


عدد المقالات 53
لا بد من الاعتراف.. أنه عند مطالعتي لصياغة خبر ما.. يتضح لي أنه «حمال أوجه».. ويميل أكثر لما أظنه خداعا للقارئ لفهم الخبر بشكل «مسيس»، أعترف أنه عندها يعتريني بعض قلق وأسأل نفسي: «هل يا ترى سيمرّ هذا «بالتلوين المدُخل عليه» على القارئ «كخبر بريء»، أم أن عقل من يطالع ستتضح له «المصيدة» المقصود بها عقله؟ لكن من العدل القول إن هذا قد يستدعي سؤالاً معاكساً: «ولمَ تظن أن الخبر ملوّن؟. أليس من الممكن أن يكون دقيقاً ولا يحتمل التأويل غير المعنى المباشر؟». بالطبع سؤال منطقي، لكن لا ينفي حقيقة أن كثيراً من الأخبار تأتي مصاغة بطريقة فيها رسائل مقصودة ومتعمدة كي يفهمها العقل بطريقة محدّدة.. إضافة لأمر أشد سوءاً.. هو محاولة تثبيت قناعات لأهداف يبتغيها من ورد الخبر عبره، سواء كان ذلك وكالة أنباء.. أم كان مراسلا لصحيفة أو قناة فضائية، وقد تكون هذه القناعات تقصد بذر شقاق بين مواطني الدولة الواحدة على أسس غير المواطنة. ** ** ** لو أخذنا الأمر من بداياته بهدف أن تكون هناك قناعات أولية مشتركة ليس فيها اختلاف أو خلاف.. لوجب القول إن كل وسيلة إعلامية، سواء كانت مقروءة أم مسموعة أم مرئية، فإن هناك أهدافاً محدّدة من إنشائها. وبالطبع قد تكون هذه الأهداف في منتهى السمو فتهدف لنشر المعرفة أو التأكيد على القيم الإنسانية بين الناس والحض عليها. لكن في المقابل أيضاً لا ينبغي أن نغفل عن أن هناك من له أغراض من خلالها يقصد «تدجين» العقل لأهداف يقصدها. في هذا يحضرني هنا مثال يجدر ذكره، لأنه في ظنّي نادر الحدوث.. من حيث الاعتراف به من قبل الجهة المعنية، وكان ذلك أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان في صيف 2006. كنت أستمع آنذاك لإذاعة البي بي سي العربية.. وكانت تقدّم برنامجاً عن الحرب النفسية في الحروب، وكان أحد ضيوف البرنامج المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الذي كان يظهر كثيراً أثناء المعارك آنذاك للتعليق. ما استغربت منه هو اعترافه في تلك الحلقة بأنه من بين الأهداف «في الحرب النفسية» هو التأثير على معنويات الطرف المقابل. واستغرابي لم يكن معرفة تلك الحقيقة بحد ذاتها، وإنما أن تأتي في ذلك الوقت ومن نفس المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي. ** ** ** وهنا يأتي على البال مثال آخر.. لكنه من واقع الحرب الفيتنامية، عندما كانت الولايات المتحدة تشنّ حرباً على فيتنام الشمالية خلال الفترة من منتصف ستينيات القرن الماضي حتى منتصف السبعينيات منه. آنذاك كانت بعض الصحف الفيتنامية المغمورة تقوم، بإيعاز من المخابرات المركزية الأميركية، بنشر بعض الأخبار التي تخدم الجهد العسكري الأميركي ضد فيتنام، ومن ثمّ تقوم بعض وكالات الأنباء العالمية المعروفة بإعادة النشر –بإيعاز من تلك المخابرات أيضاً– مما يحقق انتشاراً عالمياً واسعاً لما سبق وورد عبر الصحف المغمورة تلك، بغض النظر عن مصداقية مثل تلك الأخبار. إلا أن مثل هذه الأعمال- البعيدة عن المهنية والمقصود بها عدم إعطاء صورة صحيحة للواقع لتحقيق أهداف معينة– قد لا تكون سياسة معتمدة من قبل الجهة الإعلامية التي يرد عبرها مثل هذا الأمر، فقد يكون أحد المراسلين– على سبيل المثال– يعمل لجهة أخرى ويكون موقع ثقة.. فتؤخذ تقاريره بحسن نية، وتنشر كما هي خاصة في صحفنا العربية. وفي حالات عديدة يمكن ملاحظة عدم دقة مثل تلك التقارير، بل تناقضها مع وقائع قد يكون المشاهد أو القارئ المهتم قد عرفها بحكم متابعته، مما يؤدي إلى أن يبدأ الشك في التسرب إلى قناعات القراء أو المشاهدين حول مدى مصداقية ما يرد في وسائل الإعلام تلك.. وهذا بالطبع يفرض مسؤولية على القائمين على تلك الوسائل للاطمئنان لمصداقية ما يرد لهم وينشرونه أو يبثونه. ** ** ** ولا شك أن المشاهد أو القارئ الحصيف يحصن نفسه- قدر الإمكان– عن طريق عدم الاقتصار على مشاهدة قناة واحدة أو مطالعة صحيفة بعينها، على الأقل مبدئياً.. بالحرص على مطالعة الخبر من مصدره الأساسي سواء كان تصريحاً أو مقابلة أو خطاباً يهمه.. بأن يطالعه من المصدر الذي صدر عبره. ومثل هذا الأمر لن يساعد المهتم على «معرفة الخبر دون تلوين» فقط، بل إن ذلك سيمكّنه من معرفة إلى أي مدى هناك تلوين في الأخبار عندما يرى ما طالعه حرفياً.. وقد ورد عبر وسائل الإعلام المختلفة. وهذا بحد ذاته يمكّنه من بلورة تصوّر بشأن مدى مصداقية وسائل الإعلام المختلفة. ومن خلال التجربة سيصل إلى قناعات حول أي من هذه الوسائل أكثر مصداقية. وفي هذا لن يفوته أن يفرّق «بين الخبر» و «التعليق.. أو وجهة النظر». ومن هذا يحصل في النهاية على «مجموعة وسائل إعلامية» ستمثل له ما يشبه «المصادر» ذات الثقة الأكثر من غيرها، ومثل هذا ينطبق على الكتاب والبرامج بالقنوات الفضائية. ومن الأمور المكملة مطالعة تعليقات القراء عبر شبكة الإنترنت على ما يرد في الصحف.. أو مشاركات المشاهدين والمستمعين في البرامج الحوارية عبر الشاشة أو الإذاعة.
