


عدد المقالات 205
عندما قلب الروائي الياباني هاروكي موراكامي نمط حياته كي يصبح الكاتب الكبير الذي هو عليه اليوم، قال إنه خسر بعض الناس وأغضب الكثير منهم، نتيجة التغييرات التي قام بها إخلاصاً لقلمه، وأنه فضل قولاً وفعلاً علاقته بالقراء على أي علاقة أخرى في حياته، فخصص الصباح للكتابة وما بعد ذلك لأي نشاط آخر يشغل تفكيره عن التفكير، كالقراءة أو الركض أو التنزه وحده، لينهي يومه بالنوم مبكراً. حرصه على الكتابة وعلى علاقته بقرائه جعله يتغاضى عن المناسبات الاجتماعية وينسى أو يتناسى الرد على من يحاول الاتصال به، إخلاصاً لمن يحاول هو نفسه أن يتصل بهم عبر كلماته. ما أكثر المبدعين الشبيهين بموراكامي، فهناك تولستوي الذي اعتزل حياة المدينة وحياته الاجتماعية المزدحمة، وحتى عائلته في أحيان كثيرة، منصرفاً إلى الريف بين الزرع والمزارعين ليفكر ويكتب. أفهم أهمية ما يفعلونه لأنفسهم ولقرائهم، وأعترف بأني لا أملك ربع شجاعة موراكامي ولا نصف شجاعة تولستوي في التضحية واعتزال الناس من أجل الناس، وأن كل ما أملكه هو بعض أوقات في الأسبوع أقضيها في الكتابة عن مواضيع قد تهم قراء كثراً في أسابيع وأقل منهم في أسابيع أخرى، ولكن كل لحظات توتر تسليم المقال في الوقت المناسب، وفي القالب المميز والمضمون الممتاز تمر عند وصول رد واحد فقط من أي قارئ، سواء أكان برد إيجابي أو تعليق ينتقد فيه فكرة ما، سواء أكان مسؤولاً يعارض ما كتبته، مثل أكبر الباكر في مقال له رد فيه على ما كتبته من انتقادات للخطوط الجوية القطرية، أو مسؤولاً يوضح ويزيد على ما وصفته، مثل أحد مسؤولي الشفلح الذي وضح بأن لديهم مجموعات دعم كتلك التي وصفتها في أحد مقالاتي. كل فكرة تعارض أو تؤيد أخرى مهمة، سواء أكانت لي أو لغيري، وكل رد يغير، فيبني أو يهدم لأن الكاتب وإن كان يكتب لنفسه أولاً يكتب لغيره ثانياً وثالثاً ورابعاً وأخيراً، لأن فيه من الناس وفي الناس الكثير منه، وإن لم يرغب بالاعتراف بذلك. تحية لكل القراء، تحية إلى أرقى أنواع الجنود المجهولين الذين يجعلون من الكتاب من هو مشهور ومعروف ومسموع ومؤثر، لعائلة أبقى ولمجتمع أفضل ولدولة أقوى ولعالم أكثر إنسانية. شكراً لكل قارئ جعل من الحرب سلاماً، ومن الخلاف اختلافاً، ومن الحب ديناً، ومن الألم حكمة، ومن القلم سلاحاً يستشهدون به عند القدرة، هذا المقال لكم وإن كان بلساني.
تمت مشاركة كثير من الصور في الأيام الماضية عبر تطبيق «FaceApp»، الذي يحوّل صورة الشخص رقمياً إلى صورته بعد تقدّمه في السن. الجميع يريد أن يتخيل شكله بعد أن تجتاحه الشيخوخة، وأن ينهكه العمر، وأن...
الأخطار التي واجهت أجيال أجدادنا وأجداد أجدادنا، ماتت معهم. لا أحد يخاف اليوم من الموت لارتفاع حرارة جسده أو لعدم إمكانية وصول الطبيب أو الدواء إليه. المخاوف والأمراض التي هددت تلك الأجيال لم تعد تهددنا...
أين ذهب الوقت؟ في أي مدى تمددت الساعات والدقائق، وتركتنا وحدنا نعد الأيام والأسابيع بل والسنين؟ الإنسان يربط نفسه بنفسه بأفكار الفناء والخلود، يعيش وكأنه لن يذوق الموت، ليموت دون أن يعرف الحياة، مسلسل الدمية...
شاهدت مؤخراً «Manhunt: Unabomber»، وهو مسلسل مبنٍ على أحداث حقيقية. وتمحورت القصة حول محاولة مكتب التحقيقات الفيدرالية في الولايات المتحدة الأميركية (FBI)، الإمساك بأحد أكبر المجرمين الذي أرهبوا الولايات المتحدة الأميركية في أواخر القرن الماضي،...
الأمور التي لم يخبرك بها والداك عن الحياة، كثيرة. فعلوا ذلك إما لعدم معرفتهم بها ولعدم إلمامهم بكل الجوانب أو حماية للأبناء أو غفلة منهم أو ما عدا ذلك من الأسباب المختلفة التي نقنع أنفسنا...
في كرة القدم تُعتبر حركة التسلل هدفاً محققاً في معظم الأحيان، تكالبت عليه الأنظمة والقوانين والحكم والجمهور، أو على الأقل نصفهم. ما أكثر الأهداف التي يعتبرها الحكام حركات تسلل، وبعضها في حقيقتها غير مستحقة، أي...
انتشرت في الآونة الأخيرة بعض النكات والتعليقات حول الشعوب الخليجية في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، والتي خصت بعض تصرفاتهم الظريفة والغريبة، وغيرها من التصرفات التي تميزهم. ولكن المثير والمضحك حول هذه التعليقات هي الإشارة غير...
هناك أمور يجب على أي انسان أن يحافظ عليها ويحترمها في نظري، أهمها: الماء والوقت. فإن أضعت الماء، أضعت حياتك، وإن أهملت الوقت، أهملت روحك. قد يبدو الماء والوقت للوهلة الأولى بلا أية قواسم مشتركة،...
شهدنا خلال الأسابيع الماضية أفعال «داعش» الفظيعة على أرض الواقع، في تفجير مسجد الإمام الصادق في الكويت، وفي تفجيرات تونس وفرنسا ومصر وغيرها من الدول، وشاهدنا أيضاً أفعالهم أو سيناريو مقارباً لها على التلفاز في...
أحاول أن أتحكم في وقتي قدر استطاعتي، وبما أننا في عصر الإنترنت والمواقع الإلكترونية وتطبيقات التواصل الاجتماعي، يتوفر لنا هذا الرفاه عبر مواقع كـ «يوتيوب»، فبدل أن أنتظر برنامجاً أو أرتب جدولاً يومياً أو شهرياً...
كان قد بدأ «سناب شات» التطبيق الإلكتروني الواصل بين الأصدقاء والغرباء، طريقه على استحياء في 2011، حيث كان مستخدموه يتفاعلون فيه عبر إرسال الصور ومقاطع الفيديو القصيرة إلى أصدقائهم المقربين فقط، ثم تضاعفت أعداد مستخدمي...
لم يكن مقالي الأخير يوم الخميس الماضي بعنوان «زاوية للدعاية والإعلان» إلا دعاية لمقالي هذا، والذي سأفتتحه بسؤال: كيف يمكنك أن تعلن أو تقوم بعمل دعاية جذابة لنفسك بالمجان؟ يجب أن أوضح أمرين قبل أن...