قراءتها على أنها محاولة من قبل الثوار لإعطاء الحل السياسي فرصة للتحرك،...