alsharq

أسامة عجاج

عدد المقالات 604

من المسؤول..؟

24 نوفمبر 2012 , 12:00ص

ملاحظة جديرة بالتأمل والدراسة وتمثل مصدر استفسار، وتتعلق بالغياب الكامل للسلطة الوطنية الفلسطينية ورئيسها محمود عباس وحركة فتح، عن كل الجهد السياسي المصري والعربي والإقليمي والدولي، في محاولة التوصل إلى نهاية مشرفة للجانب الفلسطيني في عملية «عمود السحاب». الوحيدة التي تذكرت أبومازن وقبل ساعات من الإعلان عن بدء الهدنة كانت -ويا للغرابة- وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، التي زارت رام الله والتقت به هناك، ويصبح السؤال: من المسؤول عن ذلك؟ هل الجهات الفاعلة التي اشتركت في معالجة الأزمة، وهم كثر، بعضهم أطراف مباشرة، حماس وإسرائيل، وآخرون عواصم مهمة وصاحبة رأي وتأثير وقرار مثل مصر وقطر وتركيا وأميركا، وظني أن السلطة الفلسطينية هي المسؤولة -بشكل واضح وصريح ولا يقبل أي شك- عن تغيب نفسها عن المشهد السياسي، بعد أن غابت عن الفعل العسكري. وأنا هنا لا أتحدث عن السلطة فقط، ولكن عن حركة فتح أيضا، بعد تعديل استراتيجياتها بعد اتفاقية أوسلو وانحيازها إلى خيار السلام، خاصة بعد الانتفاضة الثانية، وتكرس الأمر واستقر بعد وفاة الزعيم الراحل ياسر عرفات وتولي محمود عباس المسؤولية، الذي لم يخف أبدا أنه ضد الكفاح المسلح، وأنه مع الانتفاضات السلمية، ويتحفظ على استخدام السلاح ضد إسرائيل، كما أنه ملتزم بالسلام كخيار استراتيجي، ويسعى للحصول على عضوية الأمم المتحدة، وعندما فشل لجأ إلى خفض مستوى طموحاته وطالب بدولة مراقب. وزادت الأزمة بين السلطة من جهة وبين قطاعات عريضة من الشعب الفلسطيني، ومنها بالضرورة حركتا حماس والجهاد الإسلامي، بعد التصريحات الأخيرة لمحمود عباس التي تخلى فيها طواعية عن حق العودة، دون طلب من أي جهة، مضيعا على الشعب الفلسطيني أملا عاش عليه وحلما توارثته الأجيال المتعاقبة، وورقة تفاوض مهمة في أي تسوية قادمة. وفي السياسة من المعروف أن «الغائب عن ساحة القتال، لا مكان له على مائدة المفاوضات، ولا دور له في التسوية عندما يحين أوانها، كما أن الواقع يؤكد أن السلطة غائبة عن المشهد السياسي في غزة منذ عام 2007 ليست رقما صعبا، ولا تستطيع أن تقدم أي ضمانات أو التزامات، رغم اختلاف موقفها المعلن من العدوان الإسرائيلي في عملية «عمود السحاب. هو في المجمل أفضل كثيرا، مما كان عليه في عدوان 2008 وبداية عام 2009 والذي حملت فيه السلطة حماس مسؤولية العدوان، وقدمت مبررات لتل أبيب من قبيل استخدام الصواريخ ضدها، ولكن الساحة الفلسطينية ما زالت تعاني من آثار القطيعة بين السلطة وحماس منذ عام 2007. وعدم استجابة أيا من الطرفين، للجهود التي بذلتها دول عديدة لإتمام المصالحة الفلسطينية ومنها مصر والسعودية وقطر. وعلينا أن نكون أكثر وضوحا عندما نشير إلى أن الرئيس محمود عباس يتحمل شخصيا جزءا من الغياب الأخير، بعد رفضه دعوة من القيادة القطرية للمشاركة في الزيارة التي قام بها الأميرالشيخ حمد بن خليفة إلى غزة، منذ عدة أسابيع. وكانت فرصة ثمينة لكسر الجليد بين الطرفين.. حماس والسلطة، كما أستطيع أن أؤكد أن الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية دعا عباس للمشاركة في الوفد الوزاري الذي زار غزة، أو حتى مشاركة سلام فياض رئيس الوزراء، وكانت فرصة أخرى ضائعة، ولا أدري لماذا لم يسارع أبومازن إلى القاهرة للمشاركة في جهود وقف العدوان، والعاصمة المصرية ليست غريبة عليه، وكان بها قبل العدوان بأيام قليلة للنظر في الجهد العربي المطلوب تجاه اللجوء إلى الجمعية العامة في نهاية هذا الشهر. وأعتقد أن مهمة وقف العدوان ليست أقل من العمل السياسي في هذه المرحلة لا نحتاج إلى التأكيد على أن استمرار الانقسام الفلسطيني لم يعد مقبولا، كما أن الوحدة أصبحت ضرورة، فهل يفهم الجميع الدرس؟ نتمنى!!

