


عدد المقالات 168
أطلقت المقاومة الفلسطينية وتحديداً كتائب القسام اسم «حد السيف» على العملية الأمنية الموازية التي تولدت من إحباطها عملية لوحدة استخباراتية إسرائيلية خاصة قبل قرابة الأسبوعين شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، واشتباكها مع الوحدة. كشفت الكتائب عن وجوه أعضاء تلك الوحدة السرية جداً ونشرتها على وسائل الإعلام، ولهذا السلوك عدة تفسيرات؛ منها التفسير المعلن بأن الكتائب تريد الحصول على معلومات من الجمهور حول تحركات وأنشطة الوحدة إن كانت قد تجولت في القطاع لفترة قبل اكتشافها أو في مناطق أخرى. وأيضاً الكشف له بعد متعلق بضرب الروح المعنوية للوحدة عموماً والتأثير على أفرادها بشكل مباشر، وإشعارهم بالخوف، وقد يؤدي ذلك إلى خروج أفراد الوحدة المكشوفين ولو مؤقتاً من الخدمة، ومثل هذه الوحدات تعتبر نخبة النخبة في قوات الاحتلال، ويتمتع عناصرها بكفاءة عالية. وهم غالباً حسب ترجيحات المتابعين والخبراء من إحدى وحدات نخبة النخبة في «الجيش الإسرائيلي» المعروفة باسم (سييرت متكال)، ويكون من ضمن مهامهم أحياناً الاندماج في المجتمعات المستهدفة أو بمعنى أدق الذوبان فيها، لذلك كان واضحاً حسب ما رشح من معلومات إتقانهم للغة العربية بطلاقة، ومن الوارد أن يكون بينهم يهود من أصول عربية أو صهاينة عرب، أو جواسيس. ملامح بعضهم شرقية، يبدو أنهم مختارون بعناية، وهناك من قال إنهم كانوا يتجولون بين المنازل تحت غطاء العمل الخيري، إلى أن اشتبه بهم الشهيد نور الدين بركة وأوقفهم للتحقيق معهم، وقد توسلوا إليه و«تمسكنوا» لكي يتركهم غير أن الشهيد رفض وعندما شعروا بالخطر وأن أمرهم قاب قوسين أو أدنى من الانكشاف أطلقوا النيران على نور الدين، واشتبك معهم حتى فاضت روحه، وقد سانده عدد من المقاومين وتدخل طيران الاحتلال لإنقاذهم بعد أن نفذ عشرات الغارات الجوية في محيطهم مشكلاً حزاماً من النار. بذلك فشلت عملية الاحتلال وانكشفت واحدة من أخطر وحداته، لكن تداعيات العملية مستمرة ورغم قصف الاحتلال للسيارة والمعدات التي كانت بحوزة وحدته، استطاعت المقاومة الوصول إلى بيانات عناصر الوحدة وصورهم الشخصية، من بينها صور لهم خارج العمل في مناطق تنزه، ومن الواضح أن الصور لها أكثر من مصدر، وهذا يعني أن المقاومة ربما استطاعت الوصول إلى بياناتهم كاملة عبر اختراق أو جهد أمني موازٍ، أو بالاستيلاء على أجهزة إلكترونية كانت تحوي بيانات الفرقة الخاصة، وكلا الأمرين ليس جيداً للاحتلال. لم تكشف المقاومة فقط عن وحدة بل عن أسلوب استخباراتي مثير وبالغ الحساسية، ومعنى قول نتنياهو المتكرر إنه يخوض معركة أمنية معقدة ومهمة في القطاع، أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد أو لن يتوقف، هل هناك وحدات أخرى تحمل الطابع ذاته؟ أم هناك مرتبطون يخشى انكشافهم أو انكشاف بقية الحلقات؟ أو بقي منهم ومن آثارهم شيء؟ أو ما هي طبيعة الأماكن التي وصلوا إليها؟ هل يجهزون لخلخلة الأوضاع الأمنية الداخلية في القطاع من خلال عمليات لا يمكن الجزم بفاعلها، كما في حادثة مازن فقها ومحاولات التفجير والاغتيال الأخرى التي أحبطتها المقاومة خلال الشهور الماضية كما حدث مع قائد القوى الأمنية بالقطاع توفيق أبو نعيم؟ العملية تفتح الباب للأسئلة أكثر من الأجوبة، وهنا منبع حساسية أمنية غير تقليدية، قد تتوصل المقاومة من خلالها للكثير من الثغرات أو الصناديق الأمنية السوداء، دون التغافل عن تلميحات نتنياهو أم أنها كانت تمهيداً لشيء أكبر يجري طبخه للمنطقة! التوتر والتوتر الفائق في الجانبين هو عنوان المرحلة، اسم العملية حد السيف وكلا الطرفين يمشي على حد السيف أيضاً وبحذر شديد ومهما كانت شدة الحذر لن تكون مثل حدة السيف!
«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...
تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...
ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...
قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...
في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...
النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...
عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...
ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...
مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...
قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...
في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...
إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...