


عدد المقالات 111
الزائر لواشنطن لا بد أن يمر على البيت الأبيض, فتلك المساحات العريضة المخصصة للمشاة مقابله أضحت مجالا خاصا للمتسكعين من السياح والمتريضين من السكان، والأهم من المتظاهرين الدائمين الذين ليسوا مجموعة واحدة بل جماعات متفرقة لعدة اعتراضات، ولا يقومون بالهتاف لكنهم يحملون لافتاتهم بصمت، وقد تتعجب أن القضية الواحدة قد لا يكون لها أحيانا إلا شخص أو خمسة يحمل كل منهم لوحته واقفا بصبر وجلد الساعات الطويلة بالحر والبرد لا يكل ولا يمل. ليس ذلك فقط, بل هناك المنتزه الجميل في الميدان المقابل الذي تصب فيه النوافير، فإن الهومليس أو المشردين يحتلون المربع الملاصق له، ينشرون خيامهم فيه وسط تلك المباني الحكومية العتيدة المهيبة الضخمة والشوارع المتناسقة العريضة، وقد وضعوا لوحاتهم الاحتجاجية متهمين الحكومة بعدم منحهم العمل، والتسبب في بطالتهم وفتح أميركا للأجانب وإهمال المواطنين. كل تلك الأجواء ولا أحد يلتفت إليهم أو يرمقهم باهتمام، فالجميع قد تعود على هذه القضايا والهموم المعلقة، ولافتاتهم التي تعترض على كل ما يناقض معتقداتهم الخاصة، كما رأيت في نيويورك احتجاج بعض مناصري حقوق الحيوان على استخدام الأحصنة التي تجر العربات لنقل الناس في الشوارع كجولة سياحية، ودعوتهم للجمهور بمقاطعتها ومحاولة وقف وسيلة كسب أصحابها عيشهم. هذا المجتمع صحي لأنه لا يخرس الألسنة، ولا يغلق وسائل التعبير لأنه أما شجاع وإما لأن لا شيء هناك يخفيه أو يخاف منه، ويبحث عن الصحيح ويجعل له المناخ ليتبلور وينضج ليصنع حلوله ويحسن أوضاعه. أتذكر هذه المواقف عندما تقوم السلطات بمنع كتاب أو مصادرة قصيدة أو توقيف كاتب أو حظر المقابلات مع مفكر.. إلخ. حينها أشعر بأن الذي منعته أقوى من هذه السلطات، لأنها خافت منه ووضعت اعتبارا لشخصه وراقبت تحركاته. ماذا ستؤثر أعمال هذا الشخص الفنية أو الفكرية أو تصريحاته أو حتى حمله اللافتات والوقوف كما رأينا بمواجهة البيت الأبيض، لا شيء؟ لقد انتقدوا أوباما ووصفوه بالقاتل وطعنوا في سياسته، ثم ماذا..؟ لا شيء, بل إن رجال الأمن يحرسون المتظاهرين كجزء من أمن المنطقة الرئاسية. لماذا الانزعاج من أشخاص يعتقد أنهم يبالغون أو يتجنون، ألا يعرف النظام نفسه, ألا يثق بتقييم شعبه..؟ يخاف فقط وحده من يعلم بأنه يرتكب الفساد ويخشى من انكشاف أمره، أو من بلغ به الغرور حدا بحيث يكمم الأفواه ولا يطيق المنتقد، ولا يتصور أن يقدم أحد على ذلك فيبطش به من دون هوادة. إذا كانت بعض الأنظمة تتطلع لمناظرة غيرها المتقدمة، وتريد أن تتطاول تيها أمامها بأدواتها المتحضرة، فلا أقل من أن تقلدها بأسلوب تعاملها مع المنتقدين والمعترضين، وتدعهم يعبرون على الأقل عما بصدورهم، ما دامت لا تلتفت أصلا لما يقولون ولا تعيره بالا.
