


عدد المقالات 604
كان من المهم بالنسبة لي على الأقل، أن تهدأ الأمور قليلا وتتراجع الحملات الإعلامية، حتى تصل رسالتي بكل وضوح إلى المتلقي، وهو في هذه الحالة الشعب القطري. وأقول في البداية، إن أصحاب «البطولات الوهمية» و «الزعامات الزائفة» في الفضائيات، والإعلام الخاص، الذي دأب على شن الحملات ضد قطر، لا يمثلون سوى أنفسهم، أما الشعب المصري، في القرى، والنجوع، في المدن الصغيرة، في أقاصي الصعيد، أو محافظات الوجه البحري، فهو مختلف. يعرف الأصول، يميز بين «الخبيث والطيب»، يفرق بين الأصيل والمزيف، «يحفظ الجميل،، يقدر أصحاب المواقف، خاصة إذا جاءت في الوقت الصعب، وفي الزمن الصعب، هذا الشعب الذي ما زال يتذكر مواقف الملك فيصل ملك السعودية، عندما تجاوز عن خلافاته الشديدة مع عبدالناصر، ووقف وقفة صلبة في دعم مصر بعد نكسة 67، واستمرت تلك المواقف بعد انتصار أكتوبر العظيم، وبداية تعمير مدن القناة، وعودة أهلها من مناطق الهجرة التي تم إجبارهم عليها. الشعب المصري الذي ما زال في ذاكرته الشيخ زايد رئيس دولة الإمارات، ومساعدته لمصر واقتصادها، الذي خرج منهكا بعد حرب أكتوبر، فساهم في مرحلة إعادة البناء، وإطلاق مشروع المدن الجديدة. الشعب المصري الذي ما زال يتذكر موقف السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، الذي رفض قطع العلاقات مع مصر، بعد قرار قمة بغداد، نتيجة زيارة الرئيس الأسبق محمد أنور السادات للقدس، والتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل. هو نفس الشعب المصري الذي ما زال يتذكر موقف الشيخ حمد بن خليفة أمير قطر، عندما أسهم في إتمام صفقة لقطارات السكك الحديدية عندما احتاجت مصر ذلك، وتفاقم المشكلة في عهد النظام السابق.. طالما أن الأمر في صالح الشعب المصري والمواطن المصري. وهو الذي لن ينسى أن قطر كانت أول المنحازين إلى تطلعات الشعب في الحرية والعدالة الاجتماعية، فكانت أول الداعمين لثورة 25 يناير، وترجمت تأييدها عمليا بالتوصل إلى برنامج متكامل لدعم الاقتصاد المصري في زمن المجلس العسكري، وكان الهدف الشعب المصري وليس لحزب أو جماعة أو تيار. فقناعة القيادة القطرية الصحيحة هي التعويل على الشعب، فهو خير وأفضل. الشعب المصري بفطرته السليمة يعرف الغث من الطيب، يعرف أنه عندما تأزمت الأمور، ووصلت ضغوط صندوق النقد الدولي إلى أقصى مدى، وبدا أنه يماطل في إتمام اتفاق القرض، لم تخيب القيادة القطرية رجاء الشعب المصري، ووافقت على تقديم دعم اقتصادي جديد لمصر من خلال ودائع وأذون خزانة وغيرها. الشعب المصري يضع الشيخ حمد بن خليفة في مصاف قادة دول الخليج العظماء التاريخيين، في سبعينيات القرن الماضي، الذين يعرفون واجبات الأخوة العربية، ويتسمون بالشهامة. الشعب المصري -على عكس النخب الثقافية والفكرية- يعرف مشاعر الشكر والامتنان لمن وقف معه في وقت الشدة، ولا يسأل لماذا تساعدنا قطر؟ بل يعتب على الآخرين الذين تخلوا عنه، لأسباب واهية وحجج لا معنى لها. بل إن البعض بدأ مسلسل التآمر، وضخ أموالا طائلة، لا يستفيد منها رجل الشارع، المواطن العادي، بل مجموعات المعارضة السياسية. لن ينسى أبداً أنه ضحية لضيق الأفق، للذين لا يفرقون بين الخلاف السياسي، وبين خطط تجويع الشعب المصري، ومحاولة تركعيه. الشعب المصري لن تنطلي عليه كل حملات الهجوم على قطر، والتي بدأت منذ سنوات طويلة في العهد السابق، في محاولة منه للبحث عن «كبش فداء»، ومن «يستر عوراته» وفشله، وتراجع دوره العربي والإقليمي والدولي، وقصر كل اهتماماته في قضية توريث جمال مبارك، فلم يعد يهتم بمصالح مصر القومية أو قضاياها الحيوية. الشعب المصري هو أول من يدرك حقيقة الأوهام، ومجموعة الأكاذيب التي يتم الترويج لها وفق خطط مدروسة من جهات عربية وإقليمية، للوقيعة بينه وبين نظيره القطري، ومنها الحديث عن «قطرنة مصر»، وسعي الدوحة إلى تأجير قناة السويس أو آثار مصر، أو الترويج لمفاهيم مغلوطة من قبيل التنافس بين الأدوار، أو الدخول في مقارنات بين الأحجام والقامات. الشعب المصري يعرف تماماً الدور العظيم الذي قام به الشيخ حمد بن خليفة في إحياء دولة قطر. في إرساء دعائم برنامج إصلاحي متكامل على كافة المستويات، اقتصاديا، وسياسيا، وثقافيا، واجتماعيا، يدرك مستوى التعليم، وهو الاستثمار الحقيقي في البشر، في المستقبل في دولة قطر، والذي تجسد في المشروع العملاق والمتميز لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وكانت أولى ثمارها أكاديمية قطر التي نجحت في إنشاء عدد من الجامعات الدولية على أرض قطر في مجالات مختلفة. الشعب المصري ينظر بإعجاب لقدرات القيادة القطرية، التي نجحت في تحويل بلادها صغيرة المساحة، إلى «رقم صعب» في المعادلة السياسية عربيا، وإقليميا، ودوليا، وأدواتها الناجحة في المساهمة والتفاعل مع عدد من القضايا، على أكثر من صعيد، في مقدمتها قضية المصالحة الفلسطينية، وأزمة دارفور، ودعم تطلعات الشعوب العربية في دول الربيع العربي، وكان لها الدور الأهم والأبرز عندما تراجع الآخرون، عندما تيبست مواقفهم، وتجمدت سياساتهم الخارجية. هذه هي الرؤية الحقيقية والمواقف الصحيحة للشعب المصري، أما غير ذلك فهو غثاء كغثاء السيل!! كزبد البحر!!
