


عدد المقالات 188
ما إن خرج ساسة العراق المجتمعون من مقر اجتماعهم في المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد، ليعلنوا للشعب العراقي عن توصلهم لميثاق شرف، حتى توالت الانفجارات وعمليات القتل والتهجير بطريقة لم يسبق أن شهدها العراق حتى إبان مرحلة الموت والانتحار الجماعي التي جرت عامي 2006-2007. ليست المرة الأولى التي تتصاعد فيها موجة العنف والقتل في العراق عقب كل تواقيع تضعها أيادي ساسة العراق على أوراق ما يسمى بالمواثيق أو العهود، فبعد وثيقة مكة قبل عدة أعوام، يوم أن اجتمع ساسة العراق في أطهر بقاع الدنيا، خرجوا منها ليدخل العراق أتون أشرس صراع طائفي شهدته المنطقة والعراق في تاريخهما. ليست المشكلة في العراقيين، وليست المشكلة في نسيجهم الاجتماعي، رغم ما تعرض له من محاولات تمزيق طيلة أعوام ماضية، وإنما المشكلة في نسيج الأفكار التي جاء بها من يسمون اليوم ساسة العراق، الذين لم يسبق لأكثر من ثلثيهم أن عاش في العراق إلا جزءا يسيرا من حياته. المشكلة في ساسة يرون في العراق غنيمة، يرون في ثروات بلد الفراتين جزءا من إرثهم الذي كانوا يبحثون عنه سنوات طويلة، ساسة جاؤوا إلى العراق وكل ما يسعون له أن يكونوا أدوات بيد من دعهم في اغترابهم الإجباري أو الاختياري إبان حكم النظام السابق، ساسة لا يمتون للعراق والعراقيين بصلة. الجديد في موجة التفجيرات الجديدة أنها تجاوزت كل الخطوط، لا نقول الحمراء، لأنها أصلا منتهكة في عراق المالكي، وإنما حتى الخطوط الأخلاقية التي يفترض أن يحتفظ بها حتى تلك الوحوش الضارية. التفجيرات الأخيرة لم تجد مكانا لها أفضل من مجالس العزاء، فانتقلت من مدينة الصدر إلى الدورة إلى الأعظمية، قبل أن تحط رحالها في مدن شمال العراق، الأمر الذي دفع بالعراقيين إلى دفن موتاهم بصمت، حتى يحتفظوا بالبقية الباقية منهم. وعلى هامش عربة الموت المتنقلة التي استهدفت المدن العراقية ومجالس عزاء أبنائها، جاء إعلان التيار الصدري اعتقال أحد منفذي الهجوم على مجلس عزاء بالمدينة أودى بحياة أكثر من 70 شخصا وإصابة العشرات، ليشكل حقيقة ربما لا يرغب البعض بتصديقها، وربما اتهم البعض الآخر التيار الصدري بأنه يسعى لضرب خصومه خاصة نوري المالكي بهذا الأسلوب، غير أن الخيار الآخر وهو تصديق الرواية التي بثها التيار الصدري عبر مواقعه، يجب أن لا يغيب، خاصة وأن كل المؤشرات والدلائل والآليات في تنفيذ عملية الصدر أو غيرها، يؤكد أن من يقوم بتلك العمليات لا يخشى من قوات الأمن المنتشرة في تلك الأماكن، بعبارة أدق، إنه ينفذ بغطاء حكومي أو أمني. المتهم قال إنه يقوم بالتفجير بمقابل مادي يصل إلى 700 دولار، وأكد أن الجهة التي تقف وراءه هو ضابط كبير تابع لنوري المالكي، وأن هذا التفجير ليس الأول من نوعه. على أية حال هو اعتراف يجب أن نقف عنده طويلا وأن لا نتركه يمر مرور الكرام، لأن خارطة الأهداف التي نفذت وتنفذ في العراق، تؤكد أن من يقف وراء تلك العمليات، لا بد أن يكون مغطى ومحميا من قبل قوات أمنية. ببساطة جدا، المالكي يبقى هو المسؤول الأول عما يجري في العراق، فلقد أطلق ميليشيات العصائب لترد على ما يعتبره هجمات تقوم بها القاعدة، هذه الميلشيات، أثبت المالكي أنه متورط معها عندما اعترف بتواصله معهم في إحدى خطبه، ميليشيات لم تكتف بالقتل والتفجير، وإنما طالت يدها الآثمة عشائر السعدون العربية الأصيلة في الجنوب وقامت بتهجيرها. اليوم نحن أمام مشهد يسعى المالكي إلى خلق ما يعرف بتوازن الرعب، فهو يعتقد أن ردع القاعدة، إن لم تكن هي إحدى أذرع أجهزته الأمنية، لا يتم إلا عبر ميليشيات مجرمة، ومن ثم يقوم أيضا بعمليات تغيير ديموغرافي لبغداد ومناطق أخرى من العراق، وكل ذلك يأتي في إطار سياسة إيرانية يبدو أنها تظل وفية لشعارات تصدير الثورة، أو لشعارات الاستعمار العربي الذي دخل بلاد فارس ولم يخرج منها منذ قرون عدة.
