


عدد المقالات 168
في زحمة الأحداث التي يعيشها العالم، وفي ظل الانشغالات والأزمات التي يعيشها العرب والمسلمون، قرر الاحتلال أن يمضي خطوة كبيرة نحو إحكام سيطرته على المسجد الأقصى المبارك، وذلك من خلال وضع بوابات إلكترونية عند أبوابه. وتهدف هذه البوابات إلى التحكم في أوقات دخول وخروج المصلين وأعدادهم وفئاتهم، وتعطي في ذات الوقت مساحة وفرصة أكبر للاقتحامات اليهودية الصهيونية للمسجد تمهيدًا لإقرار التقسيم المكاني والزماني في المسجد، وصولاً لغايتهم الكبرى وهي إقامة الهيكل المكذوب بدلاً منه. إلا أن أهل القدس والمرابطين معهم من أهل الداخل المحتل، قلبوا المعادلة على الاحتلال رأساً على عقب، من خلال إعلانهم الحشد والرباط عند أبواب المسجد الأقصى دون دخوله تحت سيادة الاحتلال عليه، فقد كانت السيادة قبل الجمعة ما قبل الماضية هي للأوقاف الإسلامية، لكن الاحتلال يريد انتزاعها عبر إجراءاته العدوانية الأخيرة ومنها سيطرته على مفاتيح وإدارات المسجد المختلفة. ويستمر الرباط في أسبوعه الثاني دون أن يستسلم المرابطون للتنكيل والترهيب الذي لا يتوقف بحقهم، وتشتعل فلسطين بالمظاهرات والمواجهات والعمليات الفدائية التي أربكت الاحتلال وهزت استقراره، لتعود بذلك القضية إلى حضورها القوي في الساحات العربية والإسلامية. وإن حضورها الهادر هذا يضع كثيرين في الزاوية منهم الذين كانوا ومازالوا يريدون التحالف مع الصهاينة، فإن أي خطوة لهم في هذا الاتجاه بعد هذا الحضور القوي للقضية سيجعلهم في أضعف حالاتهم وأكثرها انكشافاً. فالاحتلال أغراه الصمت الرسمي العربي والإسلامي عن أفعاله، لكن الله أتاه من حيث لم يحتسب بفتية وثلة من المؤمنين المرابطين، أعادوا بكل جدارة لهذه القضية عبقها وعنفوانها وأصالتها، وصححوا البوصلة التي يريد كثيرون لها أن تنحرف، وإن هؤلاء لمن بركات الله حول المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله. وبذلك تكون الإجراءات الأخيرة حشرت الاحتلال في الزاوية، وأعادت التذكير بحقيقته وحقيقة عدوانه واحتلاله لتفتح عليه أبواباً جديدة من التصعيد على كافة المستويات، وهو الآن بين خيارين أحلاهما مر، فإما أن تنكسر إرادته وتنتصر الإرادة الفلسطينية فيزيل البوابات، ولا يستبدلها بأشكال رقابة وتحكم أخرى مع تراجعه عن الخطوات الأخيرة، أو انهزامه لعناده الذي سيجر عليه الويلات.
«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...
تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...
ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...
قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...
في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...
النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...
عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...
ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...
مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...
قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...
في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...
إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...