alsharq

نعيم محمد عبد الغني

عدد المقالات 41

ما الفرق بين «فوسوس» و«فأزلهما»؟

25 مايو 2018 , 05:09ص

في لفتة قرآنية جديدة، نقرأ: «فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ» (سورة البقرة: الآية 36). هل لاحظتم التعبير فأزلهما الشيطان؟ إذاً فلنستمع إلى الآية التالية: صوت قارئ مع مؤثر بصري على «فوسوس»: «فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا، وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الخالدين» (الأعراف: 20). والموضع الذي نحن بصدده اليوم هو «فأزلهما» و»فوسوس». في سورة البقرة قال تعالى: «فأزلهما»، وفي قراءة حمزة «فأزالهما»، بزيادة ألف، وفي القراءتين اختلاف في المعنى، «فأزلهما» أي أوقعهما في الزلل، وأما «فأزالهما» أي أبعدهما، من الإزالة. وفي هذا الموضع نجد أن الله تعالى حكى أن آدم أُدخل الجنة ثم أخرجه الشيطان منها بعد أن أوقعه في الخطيئة والزلل. فهنا حديث مجمل عن قصة دخول آدم الجنة ثم خروجه منها، ثم توبة الله على آدم عليه السلام. وأما في سورة الأعراف فالسياق يختلف، ففيه تفصيل للحظة الإغواء بذكر كلمة «وسوس»، التي تعني الكلام الخفي الذي يكرر، مثل وسواس الحلي، أي صوت الحلي في يد المرأة أو رجلها، فإن له تكراراً منتظماً، ويكون المعنى في هذه الآية أن إبليس ظل يوسوس لآدم بكلام خفي، أشار إليه القرآن بقوله: «ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين» ثم يقسم إبليس لهما: «وقاسمها إني لكما لمن الناصحين»، وبلغت الوسوسة أوجها بقوله: «فدلاهما بغرور»، لتكون النتيجة: «فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة». كل ذلك أخذ وقتاً طويلاً من إبليس مع آدم وزوجه، وهذا التفصيل أعقبه درس طويل لبني آدم، فقال: «يا بني آدم لا يفتننّكم الشيطان»، والفتنة تكون بما وسوس به الشيطان من حب الخلود أو الملك، وهذا ما لم يذكر في موضع سورة البقرة، فهذا الموضع ذكر فيه التفصيل، لإعطاء الدرس لبني آدم مجملاً، ثم يمثل عليه بعد ذلك بذكر قصص السابقين من نوح وهود وصالح ولوط وشعيب وموسى عليهم السلام جميعاً.

رمضان في كتب اللغة (1)

رمضان تستلزمه مفردات مثل الفطور والسحور والإمساك والاعتكاف والصوم، وغيرها من مفردات جاء ذكرها في معاجم اللغة التي حاولت على مرّ العصور أن تؤرخ لمفردات اللغة العربية، فجاءت جميعا بينها قدر من الاشتراك في توارد...

وأنا أولُ المسلمين وأنا أولُ المؤمنين

لطيفة اليومِ عن قولِه تعالى: «قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)» الأنعام. في هذه الآية لاحظَ المفسرون أنها خُتِمَتْ بقولِه: «وَأَنَا أَوَّلُ...

وصف الليل في القرآن

في سورة الضحى نقرأ: «والضحى والليل إذا سجى» لماذا اختار الله لفظ «سجى» وما معناها؟ وما الفرق بين هذه الآية وقوله تعالى: «والليل إذا يغشى»، وقوله تعالى: «والليل إذا يسرِ»؟ هذه اللطيفة كي نفهمها علينا...

من لطائف الجنة

لطيفة اليوم ننقلها لكم من حديث القرآن عن الجنة. نرى فيها مشهداً صوّره القرآن أجمل تصوير. إنه مشهد أهل الجنة حين يطوف عليهم الولدان والغلمان بالأكواب والأباريق، غلمان كأنهم لؤلؤ مكنون، وولدان إذا رأيتهم حسبتهم...

صفة اليوم في القرآن

من المواطن المتشابهة في القرآن الكريم، وصف اليوم بأنه عقيم أو عبوس أو ثقيل. وحول هذه المواطن يكون هذا المقال. فأما وصف اليوم بالعقيم، فجاء في قول الله تعالى: (أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ) [الحج:...

المعوذتان

** اليومَ نتأملُ سورتين منَ القرآنِ نزلتَا معًا.. سورتانِ قال عنهما رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: "أُنْزِلَتْ عَليَّ اللَّيْلَة آيَاتٌ لَمْ أَرَ مِثْلَهُنَّ قَطُّ: "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ". ولهذا سُميتِ...

الفرق بين (ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) و(ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)

من المتشابهات القرآنية أننا نقرأ أحياناً: (ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، ونقرأ أيضاً: (ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). فما الفرق بينهما؟ وردت (ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) ست مرات في القرآن الكريم، ووردت (ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) ست مرات، ووردت...

الفرق بين جاء وأتى في القرآن الكريم

** عندما نتأملُ قولَه تعالى: (إذا جاءَ نصرُ الله والفتح) نتساءل: لماذا لم يقل إذا أتى نصر الله والفتح؟ ما الفرق بين جاء وأتى في الاستعمال القرآني؟ هنا لطيفة، نبَّه إليها أهل اللغة والتفسير، حيث...

أسماء الإشارة

أحياناً يختلط على القارئ أن يقول هذا أو ذلك، وفي هذا المقال نبيّن دقة التعبير القرآني في التعبير بأسماء الإشارة، فمثلاً قوله تعالى: «ذلك الكتاب لا ريب فيه»، يمكن التعبير عنها بصور كثيرة، ولكن القرآن...

جمع السماوات وإفراد الأرض

اليوم نتأمل سورة نزلت وحولها سبعون ألف ملك، قال عنها سيدنا عمر إنها من نجائب القرآن. إننا اليوم نتأمل الآية الأولى من سورة الأنعام. قال تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ..)...

اتفاق اللفظ واختلاف المعنى

من المتشابهات في القرآن أن يأتي اللفظ واحداً ويختلف المعنى، ونمثل على ذلك بمركب (أمر الله) والفعل (عزم). يقول تعالى: (فإذا جاء أمر الله قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون) غافر: 78، وقوله تعالى: (جاء أمر...

لطائف في قصة ذي القرنين

نقرأ اليوم بعض اللطائف في قصة ذي القرنين، حيث طلب منه الناس أن يصنع لهم سداً، لكنه قال لهم إنه سيصنع لهم ردماً... (قَالُوا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ...