alsharq

عمران الكواري

عدد المقالات 53

«ابنُ الفجاءة وزيراً»

18 يونيو 2012 , 12:00ص

عادة -وليس دائماً- عند عودة القلم لمقالة سابقة، يكون دافعه البحث عن ملجأ يحتمي به.. «في حال تصحّره -مؤقتاً!- لأسباب مختلفة». أما هذه المرة فهي مقصودة.. لنقل القارئ لشاطئ بعيد عن «الأحداث العربية» والتعليقات المصاحبة، خاصة تلك المتعلقة بانتخابات الإعادة في مصر لمنصب رئيس الجمهورية.. التي جرت فيها «وقائع» -منذ قيام ثورة يناير 2011م- تدل على أشياء عديدة «تستحق التمعن» الجاد، والذي بالطبع نراه بدأ على بعض القنوات. وهو على جديته لا يخلو من الطرافة.. حيث إن الكثيرين من الناس في مصر يجدون أنفسهم –حسب قولهم– أنهم قد أصبحوا بين خيارين، أحلاهما مر!.. لذا رأى القلم الابتعاد «عن مثل تلك الأحداث» هذا الأسبوع، «والانغماس» في سطور خفيفة.. حتى وإن كانت قد نشرت قبل، لأنه «من بين إيجابيات ذلك المحتملة» -ونحن نقرأ- أن نرى كم تقدمنا.. مع تقدّم العمر.. في إحدى نواحي الحياة التي تمس من يقرأ.. ومن لا يقرأ. وبحكم أن المقالة تطرقت إلى عدد صفحات الجرائد المحدود آنذاك.. على عكس ما هو عليه الحال الآن، إلا أنه تجدر ملاحظة أن الرياضة -سابقاً ولاحقاً- دائماً تأخذ «نصيب الأسد» من حيث الاهتمام.. وعدد الصفحات المخصصة لها. وهكذا تأخذنا الحروف إلى «ابن الفجاءة»... في «منصبه الجديد».. آنذاك: *** *** نال من «أبي الفجاءة» التعب بعض الشيء لطول المدة التي وقفها مسلّماً على المهنئين الذين لم يستوعبهم مجلسه، وبعضهم كان بالخارج ينتظر دوره.. ومع مرور الوقت أصبح يحس بازدياد التعب. دار بخلده تساؤل: ألم يكن مرتاحاً في مجلسه قبل الإعلان عن توليه «الحقيبة» الوزارية. وإذا كان قد تعب من السلام وهو أهون «النشاطات» الوزارية.. فكيف سيكون الحال عندما يأتيه المراجعون وشكاويهم التي لا تنتهي.. ومديرو الإدارات بالوزارة ورؤساء الأقسام وموظفوها، وربما عمّالها.. خاصة والمعروف عنه أنه يؤمن بنظرية «الباب المفتوح». يده ممتدة للسلام، والأفكار تعتمل في رأسه.. لاحظ أنه لا يعرف من زوّاره المهنئين إلا القليل أولئك الذين كانوا يأتونه في مجلسه وبعض الأقارب والأصدقاء. تمنى في هذه اللحظة أن يطلب من المهنئين كتابة أسمائهم ووظائفهم على بطاقات يعلقونها على صدورهم. كما تمنى لو أنه استعد لهذه المناسبة بكاميرا فيديو تنصّب، كما هو الحال في الأعراس، لتصوير المهنئين ليتمكن من تذكّر الأسماء والوجوه، خاصة أن دخان العود من الكثافة ما جعله يتبين الوجوه المهنئة بصعوبة. *** *** كان كلما سنحت له الفرصة مال برأسه