alsharq

جواهر بنت محمد آل ثاني

عدد المقالات 205

الهروب الكبير

02 مايو 2019 , 02:58ص

أين ذهب الوقت؟ في أي مدى تمددت الساعات والدقائق، وتركتنا وحدنا نعد الأيام والأسابيع بل والسنين؟ الإنسان يربط نفسه بنفسه بأفكار الفناء والخلود، يعيش وكأنه لن يذوق الموت، ليموت دون أن يعرف الحياة، مسلسل الدمية الروسية «The Russain doll»، يكشف لنا هشاشة الإنسان وحقيقة تربص الموت به، وبعده عنه، بُعد زاوية شارع أو مسافة أقصر، من يعرف على وجه الخصوص إن كان هو من ضمن 54 شخصاً الذين تقتلهم لسعات النحل سنوياً؟ أو من بين الأشخاص التسعين الذين يقتلهم البرق كل عام؟ أو من بين العشرين ألف شخص الذين يفارقون الحياة بسبب الإنفلونزا كل سنة؟ هذه الإحصائيات تم إعدادها جميعاً في الولايات المتحدة الأميركية، ورغم ذلك من يعرف على وجه اليقين أنه لن يكون هناك، ومن ضمنهم هذه السنة أو بعدها بعشر سنوات؟ الكاتب لا تلاحقه أفكار الموت والحياة فقط، لأنه يحاول إيجاد معانٍ لهما في كتاباته، فهو دائماً يفكر بالكتابة أيضاً، وأين هي كتابته من حياته ومن موته، ألا يحاول هو في النهاية استباق الموت عبر الكتابة عن الحياة؟ أليس في كتابته تخليد لذكرى حياته قبل وبعد موته؟ أليس في كل كلمة يكتبها شهيق وزفير وتنهيدة وابتسامة؟ أليس لحبره القدرة على إحياء وإماتة المشاعر والشخوص في المهاجر والنصوص؟ تتعجب أحلام مستغانمي في كتابها «شهياً كفراق» من مضي خمس سنوات دون إصدارها لعمل روائي، أين هرب الوقت؟ وما طريقته في الهروب التي استخدمها؟ لا يهم، الوقت مضى وانتهى، وأمامنا وأمامها وقت أيضاً سيمضي وينتهي. ما الذي شغلها عن الكتابة؟ الحياة، ما الذي أرجعها للكتابة؟ الحياة، وسأضيف، الموت أيضاً، كيف لا وهما مرتبطان، ارتباط الصباح بالمساء، والخير بالشر، والحب بالكره، جميعهم يربطهم خيط غير مرئي، لا نعرف بداية بدايته ولا نهاية نهايته، وكلٌّ يراه من منظوره الخاص الذي يعبّر عنه. بقي القول، إن الكاتب عندما ينشغل بالحياة عن الكتابة ينشغل عن نفسه، وعندما يكتب ينشغل عن الموت بالحياة لغيره، والمعادلة الأخيرة أثرى وأبقى للكاتب من الأولى، عندها لا سؤال عن الوقت وتسرب ثوانيه، ولا حديث إلا عن الحياة والموت، وما نجمعه منهما.

قبل تلك السنين

تمت مشاركة كثير من الصور في الأيام الماضية عبر تطبيق «FaceApp»، الذي يحوّل صورة الشخص رقمياً إلى صورته بعد تقدّمه في السن. الجميع يريد أن يتخيل شكله بعد أن تجتاحه الشيخوخة، وأن ينهكه العمر، وأن...

كارثة عالمية!

الأخطار التي واجهت أجيال أجدادنا وأجداد أجدادنا، ماتت معهم. لا أحد يخاف اليوم من الموت لارتفاع حرارة جسده أو لعدم إمكانية وصول الطبيب أو الدواء إليه. المخاوف والأمراض التي هددت تلك الأجيال لم تعد تهددنا...

مدخل إلى الهوية اللغوية

شاهدت مؤخراً «Manhunt: Unabomber»، وهو مسلسل مبنٍ على أحداث حقيقية. وتمحورت القصة حول محاولة مكتب التحقيقات الفيدرالية في الولايات المتحدة الأميركية (FBI)، الإمساك بأحد أكبر المجرمين الذي أرهبوا الولايات المتحدة الأميركية في أواخر القرن الماضي،...

ما لم يخبرك به والداك

الأمور التي لم يخبرك بها والداك عن الحياة، كثيرة. فعلوا ذلك إما لعدم معرفتهم بها ولعدم إلمامهم بكل الجوانب أو حماية للأبناء أو غفلة منهم أو ما عدا ذلك من الأسباب المختلفة التي نقنع أنفسنا...

تسلل

في كرة القدم تُعتبر حركة التسلل هدفاً محققاً في معظم الأحيان، تكالبت عليه الأنظمة والقوانين والحكم والجمهور، أو على الأقل نصفهم. ما أكثر الأهداف التي يعتبرها الحكام حركات تسلل، وبعضها في حقيقتها غير مستحقة، أي...

الشعب الإسباني

انتشرت في الآونة الأخيرة بعض النكات والتعليقات حول الشعوب الخليجية في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، والتي خصت بعض تصرفاتهم الظريفة والغريبة، وغيرها من التصرفات التي تميزهم. ولكن المثير والمضحك حول هذه التعليقات هي الإشارة غير...

لا تهدر نفسك

هناك أمور يجب على أي انسان أن يحافظ عليها ويحترمها في نظري، أهمها: الماء والوقت. فإن أضعت الماء، أضعت حياتك، وإن أهملت الوقت، أهملت روحك. قد يبدو الماء والوقت للوهلة الأولى بلا أية قواسم مشتركة،...

كي تكون «داعش» أقلية

شهدنا خلال الأسابيع الماضية أفعال «داعش» الفظيعة على أرض الواقع، في تفجير مسجد الإمام الصادق في الكويت، وفي تفجيرات تونس وفرنسا ومصر وغيرها من الدول، وشاهدنا أيضاً أفعالهم أو سيناريو مقارباً لها على التلفاز في...

دعايات رمضان

أحاول أن أتحكم في وقتي قدر استطاعتي، وبما أننا في عصر الإنترنت والمواقع الإلكترونية وتطبيقات التواصل الاجتماعي، يتوفر لنا هذا الرفاه عبر مواقع كـ «يوتيوب»، فبدل أن أنتظر برنامجاً أو أرتب جدولاً يومياً أو شهرياً...

دوحة لايف!

كان قد بدأ «سناب شات» التطبيق الإلكتروني الواصل بين الأصدقاء والغرباء، طريقه على استحياء في 2011، حيث كان مستخدموه يتفاعلون فيه عبر إرسال الصور ومقاطع الفيديو القصيرة إلى أصدقائهم المقربين فقط، ثم تضاعفت أعداد مستخدمي...

دعاية بالمجان!

لم يكن مقالي الأخير يوم الخميس الماضي بعنوان «زاوية للدعاية والإعلان» إلا دعاية لمقالي هذا، والذي سأفتتحه بسؤال: كيف يمكنك أن تعلن أو تقوم بعمل دعاية جذابة لنفسك بالمجان؟ يجب أن أوضح أمرين قبل أن...

زاوية للدعاية والإعلان

بلا شك نحن نعيش العصر الذهبي للدعاية والإعلان، والأكيد أن آخره بعيد، لأن ازدهار هذا المجال أكثر وأكثر متوقع، نظراً لتنامي أشخاص واقتصادات الأفراد والشركات والدول. في الأغلب، تكون الدعاية والإعلان -إن وُجد- ترويج لمنتج...