alsharq

محسن عتيقي

عدد المقالات 6

ألوان سلمان المالك الجديدة

01 يونيو 2024 , 11:28م

تتعلق مناسبة هذه المقالة عن الفنان التشكيلي القطري البارز سلمان المالك، بدعوة كريمة لزيارة مرسمه قبل أيام، ومحاورة سابقة بعنوان: هل حقق المالك نقلة نوعية في معرضه «اتجاه»؟ وبشكل أساسي بجديد فناننا في معرضه المنصرم «تحولات اللون.. انتباهة الكائن»، (جاليري المرخية، مطافئ مقر الفنانين). للوهلة الأولى يترك العنوان الشامل للأعمال الحديثة انطباعا بالانتقال إلى مرحلة لونية جديدة قد تحقق لسابقاتها الاكتمال والاستنفاذ. مع ذلك نعود من الانطباع بالتساؤل عن هذا الدفع بالألوان نحو تحول معلن ومفكر فيه، بل والإقرار بأن الكائن، وقد يكون الفنان نفسه أو الجمهور على حد سواء، في حالة انتباه وإدراك لهذا التحول. على مدار مسيرته التشكيلية مضى المالك قدما في وضع خيط رفيع بين التعبيري والتجريدي، فالإيماء، المألوف في أعماله، بكتل ضمن حقل ملون، وشخوص سائرة أو ساكنة، ما زال يعبر عن الجانب الدرامي والحميمي على نحو يلبي أفق انتظار الجمهور. لذلك تجنب المالك، في الغالب، شرح مضمون لوحاته، تاركا مهمة ذلك للمجتمع الفني الذي يأخذ بعين الاعتبار كون العمل الجيد، حتى وإن بدا تجريديا، فإنه في الحد الأدنى من التذوق الانطباعي يعبر عن الطبيعة الإنسانية الراسخة في اللاوعي والذاكرة. لعل دواعي التحول اللوني في تجربة سلمان المالك الراهنة هي تطلعات التجربة التشكيلية نفسها، كما يمكن ترجيح ارتباط هذا التحول، استنادا إلى لوحة «حزن»، بما يشهده عالمنا الإنساني من تحولات وانتكاسات. فما دام الفنان ينظر في حال الإنسان، فلا مناص له من الاشتباك بقضاياه، فتكون تحولات اللون مسخرة لتكسير جدرانه، وتقريب المسافة منه، وغاية ذلك تقصي مجهولات تمثلت لدى سلمان المالك في العناصر اللونية المتناهية، على نحو لوحاته المعنية بالتحول اللوني: (تشابكات، الزوايا النائية، الفصل الأخير، هل ترى الألوان رغم أني أرسم بالأبيض والأسود؟، إشارات وتحولات، فكرة الزمن، فكرة السفر في الأشياء، رحلة داخل شيء). بتوسيع مجال الرؤية (زوم)، يتم في أعمال «تحولات اللون.. انتباهة الكائن» رصد حقول لونية غير مألوفة تنم عن تعبيرية تجريدية تلغى فيها المسافة بين الفنان والموضوع وبين الموضوع والجمهور. وإذ يضعنا هذا التوجه أمام سؤال قديم متجدد: كيف يمكن للجمهور العام تذوق الأعمال التجريدية؟ فلدى سلمان المالك، الفنان الملون، وهذا تصنيفه المقرب إلى نفسه، كل إنسان فنان بالفطرة، ولديه قناعة جمالية مكتسبة تجعله يتفاعل تلقائيا مع أي لوحة جيدة، وبذلك لا تنفصل وجهة نظر المالك هذه عن مرجعية الفنانين الملونين الذين يفضلون التعبير البسيط عن الموضوع المعقد. يتعلق الأمر إذن؛ بتحول في المسافة بين العين وما تراه؛ تحول تتشكل فيه اللوحة بخلط ثنائيات؛ القريب والبعيد، الكبير والصغير، الملموس والمرئي، بألوان أكثر انفتاحا وتعمقا في الذاكرة اللونية المحلية، وقادرة على تخطي التمثيلي والواقعي إلى استنطاق المجهول والمنسي في دواخل الإنسان، على نحو يقترن فيه تحول اللون بالانتباه إليه، وتحديدا إلى قدرة اللون على استدعاء أصل الأشياء قبل أن يلبسها الزمن مظهر البهتان. من دواعي أي تحول ضبط التموقع على الخارطة التشكيلية في خضم الصعود والهبوط الذي تعرفه الاتجاهات الفنية، والتي لا يمكن اختزالها في مفاهيم ثابتة مآلها إعادة إنتاج ما سبق إنتاجه. وإدراكا منه بذلك، أطلق سلمان المالك العنان لأصغر نقطة لونية، ومنحها حصتها من التجلي؛ لتكون إشارة تحول ضمن مسار تشكيلي غني ومتواصل، تبدو فيه تعبيريته كما لو أنها تتبرأ، لأول مرة، من حقيقة الألوان كما تراها العين. ذلك، على الأرجح، ما يخبرنا به عنوان مجموعته التشكيلية: «هل ترى الألوان رغم أني أرسم بالأبيض والأسود؟».

ابتسامتنا الذكية ..

«تتميز أعماله بقدرتها على تجاوز الحدود الجغرافية، وتأثيرها بالغ الأهمية في توثيق العلاقات الإنسانية بين مختلف الثقافات والشعوب... هي ابتسامة ذكية تستوطن رسوماته الكاريكاتيرية التي عالج من خلالها العديد من القضايا المحلية والإقليمية والعالمية في...

..الإبادة الثقافية !حرب غزة الصامتة

تعانقت أرضها مع الكنعانيين، وتغنت بها قصائد الأشوريين ونقوش اليمن القديم، وفي أسواقها نسجت حكايات الشرق والغرب، فكانت لؤلؤة المتوسط ودرة الشام، وعلى أسوارها تحطمت أحلام الغزاة. هي غزة، التي تقف شامخة تاجًا على جبين...

! المؤلف في ذمة الله

في إحدى الفعاليات التكريمية صرح الروائي الصيني المعروف «مو يان» باستخدامه الذكاء الاصطناعي في تحرير خطاب يشيد بصديقه الكاتب يو هوا، حدث ذلك بعد محاولته لأيام دون أن يتوصل إلى كتابة خطاب لائق، وفي لحظة،...

ذعر الشاشات! هل أصبحنا أكثر غباءً؟

في ظلّ ازدياد أهمية الثقافة ودورها في تشكيل الهوية والوعي المجتمعي، تبقى إشكالية الذكاء الاصطناعي وتأثير الشاشات الذكية على مستقبل الطلاب، أحد أهمّ الموضوعات الثقافية التي تُناقش حاليًا. حول هذا الموضوع، يستند المقال إلى تحقيق...

سنة دولية للإبليات.. خطورة تحويل الجمل إلى بقرة!

أولى الكتابات المسمارية التي تتعلق بالبدو الذين يركبون الجمل تُنسب إلى الآراميين الذين قاتلوا ضد خصمهم الآشوري ناصر بال في عام 880 قبل الميلاد. مصدر ذلك، على الأرجح، النصوص الآشورية التي تتحدث عن معارك العرب...