عادة -وليس دائماً- عند عودة القلم لمقالة سابقة، يكون دافعه البحث عن ملجأ يحتمي به.. «في حال تصحّره -مؤقتاً!- لأسباب مختلفة». أما هذه المرة فهي مقصودة.. لنقل القارئ لشاطئ بعيد عن «الأحداث العربية» والتعليقات المصاحبة،...
اليوم «الاثنين 11 يونيو» تبدأ قناة الميادين الفضائية بثها.. بشعار يقول «الواقع كما هو». وحيث إنها قناة إخبارية فالمؤكد أن عامل المنافسة سيكون على أشده، خاصة أن هناك قنوات عربية وغير عربية «تبث باللغة العربية»...
قبل أيام قليلة، وتحديداً صباح الأربعاء الماضي، عايشت أحداثاً بدت صغيرة نقلتني -بغض النظر أين كانت رغبتي- إلى عالم مختلف كلية.. رأيت أن أنقل لكم صورة له، وكأنني أعيش حكاية «آلة زمان ومكان» لم أمر...
الأسطر هذه تكملة للحديث الماضي في موضوع قد يبدو مركباً، لذا وكي يسهل على «الراوي» عرض «جزئه الثاني».. فقد ارتأى القلم أن يتم ذلك تحت الفقرات: 1) كيف أتي العنوان. 2) مؤلف رواية «آلة الزمن»....
قد لا يكون معتاداً أن تتحدث مقالة عن عنوانها وكيف جاء. هذا ما أجد نفسي فيه هذه اللحظات، بعد ملاحظتي عنواناً كتبته قبل يومين.. ولم يكن بحاجة، هذا المساء «الخميس»، إلا لإضافة كلمتي «المعرفة والتجهيل»....
ربما كثيرون منا سمعوا «بآلة الزمن».. والبعض على الأقل رأى فيلماً أو أكثر.. حيث تنقلنا تلك الآلة إلى الماضي.. كما أن لديها القدرة على نقلنا للمستقبل.. توقفاً على مخيلة مؤلف العمل.. وربما مخرجه، أما الحاضر...
في الجزء الثاني هذا.. يتواصل الحديث حول دور الأعضاء القطريين في اللجان التي تشكل لتقديم مشاريع القوانين. وقد تطرق حديث أمس إلى بعض الأسباب المحتملة، التي يمكن أن تؤدي إلى ضعف مشاركة هؤلاء الأعضاء في...
جذب انتباهي، مع بعض الاستغراب «وليس كثيره.. بعد تفكير لم يطل»، ما ذكره الزميل فيصل المرزوقي في مقالته يوم الثلاثاء الماضي الموافق 17 أبريل 2012م في صحيفة «العرب»، حيث أورد ملاحظة حول القوانين التي تصدر...
من بين اللحظات السعيدة التي تمر بمن يكتب أن يجد لديه «وجبة جاهزة» ما عليه إلا «تسخينها قليلاً» بكتابة أسطر مقدمة لها. لذا في تقديم هذا الجزء الثاني.. علي أن أقول الكثير بأقل عدد كلمات...
العودة لكتابة سابقة مضى عليها زمن طويل هو أمر مبرر، «ضمن قناعاتي الجميلة»، إن كان هناك ما يكفي من دافع لهذا الأمر.. مثل أن تكون «تلك اللحظة الجميلة» لإرسال حروفك للجريدة قد أزفت.. ولظرف ما...
بداية لا بد من التنبيه أن العنوان أعلاه يحمل «المعنى المقصود.. تحديداً»، يعني «تضحكان معك».. تضحكان معك!!. بالطبع سيستغرب البعض هذا الإلحاح للتوضيح، لكن آخرين سيرون هذه الإشارة «إشارة توضيحية مقلوبة» لكنها مطلوبة، وحجتهم أن...
الكتابة.. هي لذة للنفس.. وقلق!. لذة عند الانتهاء من الكتابة، وذلك عندما تشعر النفس أن العمل قد اكتمل، أو أنه شبه مكتمل.. وأنه فقط بحاجة لمراجعة «تبدو» نهائية. وهي قلق «يبدأ مع لحظة الانتهاء من...