alsharq

جواهر بنت محمد آل ثاني

عدد المقالات 205

لا تهدر نفسك

16 يوليو 2015 , 05:16ص

هناك أمور يجب على أي انسان أن يحافظ عليها ويحترمها في نظري، أهمها: الماء والوقت. فإن أضعت الماء، أضعت حياتك، وإن أهملت الوقت، أهملت روحك. قد يبدو الماء والوقت للوهلة الأولى بلا أية قواسم مشتركة، والحقيقة أنني لم أجد أكثر منهم لبعضهم تشابهاً. الماء والوقت يحييان الإنسان، لا يمكننا العيش دونهما بلا اختلال في وظائفنا الحيوية والإنسانية، ولذلك ينتج عن هدر الماء ضياع الأجيال القادمة، أما الوقت، فهدره يذهب بصاحبه إلى القبر على قطار سريع لا يشعر فيه بالمحطات التي يمر عليها. لا تخف عزيزي القارئ! لن أتحدث عن طرق المحافظة على الماء لأن المؤسسات والشركات الخيرية والخضراء ووزارات البيئة والتنمية المستدامة في كل مكان، استنفدت هذا الحديث، بطرق تقليدية وغير تقليدية. وإن كان من المهم الإشارة إلى أننا نتعامل مع الماء وكأنه شيء مسلم به ودائم لنا، مع أن نسبة المياه الصالحة للشرب على الأرض لا تتجاوز %3 ونسبة %97 الباقية هي لمياه غير صالحة للشرب! لا غريب فيما أقول ونحن نعامل الماء كمنتج مستدام كالبترول، وحتى الوقت فلا أحد يظن بأنه سيموت غداً، بل على العكس، نخطط ليوم الغد وما بعده لخمس سنوات قادمة. أعود مرة أخرى وأقول إنني لن أتطرق لطرق المحافظة على المياه لأنه ليس من تخصصي. موضوعي اليوم هو يومك الثمين عزيزي القارئ بكل دقائقه وثوانيه والعقارب التي تلاحق ساعاته. ماذا تفعل في يومك المعتاد سواء أكان يوم عمل أم عطلة أسبوعية أو سنوية أو حتى مرضية لم تكن سوى محاولة للهرب من العمل؟ هل تشاهد التلفاز فيه؟ هل تمارس الرياضة؟ هل تتحدث مع عائلتك عن يومهم وفيم قضوه؟ هل تذهب إلى قهوة الحارة لتجلس الجلسة نفسها في المكان نفسه لتشرب الشاي نفسه؟ هل يومك العادي روتيني بشكل معتاد أم أنك تغير فيه بحسب ما تسمح به الأحوال أو ما تجبرك عليه الظروف؟ أم أنك سيد يومك، فتختار ما تقوم به وما تتركه ليوم آخر لتفعله أو لا تفعله؟ أياً كان جوابك عزيزي القارئ فهو لك، وليس لي، ولكن ما يهمني في سؤالي هو أن تعرف في قرارة نفسك إذا كان في روتينك هدر لوقتك أم لا. كيف تعرف ذلك؟ من الفائدة التي تحصل عليها آخر اليوم. فإذا عرفت بأن روتينك اليومي لا يهدر من وقتك دقيقة، فاستمر عليه، بل وانصح غيرك به إن استطعت، أما إذا شعرت بأنك لا تستفيد الكثير من يومك أو أنك لست متأكداً من ذلك، فأبقِ على روتينك اليومي، ولكن زد عليه هذه الأمور الأربعة لتستفيد الكثير، ولئلا تهدر يومك: أولاً، مارس الرياضة، ولو لعشر دقائق. الرياضة تمنح العمر الطويل والصحة الموفورة، وبها تضمن حياة مستقبلية أفضل لنفسك بأمراض أقل ومتاعب أخف. ثانياً، قدم معروفاً. تصدق للغير أو اعمل خيراً لهم. هذا الفعل سيجعلك تخدم وتهذب نفسك أيضاً، ليس عبر الهبات المالية فقط، بل ببسائط الأمور كذلك، كالابتسامة وتقديم استشارة مجانية، أو مساعدة صديق في مأزق أو أزمة. ثالثاً، تعلم معلومة جديدة. احرص على أن تقوم بهذا كل يوم، عن طريق قراءة المقالات المتخصصة أو الكتب أو مشاهدة فيديوهات في اليوتيوب أو عبر ورش التدريب أو النقاشات مع الأصحاب. تعلمك لمعلومة جديدة يشعل آفاقك وينشر نور المعرفة في طريقك. وهذا يجعلك أكثر قدرة على مواجهة المستقبل والتعامل مع ما سيواجهك بفاعلية أكبر. رابعاً، حقق شيئاً لنفسك. لاحظ بأنني لم أقل «افعل شيئاً لنفسك» بل قلت «حقق شيئاً لنفسك! « الجملة الأولى قد توحي بأن استلقاءك يومياً لمشاهدة التلفاز لترتاح هو «فعل» شيء لنفسك، أما الثانية وهي ما أقصدها، تعني أن تخطو خطوة لتحقيق ذاتك وأهدافك، فإن كان حلمك أن تصبح طباخاً ماهراً، فاحرص على أن تعمل على تطوير هذه المهارة يومياً بابتكار أطباق جديدة وتحسين أو إضفاء طابع عصري على أطباق تقليدية. وإذا كان هدفك أن تصبح كاتباً، فخصص ساعات من وقتك للقراءة وساعة للكتابة. وإذا كنت تريد أن تتعلم لغة أو تعزف على آلة موسيقية، فهناك العشرات من البرامج الإلكترونية التي تساعد على تعلمهما، فابدأ وتصفحهما، لتبني مستقبلك. يقول مارك توين: «الحياة قصيرة، اكسر القوانين، سامح بسرعة، قبل ببطء، أحب بصدق، اضحك بلا قيود، ولا تندم على شيء جعلك تبتسم في يوم ما». آمن بهذه المقولة، حتى لا يأتي يوم، تتمنى فيه رجوع دقيقة أهدرتها.

