alsharq

محسن عتيقي

عدد المقالات 6

ابتسامتنا الذكية ..

26 يناير 2025 , 10:38م

«تتميز أعماله بقدرتها على تجاوز الحدود الجغرافية، وتأثيرها بالغ الأهمية في توثيق العلاقات الإنسانية بين مختلف الثقافات والشعوب... هي ابتسامة ذكية تستوطن رسوماته الكاريكاتيرية التي عالج من خلالها العديد من القضايا المحلية والإقليمية والعالمية في مختلف المجالات». بهذه الكلمات قدم المركز القطري للصحافة تجربة الفنان القطري سلمان المالك، في معرض توثيقي لأعماله الكاريكاتيرية بعنوان «بحث في الحياة» الذي يستضيفه المركز خلال الفترة من 19 - 26 يناير الجاري. معرض قل نظيره في زمننا يثير النقاش الفني والثقافي، خاصة ونحن نشهد في كل يوم تحولات تجرنا إلى تيار رقمي متدفق تذوب فيه أشكال التعبير التقليدية لتولد من جديد في صور نألفها على مضض. وفي هذا السياق المتحول، يعيدنا معرض المالك إلى ذاكرة الضحك، إلى تلك القدرة العجيبة للرسم البسيط على اختراق تعقيدات الواقع. يأتي المعرض أيضا كتأكيد من المركز القطري للصحافة على أن «فنّ الكاريكاتير نجح عبر التاريخ في اجتياز أصعب الاختبارات التي مرّت بها الصحافة، وما زال قادرًا على التأثير في تطور الصحافة، واستقطاب عقول المُتلقين في ظلّ الثورة الرقمية». غير أن الثورة الرقمية، بما تفتحه من آفاق جديدة للتفاعل بين الثقافات والشعوب، وضعت الكاريكاتير أمام تحديات كبرى تتعلق بالمسؤولية الثقافية في عصر عالمي مفتوح؛ فما كان بالأمس رسماً محلياً موجهاً لجمهور محدد، أصبح اليوم متاحاً للعالم بأسره في لحظات. وفي هذا المشهد المتسارع، حيث تكتسب العودة إلى الأصول قيمة خاصة، يأتي معرض «بحث في الحياة» ليفتح نافذة على ذاكرة محلية وصحفية أصيلة، يقف فيها الكاريكاتير شاهداً على عصره وعيناً اجتماعية عليه. ولا شك بأن الكاريكاتير يواجه أيضا تحديات عميقة في وسائل إنتاجه وانتشاره. فرغم أن عصر التلفاز والإنترنت أزاحه نسبياً عن الواجهة، عادت الوسائط الرقمية لتمنحه شكلاً هجيناً، متداخلاً مع أشكال تعبيرية مستحدثة كالميمات والرموز التعبيرية، والتلاعب العميق بالصور، مشكلاً لغة بصرية ينتجها ويتلقاها الجميع باعتبارها كاريكاتير عصرنا السياسي والاجتماعي. لم تغير الثورة الرقمية طريقة تواصلنا فحسب، بل غيرت أيضاً كيف نضحك. والكاريكاتير اليوم عابر لفضاء شاسع، حيث يمكن لصورة واحدة أن تثير ردود فعل عالمية في ثوانٍ. فما كان يتطلب يداً ماهرة لفنان يمسك بالقلم والحبر، صار اليوم نتاج إبداع جماعي لملايين مسلحين بتطبيقات تحرير الصور. لذلك فإن التحول أعمق من مجرد تغيير في الأدوات، إنه يعكس تحولاً جوهرياً في كيفية معالجتنا للنقد الساخر ومشاركته في عالم تعمل فيه الشبكات الاجتماعية على تضخيم كل صوت، إلى درجة يبدو فيها الهامش متنا، والأقلية أغلبية. ومع تحول السخرية إلى ممارسة يومية متاحة رقميا للجميع، بات الابتذال والتطاول على حقوق الآخرين والإساءة إليهم أمرا مبالغا فيه. لطالما لعب رسام الكاريكاتير التقليدي بالمبالغة ليكشف الحقيقة من خلال تشويهها المقصود. المشهد الرقمي اليوم يدفع المبالغة إلى أبعد مدى، والصورة المنتشرة يتم استهلاكها على نحو مغاير حين تعبر الحدود الثقافية، وكل ثقافة تضيف طبقات من المعنى. غير أن جوهر الكاريكاتير، باعتباره مزيجا من النقد الذكي والضحك العميق، يبقى حياً، سواء رُسم بالحبر أو البكسلات الرقمية، أو نماذج الرسم الذكية. وإنما التحدي اليوم، لا يكمن في إنتاج الصورة الساخرة، وإنما في عواقب انتقالها المسيء عبر شبكة من الخصوصيات الثقافية والدينية العالمية، وإذا كان العصر الرقمي يمنح الصورة الساخرة أجنحة يحلق بها في الفضاء السيبراني، فإن السؤال الذي يبقى مطروحا: هل ما زلنا نرى «ابتسامتنا الذكية» بوضوح في مرآة تتشظى من فرط سرعة عالمنا المتشابك؟!

..الإبادة الثقافية !حرب غزة الصامتة

تعانقت أرضها مع الكنعانيين، وتغنت بها قصائد الأشوريين ونقوش اليمن القديم، وفي أسواقها نسجت حكايات الشرق والغرب، فكانت لؤلؤة المتوسط ودرة الشام، وعلى أسوارها تحطمت أحلام الغزاة. هي غزة، التي تقف شامخة تاجًا على جبين...

! المؤلف في ذمة الله

في إحدى الفعاليات التكريمية صرح الروائي الصيني المعروف «مو يان» باستخدامه الذكاء الاصطناعي في تحرير خطاب يشيد بصديقه الكاتب يو هوا، حدث ذلك بعد محاولته لأيام دون أن يتوصل إلى كتابة خطاب لائق، وفي لحظة،...

ألوان سلمان المالك الجديدة

تتعلق مناسبة هذه المقالة عن الفنان التشكيلي القطري البارز سلمان المالك، بدعوة كريمة لزيارة مرسمه قبل أيام، ومحاورة سابقة بعنوان: هل حقق المالك نقلة نوعية في معرضه «اتجاه»؟ وبشكل أساسي بجديد فناننا في معرضه المنصرم...

ذعر الشاشات! هل أصبحنا أكثر غباءً؟

في ظلّ ازدياد أهمية الثقافة ودورها في تشكيل الهوية والوعي المجتمعي، تبقى إشكالية الذكاء الاصطناعي وتأثير الشاشات الذكية على مستقبل الطلاب، أحد أهمّ الموضوعات الثقافية التي تُناقش حاليًا. حول هذا الموضوع، يستند المقال إلى تحقيق...

سنة دولية للإبليات.. خطورة تحويل الجمل إلى بقرة!

أولى الكتابات المسمارية التي تتعلق بالبدو الذين يركبون الجمل تُنسب إلى الآراميين الذين قاتلوا ضد خصمهم الآشوري ناصر بال في عام 880 قبل الميلاد. مصدر ذلك، على الأرجح، النصوص الآشورية التي تتحدث عن معارك العرب...