في خبر ربما لم يتوقف عنده الكثيرون، أكد مصدر من ميليشيا «السلام» التابعة لمقتدى الصدر توصلهم إلى اتفاق مع «وزارة الدفاع» العراقية يقتضي بتمويل نشاطاتهم ودفع رواتب مقاتليهم عن طريق غنائمهم من المناطق الحاضنة لتنظيم...
لا يبدو من المنطقي والمبرر والواقعي أن تحشد أميركا 40 دولة معها من أجل ضرب مجموعة مقاتلة تنتشر بين العراق وسوريا، تحت أي مبرر أو مسوغ، فعدد المقاتلين وفقا لتقديرات الاستخبارات الأميركية لا يصل بأحسن...
نعم ضاعت صنعاء، ووصلت اليد الإيرانية الفارسية التي تحسن التخطيط إلى اليمن، واستولت جماعة الحوثي على اليمن، وباتت خاصرة شبه الجزيرة العربية وجنوبها بيد أنصار الله، أتباع الولي الفقيه في طهران، وصحا الخليج العربي على...
هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...
هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...
في زمن قياسي، أعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي المكلف ليلة الاثنين، حكومته التي لم يطل انتظارها، كما كان الحال مع حكومة نوري المالكي السابقة التي احتاجت إلى عشرة أشهر وولدت بعد مخاض عسير وبولادة...
ربما لم يمر سُنة العراق بحالة من الحيرة والضيق السياسي كما يعيشونها اليوم، فهم ما بين مطرقة الموت الإيرانية ممثلة بحكومة بغداد وميلشياتها، وما بين سكين الضغوط الدولية التي تمارسها عليهم أطراف دولية بغية المشاركة...
انتفض العالم وتعالى صراخه بعد أن وزع تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية منشورات طالب فيها مسيحيي مدينة الموصل بمغادرة المدينة بعد أن رفضوا اعتناق الإسـلام أو دفع الجزية البالغة 80 دولارا للفرد البالغ سنويا، مع...
أشبه ما يكون بالمسرحية، دخل نواب الكتل البرلمانية، مع غيابات هنا أو هناك، إلى قبة برلمان لم يكن في يوم من الأيام فاعلا أو مؤثرا بقدر ما كان سببا للمشاكل والأزمات، وبعد شد وجذب، مع...
تتناول العديد من التقارير الغربية والعربية مآلات الأزمة العراقية وتضع العديد من السيناريوهات للأزمة والتي لا يصح بأي حال من ربطها بما جرى في العاشر من يونيو الماضي بعد أن سيطر مسلحون على العديد من...
لا يبدو أن الأزمة العراقية الأخيرة عقب سيطرة المسلحين على أجزاء واسعة من البلاد ستجد لها حلا قريباً في الأفق، فهي وإن كان البعض يعتقد بأنها ستنتهي فور الانتهاء من تسمية رئيس جديد للحكومة خلفاً...
نحو أسبوعين منذ أن اندلعت الثورة العراقية الكبرى والتي بدأت بمحافظة الموصل شمال العراق، ووصلت لتقف عند أبواب العاصمة بغداد في حركة يمكن قراءتها على أنها محاولة من قبل الثوار لإعطاء الحل السياسي فرصة للتحرك،...