قبل تلك السنين

تمت مشاركة كثير من الصور في الأيام الماضية عبر تطبيق «FaceApp»، الذي يحوّل صورة الشخص رقمياً إلى صورته بعد تقدّمه في السن. الجميع يريد أن يتخيل شكله بعد أن تجتاحه الشيخوخة، وأن ينهكه العمر، وأن...

كارثة عالمية!

الأخطار التي واجهت أجيال أجدادنا وأجداد أجدادنا، ماتت معهم. لا أحد يخاف اليوم من الموت لارتفاع حرارة جسده أو لعدم إمكانية وصول الطبيب أو الدواء إليه. المخاوف والأمراض التي هددت تلك الأجيال لم تعد تهددنا...

الهروب الكبير

أين ذهب الوقت؟ في أي مدى تمددت الساعات والدقائق، وتركتنا وحدنا نعد الأيام والأسابيع بل والسنين؟ الإنسان يربط نفسه بنفسه بأفكار الفناء والخلود، يعيش وكأنه لن يذوق الموت، ليموت دون أن يعرف الحياة، مسلسل الدمية...

مدخل إلى الهوية اللغوية

شاهدت مؤخراً «Manhunt: Unabomber»، وهو مسلسل مبنٍ على أحداث حقيقية. وتمحورت القصة حول محاولة مكتب التحقيقات الفيدرالية في الولايات المتحدة الأميركية (FBI)، الإمساك بأحد أكبر المجرمين الذي أرهبوا الولايات المتحدة الأميركية في أواخر القرن الماضي،...

ما لم يخبرك به والداك

الأمور التي لم يخبرك بها والداك عن الحياة، كثيرة. فعلوا ذلك إما لعدم معرفتهم بها ولعدم إلمامهم بكل الجوانب أو حماية للأبناء أو غفلة منهم أو ما عدا ذلك من الأسباب المختلفة التي نقنع أنفسنا...

تسلل

في كرة القدم تُعتبر حركة التسلل هدفاً محققاً في معظم الأحيان، تكالبت عليه الأنظمة والقوانين والحكم والجمهور، أو على الأقل نصفهم. ما أكثر الأهداف التي يعتبرها الحكام حركات تسلل، وبعضها في حقيقتها غير مستحقة، أي...

الشعب الإسباني

انتشرت في الآونة الأخيرة بعض النكات والتعليقات حول الشعوب الخليجية في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، والتي خصت بعض تصرفاتهم الظريفة والغريبة، وغيرها من التصرفات التي تميزهم. ولكن المثير والمضحك حول هذه التعليقات هي الإشارة غير...

كي تكون «داعش» أقلية

شهدنا خلال الأسابيع الماضية أفعال «داعش» الفظيعة على أرض الواقع، في تفجير مسجد الإمام الصادق في الكويت، وفي تفجيرات تونس وفرنسا ومصر وغيرها من الدول، وشاهدنا أيضاً أفعالهم أو سيناريو مقارباً لها على التلفاز في...

دعايات رمضان

أحاول أن أتحكم في وقتي قدر استطاعتي، وبما أننا في عصر الإنترنت والمواقع الإلكترونية وتطبيقات التواصل الاجتماعي، يتوفر لنا هذا الرفاه عبر مواقع كـ «يوتيوب»، فبدل أن أنتظر برنامجاً أو أرتب جدولاً يومياً أو شهرياً...

دوحة لايف!

كان قد بدأ «سناب شات» التطبيق الإلكتروني الواصل بين الأصدقاء والغرباء، طريقه على استحياء في 2011، حيث كان مستخدموه يتفاعلون فيه عبر إرسال الصور ومقاطع الفيديو القصيرة إلى أصدقائهم المقربين فقط، ثم تضاعفت أعداد مستخدمي...

دعاية بالمجان!

لم يكن مقالي الأخير يوم الخميس الماضي بعنوان «زاوية للدعاية والإعلان» إلا دعاية لمقالي هذا، والذي سأفتتحه بسؤال: كيف يمكنك أن تعلن أو تقوم بعمل دعاية جذابة لنفسك بالمجان؟ يجب أن أوضح أمرين قبل أن...

زاوية للدعاية والإعلان

بلا شك نحن نعيش العصر الذهبي للدعاية والإعلان، والأكيد أن آخره بعيد، لأن ازدهار هذا المجال أكثر وأكثر متوقع، نظراً لتنامي أشخاص واقتصادات الأفراد والشركات والدول. في الأغلب، تكون الدعاية والإعلان -إن وُجد- ترويج لمنتج...