عدد المقالات 6
في ظلّ ازدياد أهمية الثقافة ودورها في تشكيل الهوية والوعي المجتمعي، تبقى إشكالية الذكاء الاصطناعي وتأثير الشاشات الذكية على مستقبل الطلاب، أحد أهمّ الموضوعات الثقافية التي تُناقش حاليًا. حول هذا الموضوع، يستند المقال إلى تحقيق حديث أعدته مجلة (Le Nouvel Obs) تحت عنوان «هل أصبحنا أكثر غباءً؟» في فبراير الماضي، أطلقت شركة آبل خوذتها المسماة Apple Vision Pro، وسرعان ما انتشرت مقاطع فيديو في جميع أنحاء العالم، تصور أفرادا يرتدون نظارات غريبة يمشون بها في الشارع، ويلوحون بأيديهم في الهواء، في مشاهد يُراد بها تقديم لمحة عن مستقبل رقمي مشرق! لا شك بأن الكثيرين راودهم فضول التجربة، وخاصة «مهووسو» التكنولوجيا عبر العالم، الذين ينتظرون الـ 25 مايو من كل سنة للاحتفال بيوم فخر المهووسين (Geek Pride Day) للتعبير عن ثقافتهم وشغفهم الرقمي، ولا شك أنها راودت كذلك من سئموا إبقاء رؤوسهم منحنية على الشاشات، مدفوعين لا شعوريا بمتابعة فيديوهات لا فائدة منها! في النقاش العام، وفي كل مناسبة يتم فيها تقييم النتائج السيئة للأنظمة التعليمية يتم استدعاء التأثيرات الضارة للشاشات الذكية، يتفاقم ذلك الآن مع ظهور الذكاء الاصطناعي، ويُدق ناقوس الخطر، فكما أدت السيارات والمصاعد إلى إضعاف عضلاتنا، فإن ديناميكية المعرفة والتفكير بعمق لدى الأجيال الجديدة تضعفهما الشاشات الذكية. بحسب نتائج اختبارات بيزا (PISA) التي تُجريها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) في 80 دولة، فإن أداء طلاب المدارس الثانوية في تراجع ملحوظ منذ عام 2000، ومن بين ما يعزى إليه ذلك؛ الإزعاج الذي يسببه الهاتف المحمول في الفصول الدراسية، ومعاناة 30 ٪ من القلق المصاحب لإيقاف تشغيل الهاتف، أو ما يعرف بمتلازمة (FOMO). في فرنسا، على سبيل المثال، روّج مؤخرا عالم أعصاب اسمه Michel Desmurget، وهو مؤلف كتاب بعنوان «مصنع البلهاء الرقمي»، لفكرة أن الأطفال الذين ينشأون على الهواتف الذكية والذكاء الاصطناعي يتحولون إلى «مجانين رقميين»، وجدت الفكرة صدى واسعًا، وصلت إلى دعوات سياسية رسمية «لاستعادة السيطرة على الشاشات» بتنظيم استخدام الأطفال القُصر للهواتف والأجهزة اللوحية وألعاب الفيديو، وتقييد الاستهلاك الرقمي بـ 3 غيغابايت في الأسبوع. في مقابل ذلك، يعارض البعض الترويج لكارثة معرفية ومجتمعية وشيكة الحدوث؛ فلطالما عبرت الأجيال السابقة عن قلقها بشأن تراجع التعليم، لكن من المفارقات أن هذا الخوف يعود للظهور اليوم في زمن ارتفعت فيه معدلات التعليم بشكل كبير، ويتم، بفضل التكنولوجيا الرقمية، الوصول إلى المعرفة والفن والثقافة. وحتى قبل الهواتف الذكية، كانت خطابات الذعر في الثمانينيات والتسعينيات تصور التلفزيون مسؤولاً عن جميع الشرور. وإن أخذنا بعين الاعتبار علم الأعصاب المعرفي الذي لا يحسم بشكل واضح بشأن تأثيرات التكنولوجيا الرقمية على الأداء العقلي، يصبح التساؤل عن مبرر الذعر من الشاشات الذكية اليوم، ذو أبعاد سياسية، يبرر عند المعارضين «الذعر الأخلاقي» تحت شعار الحفاظ على مصالح الدولة وقيم والمجتمع. الأكثر غدرًا في التكنولوجيا المعاصرة، شيء يتعارض مع الذكاء، ويسمح لنا بتفسير سبب انخفاض المستوى التعليمي، وانتشار نظرية المؤامرة، وعدم قدرتنا على الاتفاق على الحقائق، بما في ذلك الحقائق العلمية. ففي حين أن منظمة الصحة العالمية توصي بمنع أي شاشة قبل سن الثانية، يسيطر الهاتف الذكي على حياة الآباء، على حساب دورهم التربوي. لذلك، وبدلاً من التراجع إلى خطاب معادٍ للتكنولوجيا، يجب الدفاع في نظر البعض عن «ذكاء الاستخدام». هل يمكننا تقنين استهلاكنا للإنترنت سياسيًا؟ إنّ الأمر أشبه بالأزمة المناخية: الخطر جماعي، لكن المسؤولية تُلقى على عاتق الأفراد. يستفيد الاقتصاد الرقمي العالمي من إدماننا على الشاشات. ولا أحد يُحاسب الشركات العملاقة مثل جوجل وأمازون وفيسبوك وتويتر (GAFAM) أو تيك توك على تقنياتها التي تُسبب هذا الإدمان، وتحت ستار السرية الصناعية، تُغلق هذه الشركات أبوابها أمام الباحثين المستقلين الذين يسعون لدراسة خوارزمياتها، وفهم كيف تستغل غرائزنا وتقنعنا باستهلاك ما لا نحتاجه، بل وتحوّل انتباهنا إلى سلعة تتنافس عليها الشركات الضخمة المستعدة لأي شيء، بما في ذلك تعزيز المحتوى الكاذب أو العنيف أو المهين. ترتفع الأصوات المحذرة من أن نموذج الأعمال الحالي لشركات التكنولوجيا العملاقة، والذي يعتمد على جذب انتباه المستخدمين وجمع بياناتهم، يُشكل تهديدًا خطيرًا على ذكاء المستخدمين واستقلاليتهم، بما يهدد مفاهيم السيادة الرقمية. ومع ذلك يُلح المستثمرون الرقميون كل يوم على إغراء المؤسسات بالأتمتة الكاملة، ولجعل هذا الأفق ذا مصداقية، فهم يحتاجون باستمرار إلى بيانات المستخدمين، وتحفيزهم على قضاء وقت أطول على تطبيقاتهم لإنتاج هذه البيانات. وتكون النتيجة أن عملنا غير الملحوظ هذا، هو ما يغذي الخوارزميات بآثارنا، وأذواقنا، وخياراتنا، مما يعطي للأتمتة الترويج لذكاء الآلة وتفوقها، بصورة تجعلنا نثق بأعين مغمضة في إنتاجها، بقدر ما توهم الأجيال الجديدة بأن قدراتهم المعرفية البشرية ما هي إلا خصائص حضارة أخذت تتلاشى!
«تتميز أعماله بقدرتها على تجاوز الحدود الجغرافية، وتأثيرها بالغ الأهمية في توثيق العلاقات الإنسانية بين مختلف الثقافات والشعوب... هي ابتسامة ذكية تستوطن رسوماته الكاريكاتيرية التي عالج من خلالها العديد من القضايا المحلية والإقليمية والعالمية في...
تعانقت أرضها مع الكنعانيين، وتغنت بها قصائد الأشوريين ونقوش اليمن القديم، وفي أسواقها نسجت حكايات الشرق والغرب، فكانت لؤلؤة المتوسط ودرة الشام، وعلى أسوارها تحطمت أحلام الغزاة. هي غزة، التي تقف شامخة تاجًا على جبين...
في إحدى الفعاليات التكريمية صرح الروائي الصيني المعروف «مو يان» باستخدامه الذكاء الاصطناعي في تحرير خطاب يشيد بصديقه الكاتب يو هوا، حدث ذلك بعد محاولته لأيام دون أن يتوصل إلى كتابة خطاب لائق، وفي لحظة،...
تتعلق مناسبة هذه المقالة عن الفنان التشكيلي القطري البارز سلمان المالك، بدعوة كريمة لزيارة مرسمه قبل أيام، ومحاورة سابقة بعنوان: هل حقق المالك نقلة نوعية في معرضه «اتجاه»؟ وبشكل أساسي بجديد فناننا في معرضه المنصرم...
أولى الكتابات المسمارية التي تتعلق بالبدو الذين يركبون الجمل تُنسب إلى الآراميين الذين قاتلوا ضد خصمهم الآشوري ناصر بال في عام 880 قبل الميلاد. مصدر ذلك، على الأرجح، النصوص الآشورية التي تتحدث عن معارك العرب...