هناك فئة لا يتم الانتباه لها يكفيها هالة التقديس والاحترام المحيطة بها، كأنها تزيح عنها صفة الآدمية وتضعها إما فوق الاحتياجات الطبيعية لغرائز البشر، أو بمرتبة المرضى الضعاف العجزة، إنها الأمهات والآباء أو الجدود والجدات....
الإشاعات والقيل والقال وتبادل أخبار الناس وتحليلها، وإصدار الأحكام والنقد، وإصدار التفسيرات والتعليلات وما يصح ولا يصح وما يجب وما لا يجب، كلها وسائل العاجز الهارب من مشكلاته الخاصة الباحث عن ملجأ لإحباطاته وفشله، وكطريقة...
فجع المجتمع منذ عدة سنوات قليلة بظهور ظاهرة الطلاق المبكر التي لم تكن موجودة في السابق، وهي أزمة لا تشي باختلاف جيل الأزواج الأبناء فقط، بل بتغير حدود الآباء والأمهات بين الأمس واليوم، مما يعني...
في «تويتر» هناك عالم افتراضي، ذلك العالم الذي يتوق إليه الإنسان حينما يعبر عن ذاته كأنما يخاطب نفسه، ليكون هو بلا رتوش ليعيش حياته كما يتصورها، ويريدها أن تكون، وإن كان حتى هذا العالم الافتراضي...
في 1999 كانت الاستعدادات لانتخابات المجلس البلدي تسير بتوائم مع الشعور الذي يولده سماع عزف النشيد الوطني، أي ممتلئة بالحماس والترقب والعنفوان، مناظرات تبثها القناة التلفزيونية المحلية التي لا تنافسها الفضائيات، في حين تمتلئ الصحف...
في البداية ليكون الوطن معافى يجب وضع الموظف الصحيح في المكان الصحيح، خصوصاً في المراكز القيادية فهي الرأس، وهي التي تنصب الموظفين وتعزل وتكافئ وتعاقب وتدير وتخطط أو تجمد وتقتل. والحرص بأن تكون القيادات مواطنة،...
نسمع بالحوبة عندما يظلم أحدهم شخصاً ما ثم يتعرض لأزمة تقلب كيانه فيربط الناس بين الحادثتين، تذكرت هذا عندما أصابت أحدهم أزمة صحية خطيرة جعلته بين قوسين وأدنى من العيش الملغوم بالألم والمخاطر، وعندما علم...
17 طلب ترخيص لافتتاح مستوصفات خاصة على مكتب مسؤولي المجلس الأعلى للصحة، في الوقت الذي يعلن فيه عن اعتماده مشروع قانون التأمين الصحي الاجتماعي، وإحالته إلى الجهات المختصة لإصداره، وإنشاء شركة مملوكة للمجلس لإدارة التأمين...
نفتح الجرائد وفيها كم هائل من المشاكل والانتقادات والتحقيقات والآراء كل منها يطال جهة ما، وتعاد نفسها كل شهر وربما كل عام من مصادر وأماكن وجهات مختلفة ويبقى الوضع كما هو!! هل يقرأ المسؤولون..؟ وإذا...
غيم في السماء لكنه ليس غمامة مطر ولا سحابات محملة بالانتعاش والهطل، إنه ركود ثقيل في السماء يحجب الرؤية ويقشع الشمس ويملأ الجو بالركود والمرض. غبار كثيف يملأ البلاد ويعدم الرؤية ويعل النفوس قبل الصدور...
العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم، هكذا يكون العدل وحقوق الناس قيمة لا يمكن التفاوض فيها والتفريط في معطياتها بالنيابة عنهم. مثلما تدين تدان، ومن عاب ابتلي، واستغلال النفوذ لتصفية الخصومات الشخصية والتحامل وتصيد وتضخيم...
تم الإعلان عن تدشين أول مكتب متخصص لدعم منظمات المجتمع الدولي بالبلاد، يبدأ عمله خلال الشهر القادم، اعتماداً على كفالة الدستور لتأسيس تلك المؤسسات، وإصدار الدولة للتشريعات والقوانين التي تنظم عمل مؤسسات المجتمع المدني. بكثير...