لا أدري إذا كانت تصريحات المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة، حول حقيقة ما جرى منذ هجوم اللواء المتقاعد خليفة حفتر الغادر على العاصمة الليبية طرابلس في أبريل من العام الماضي، نوعاً من إبراء...
عندما يتعلق الأمر بحاضر ومستقبل أكثر من مائة وخمسين عربي في مصر والسودان، فنحن في حاجة إلى الاصطفاف والحذر، والحرص في التناول والتعامل أثناء التعامل مع ملف سد النهضة، وعندما تكون القضية تخصّ شريان الحياة،...
هاهي أميركا تجني ثمار ما زرعته في العراق، فبعد أكثر من 17 عاماً من غزوها العاصمة بغداد، تجد نفسها مجبرة على الدخول في حوار استراتيجي مع حكومة الكاظمي؛ للاتفاق حول شكل وحجم قواتها هناك، بعد...
إن أي مراقب محايد وحريص على التجربة الديمقراطية الوليدة في أعقاب أنجح نماذج الربيع العربي، لا بدّ أن يقرّ ويعترف بأن هناك أزمة حقيقية تعاني منها تونس، وبداية الحل في الاعتراف بوجودها، والاتفاق على آليات...
عندما يجتمع «الهوان» العربي، و»التخبّط» الفلسطيني، مع «الدعم» الأميركي، وموقف «إبراء الذمة» الأممي والأوروبي، فالنتيجة أن المشروع الإسرائيلي لضمّ 30% من الضفة الغربية -وهو قيد التنفيذ- في يوليو المقبل سيمرّ، وعلى الجميع أن يتنظر خطوة...
بكل المقاييس، فإن شهري يونيو ويوليو المقبلين هما الأخطر في مسار أزمة سد النهضة، وسيحددان طبيعة العلاقات المصرية السودانية من جهة، مع إثيوبيا من جهة أخرى، وكذلك مسار الأحداث في المنطقة، وفقاً للخيارات المحدودة والمتاحة...
أسباب عديدة يمكن من خلالها فهم الاهتمام الاستثنائي من جانب الكثيرين من المعلّقين والكتّاب -وأنا منهم- بقضية سدّ النهضة، والأزمة المحتدمة على هذا الصعيد بين مصر وإثيوبيا والسودان، ومنها أنها تتعلّق بحاضر ومستقبل شعبين عربيين،...
بعد عدة أشهر من استقالة رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبدالمهدي، كان الخيار الأول لمن يخلفه هو مصطفى الكاظمي رئيس الاستخبارات العراقية، ولكنه تحفّظ على قبول التكليف، ووسط عدم قبول كتل شيعية له؛ ولكنه أصبح...
المتابعة الدقيقة لمسيرة اللواء المتقاعد خليفة حفتر تؤكد أن الرجل لم ولن يتغير؛ فقد ظهر بشكل كوميدي لأول مرة في فبراير 2014، داعياً الليبيين إلى التمرّد على المؤتمر الوطني العام المنتخب من قِبل الشعب الليبي،...
أزمات لبنان الحقيقية تبدأ وتنتهي عند المحاصصة السياسية والطائفية، يضاف إليها الرغبة في التسييس والتأزيم، مع تمترس كل طائفة وتيار وحزب سياسي وراء مواقفه، دون الرغبة في اللجوء إلى التسويات السياسية، أو لقاء الآخر عند...
لن تخرج الاحتمالات الخاصة بتمرير الحكومة العراقية الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي، عن هذه الاحتمالات؛ إما أن ينجح الرجل فيما فشل فيه سابقاه محمد توفيق علاوي وعدنان الزرفي، ويصل إلى التشكيلة المناسبة ليتم تمريرها عبر مجلس...
لا أسامح نفسي على إطراء شخصية مثل بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، ولكنه يقع في إطار إقرار واقع وقراءة في مسيرة الرجل، الذي استطاع عبر سنوات طويلة، أن يستخدم أدواته بصورة جديدة، ليحتفظ بالموقع طوال...