وشهد شاهد من أهلها!

لا أدري إذا كانت تصريحات المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة، حول حقيقة ما جرى منذ هجوم اللواء المتقاعد خليفة حفتر الغادر على العاصمة الليبية طرابلس في أبريل من العام الماضي، نوعاً من إبراء...

سدّ النهضة.. أزمة في انتظار الحسم

عندما يتعلق الأمر بحاضر ومستقبل أكثر من مائة وخمسين عربي في مصر والسودان، فنحن في حاجة إلى الاصطفاف والحذر، والحرص في التناول والتعامل أثناء التعامل مع ملف سد النهضة، وعندما تكون القضية تخصّ شريان الحياة،...

ألغام في طريق الحوار!

هاهي أميركا تجني ثمار ما زرعته في العراق، فبعد أكثر من 17 عاماً من غزوها العاصمة بغداد، تجد نفسها مجبرة على الدخول في حوار استراتيجي مع حكومة الكاظمي؛ للاتفاق حول شكل وحجم قواتها هناك، بعد...

تونس.. العبور من الأزمة

إن أي مراقب محايد وحريص على التجربة الديمقراطية الوليدة في أعقاب أنجح نماذج الربيع العربي، لا بدّ أن يقرّ ويعترف بأن هناك أزمة حقيقية تعاني منها تونس، وبداية الحل في الاعتراف بوجودها، والاتفاق على آليات...

قرار الضمّ.. مواقف متخاذلة (1-2)

عندما يجتمع «الهوان» العربي، و»التخبّط» الفلسطيني، مع «الدعم» الأميركي، وموقف «إبراء الذمة» الأممي والأوروبي، فالنتيجة أن المشروع الإسرائيلي لضمّ 30% من الضفة الغربية -وهو قيد التنفيذ- في يوليو المقبل سيمرّ، وعلى الجميع أن يتنظر خطوة...

سد النهضة.. مرحلة الحسم (2-2)

بكل المقاييس، فإن شهري يونيو ويوليو المقبلين هما الأخطر في مسار أزمة سد النهضة، وسيحددان طبيعة العلاقات المصرية السودانية من جهة، مع إثيوبيا من جهة أخرى، وكذلك مسار الأحداث في المنطقة، وفقاً للخيارات المحدودة والمتاحة...

سدّ النهضة.. السودان وتصحيح المسار (1-2)

أسباب عديدة يمكن من خلالها فهم الاهتمام الاستثنائي من جانب الكثيرين من المعلّقين والكتّاب -وأنا منهم- بقضية سدّ النهضة، والأزمة المحتدمة على هذا الصعيد بين مصر وإثيوبيا والسودان، ومنها أنها تتعلّق بحاضر ومستقبل شعبين عربيين،...

الكاظمي.. السير في حقل ألغام

بعد عدة أشهر من استقالة رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبدالمهدي، كان الخيار الأول لمن يخلفه هو مصطفى الكاظمي رئيس الاستخبارات العراقية، ولكنه تحفّظ على قبول التكليف، ووسط عدم قبول كتل شيعية له؛ ولكنه أصبح...

في ليبيا.. سقطت الأقنعة (1-2)

المتابعة الدقيقة لمسيرة اللواء المتقاعد خليفة حفتر تؤكد أن الرجل لم ولن يتغير؛ فقد ظهر بشكل كوميدي لأول مرة في فبراير 2014، داعياً الليبيين إلى التمرّد على المؤتمر الوطني العام المنتخب من قِبل الشعب الليبي،...

في لبنان.. مناطحة الكباش!!

أزمات لبنان الحقيقية تبدأ وتنتهي عند المحاصصة السياسية والطائفية، يضاف إليها الرغبة في التسييس والتأزيم، مع تمترس كل طائفة وتيار وحزب سياسي وراء مواقفه، دون الرغبة في اللجوء إلى التسويات السياسية، أو لقاء الآخر عند...

الكاظمي.. مرشّح الضرورة!

لن تخرج الاحتمالات الخاصة بتمرير الحكومة العراقية الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي، عن هذه الاحتمالات؛ إما أن ينجح الرجل فيما فشل فيه سابقاه محمد توفيق علاوي وعدنان الزرفي، ويصل إلى التشكيلة المناسبة ليتم تمريرها عبر مجلس...

نتنياهو.. السياسي «المتلّون»

لا أسامح نفسي على إطراء شخصية مثل بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، ولكنه يقع في إطار إقرار واقع وقراءة في مسيرة الرجل، الذي استطاع عبر سنوات طويلة، أن يستخدم أدواته بصورة جديدة، ليحتفظ بالموقع طوال...