نحو صديقه «أبو محمد» طالباً منه أن يخبره بالأسماء.. وعندما لاحظ أن «أبو محمد» مثله لا يعرف منهم إلا القليل، طلب منه أن يحاول جهده ممنياً إياه بالتعيين مديراً لمكتبه في أول قرار يتخذه في يوم الغد. ما إن انفض الجمع، ما عدا الأصدقاء المعتادين، حتى طلب ابن الفجاءة أن يحضر بالعشاء.. كان طلبه ممزوجاً بشكوى من تعب رجليه من طول الوقوف: «ما يسوى عليّ.. تكسّرت اركبيه يا بومحمد.. ما أدري الوزراء لهم علاوة عن الوقفة والاستقبال والتوديع؟». لم يكن أبو محمد يملك جواباً، فما كان منه إلا أن نصحه بالاستفسار في الوزارة يوم الغد. *** *** بعد تناول العشاء متأخراً، لاحظ ابن الفجاءة أن هناك بين الحضور وجهاً غير مألوف، وعند الاستيضاح منه تبين أنه صحافي من جريدة «الغد» المحليّة.. الذي وجد بدوره أنها فرصة سانحة للاستفسار عن خطط الوزير.. خاصة أنه طرح مثل هذا السؤال على الوزير السابق، إلا أن الرد جاء على غير توقعاته: «أولاً خطتي إنّي أروح أنام عقب هالوقفة الطويلة.. وبعدين هذا السؤال أنا قريته لما تعيّن الوزير اللّي قبلي ولما قال إنه بيطوّر الوزارة وبيقضي على الشلليّة زعل عليه الوزير اللّي قبله.. وحتى يقولون إنه ما عاد يشتري جريدتكم. يعني تبغي جريدتكم توقف.. إذا وزيرين ما اشتروها احسب كم واحد غيرهم بيسوي مثلهم وما بيشتريها!» عندها قاطع الصحافي كلام «الوزير» منوّهاً أنه هو الذي أجرى المقابلة. «عجيب!..أنا مستغرب إنك سوّيت مشكلة و»حطّيت» بين وزراء وما زلت على راس عملك.. صحيح إن عندنا حرية رأي!». حاول الصحافي إيضاح أن من ضمن مسؤوليات الصحافة تقديم المعلومة من «مصادرها الأوليّة»، إلا أن محدّثه بدا غير مقتنع «.. لكن جرايدنا ما فيها شي.. تتعب وأنت شايل الجريدة من كثر أوراقها.. وعقب اتصفحها وكلما طاحت اورقتين تبقى ساعة وانت تحاول تصفها مرة ثانية كأنك عامل في المطبعة.. لكن النتيجة.. تخلّص منها في خمس دقايق!.. وبعدين وين الأقلام القطرية.. قليل اللّي يكتبون.. أكيد فيه مشكلة.. بس وين هالمشكلة.. وين؟.. *** *** وبينما ابن الفجاءة يحاول أن يجد جواباً سمع طرقاً عنيفاً نقله إلى موقع آخر حيث أصبح رئيساً لتحرير جريدة «الغد» يعاين الصحيفة بالمطبعة، لكن الضوضاء أجبرته على رفع رأسه من وسادة النوم!. وعندما فتح عينيه ونظر من النافذة لاحظ سيارة بيع الغاز والعامل مستمر في الطرق الشديد على أسطوانات الغاز.. فما كان منه إلا أن قال: «الله لا يوفقكم.. حارمينا من نوم الظهر.. وحاسدينا حتى على حلومنا». وفي نوبة غضبه أقسم على أن يستبدل جميع أفران الغاز بأفران كهربائية!..

«الميادين» .. نجم ساطع أم قمر آفل؟!

اليوم «الاثنين 11 يونيو» تبدأ قناة الميادين الفضائية بثها.. بشعار يقول «الواقع كما هو». وحيث إنها قناة إخبارية فالمؤكد أن عامل المنافسة سيكون على أشده، خاصة أن هناك قنوات عربية وغير عربية «تبث باللغة العربية»...

«توسكن».. ترحب بكم!

قبل أيام قليلة، وتحديداً صباح الأربعاء الماضي، عايشت أحداثاً بدت صغيرة نقلتني -بغض النظر أين كانت رغبتي- إلى عالم مختلف كلية.. رأيت أن أنقل لكم صورة له، وكأنني أعيش حكاية «آلة زمان ومكان» لم أمر...

آلة الزمن.. «بنوعيها».. المعرفة والتجهيل.. 2/2

الأسطر هذه تكملة للحديث الماضي في موضوع قد يبدو مركباً، لذا وكي يسهل على «الراوي» عرض «جزئه الثاني».. فقد ارتأى القلم أن يتم ذلك تحت الفقرات: 1) كيف أتي العنوان. 2) مؤلف رواية «آلة الزمن»....

آلة الزمن.. «بنوعَيْها».. المعرفة والتجهيل.. ½

قد لا يكون معتاداً أن تتحدث مقالة عن عنوانها وكيف جاء. هذا ما أجد نفسي فيه هذه اللحظات، بعد ملاحظتي عنواناً كتبته قبل يومين.. ولم يكن بحاجة، هذا المساء «الخميس»، إلا لإضافة كلمتي «المعرفة والتجهيل»....

صحافتنا المحلية.. وعوامل الانتشار

ربما كثيرون منا سمعوا «بآلة الزمن».. والبعض على الأقل رأى فيلماً أو أكثر.. حيث تنقلنا تلك الآلة إلى الماضي.. كما أن لديها القدرة على نقلنا للمستقبل.. توقفاً على مخيلة مؤلف العمل.. وربما مخرجه، أما الحاضر...

دور أعضاء اللجان القطريين في مشاريع القوانين بالدولة 2/2

في الجزء الثاني هذا.. يتواصل الحديث حول دور الأعضاء القطريين في اللجان التي تشكل لتقديم مشاريع القوانين. وقد تطرق حديث أمس إلى بعض الأسباب المحتملة، التي يمكن أن تؤدي إلى ضعف مشاركة هؤلاء الأعضاء في...

دور أعضاء اللجان القطريين في مشاريع القوانين بالدولة 1/2

جذب انتباهي، مع بعض الاستغراب «وليس كثيره.. بعد تفكير لم يطل»، ما ذكره الزميل فيصل المرزوقي في مقالته يوم الثلاثاء الماضي الموافق 17 أبريل 2012م في صحيفة «العرب»، حيث أورد ملاحظة حول القوانين التي تصدر...

المتخفّي.. في كل منّا (2/2) «لماذا لا أصلح كي أكون رئيس دولة»

من بين اللحظات السعيدة التي تمر بمن يكتب أن يجد لديه «وجبة جاهزة» ما عليه إلا «تسخينها قليلاً» بكتابة أسطر مقدمة لها. لذا في تقديم هذا الجزء الثاني.. علي أن أقول الكثير بأقل عدد كلمات...

المتخفّي.. في كل منّا (1/2)

العودة لكتابة سابقة مضى عليها زمن طويل هو أمر مبرر، «ضمن قناعاتي الجميلة»، إن كان هناك ما يكفي من دافع لهذا الأمر.. مثل أن تكون «تلك اللحظة الجميلة» لإرسال حروفك للجريدة قد أزفت.. ولظرف ما...

الصحيفة والقناة الإخبارية عندما.. «تضحكان معك!»..

بداية لا بد من التنبيه أن العنوان أعلاه يحمل «المعنى المقصود.. تحديداً»، يعني «تضحكان معك».. تضحكان معك!!. بالطبع سيستغرب البعض هذا الإلحاح للتوضيح، لكن آخرين سيرون هذه الإشارة «إشارة توضيحية مقلوبة» لكنها مطلوبة، وحجتهم أن...

الكتابة.. وميزان الرقابة

الكتابة.. هي لذة للنفس.. وقلق!. لذة عند الانتهاء من الكتابة، وذلك عندما تشعر النفس أن العمل قد اكتمل، أو أنه شبه مكتمل.. وأنه فقط بحاجة لمراجعة «تبدو» نهائية. وهي قلق «يبدأ مع لحظة الانتهاء من...

مطالعة في مقالة الأسبوع الماضي..

يبدو أن هناك «نسبة لا بأس بها» من القراء لم تستوعب بعض ما تضمنته مقالة الأسبوع الماضي التي كانت بعنوان «لماذا لم أكتب مقالاً هذا الأسبوع..؟». والحقيقة أنني لا أعاتب «من لم يستوعب بعض ما...