


عدد المقالات 611
تحت شعار «عملا للوحدة ورفضا للفتنة»، «تجمّع عدد من الناشطين والصحافيين والمواطنين في ساحة رياض الصلح، ليعبروا عن موقف وطني يدعو إلى تحييد لبنان عن خط الزلازل في المنطقة، وحفاظا على الشباب اللبناني الذي يُستغل من قبل أطراف إقليمية ومحلية تحقيقا لمآرب سياسية ومصالح خاصة»، بحسب تعبير موقع يعبر عن هذه الفئة. حوالي 200 شخصية، غالبيتهم من النخبة الشيعية، هم الذي نفذوا الوقفة يوم الأربعاء الماضي، وهم أنفسهم من تطلق عليهم دوائر حزب الله مسمى «شيعة السفارة»، أي السفارة الأميركية، مع أن كثيرا منهم، كما قال أحدهم لم يدخلها يوما، ولا يعرف طريقها. الهجوم على معارضي حزب الله من النخب الشيعية ليس جديدا، فهو حاضر بشكل دائم في إعلام الحزب وحلفائه، لكن الأمر ما لبث أن تطور لكي يجري الحديث عنهم بلغة التخوين وحتى التهديد من قبل الأمين العام لحزب الله نفسه في لقاء مع جرحى الحزب في سوريا، والذي سرّبت بعض عباراته صحيفة الأخبار التي يموّلها الحزب (إيران بتعبير أدق)، وتحاول أن تُلبس نفسها ثوبا يساريا، وإن أصبح رئيس تحريرها إبراهيم الأمين أكثر وضوحا في ميوله الدينية، بل نبرته الطائفية بعد أن كان شيوعيا، أقله في العلن. من الصعب تبرئة كل هذه النخب، فلا عجب أن يكون لقلة منها صلات مع السفارة الأميركية أو جهات عربية، لكن المؤكد أن أكثرهم مستقلون بتفكيرهم، لكنهم يرون في المسار الذي يجر حزب الله الطائفة الشيعية إليه، مخاطر كبيرة على الطائفة وعلى المنطقة برمتها. ما قاله أمين عام حزب الله بحق هذه الفئة، والحملة التي تتواصل ضدهم، هي تعبير عن مأزق، وفي حالة كهذه لا يحتمل المأزوم من يؤشر إلى أزمته وأخطائه، لاسيَّما حين لا يكون بوسعه أن يلقي في وجهه بتهمة الطائفية التي يستخدمها حلفاء إيران كما تستخدم دولة الاحتلال الصهيوني تهمة اللاسامية ضد منتقديها. في نوع من الرد على الهجوم عليهم، والتحريض ضدهم، قام هؤلاء القوم بتنفيذ وقفتهم تلك، والتي ستزيد من النقمة عليهم بطبيعة الحال، لكنه رد معتبر سبقته مقالات عديدة لبعضهم نشروها في مواقع الإنترنت ترد على منطق الحزب وأمينه العام، وقدموا للأمانة منطقا متماسكا، ومبشرا في آن، ذلك أن رهن اللبنانيين الشيعة، بل كل الشيعة العرب، لمشاريع إيران، هو ضرب من الجنون، وهذا الأمر لا يمكن لحزب الله الذي تموله إيران من الباب إلى المحراب أن يتمرد عليه. من المؤكد أن الفضاء الشعبي الشيعي لا يزال منحازا بشكل ساحق لحزب الله، ففي زمن التحريض المذهبي، يلجأ الناس إلى الخطاب الأكثر غرائزية، ويكفي أن يستعيد نصر الله في الخطاب المشار إليه آنفا كل فصول ثارات التاريخ بدءا من معركة صفين، فهو نوع من التحريض المذهبي الفاقع الذي يداعب مخيلة البسطاء، في حين لا يجد الكثير من الصدى لدى أكثر النخب، بمن فيهم من يصطفون مع الحزب تبعا للخوف من فضائهم الاجتماعي المحتشد في ذات الاتجاه. مع ذلك، لا يجب التقليل من أهمية هذه النخب التي لا نعثر مع الأسف على مثلها في فضاءات شيعية عربية أخرى، بخاصة في الخليج الذي يندر أن نجد فيه أصواتا شيعية تتحدى سياسات إيران في المنطقة، فيما تجدها ترفع الصوت ضد التكفير والتكفيريين، متجاهلة أن العنف السائد حاليا، ومعه النبرة الطائفية، هو رد على جنون إيران أكثر من أي شيء آخر. في ضوء ذلك كله، يستحق هؤلاء الذين اعتصموا في بيروت أن نؤدي لهم التحية، فهم من يُبقون على الأمل قائما في أن تتجاوز المنطقة هذا الجنون المذهبي، ولو بعد زمن من الموت والدمار، وصولا إلى التعايش الذي لا خيار سواه، وإن كان مرتبطا بعودة إيران إلى رشدها والقبول باستحقاقات جوار مناسب مع محيطها في المنطقة. •  @yzaatreh
هناك إشكالية كبرى واجهت وما زالت تواجه القراءة الإسلامية التقليدية للسيرة النبوية في أبعادها السياسية والعسكرية أو الاستراتيجية، وتتمثل في حصر الأمر في الأبعاد الإيمانية وحدها دون غيرها، وجعل التقدم والتراجع، والنصر والهزيمة، محصوراً فيها؛...
ها نحن نتفق مع صائب عريقات، مع أننا كثيراً ما نتفق معه حين يتحوّل إلى محلل سياسي، رغم أن له دوراً آخر يعرفه جيداً، وإن كانت المصيبة الأكبر في قيادته العليا التي ترفض المقاومة، وهي...
أرقام مثيرة تلك التي أوردتها دراسة نشرت مؤخراً للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا)، بشأن الفقر في المنطقة العربية، والتباين الطبقي فيها. قالت الدراسة إن مجموع الثروة التي يملكها أغنى 31 مليارديراً في المنطقة؛ يعادل...
منذ ما قبل فوزه بانتخابات الرئاسة، يمثّل ترمب حالة عجيبة في ميدان السياسة، فهو كائن لا يعرف الكثير عن السياسة وشؤونها وتركيبها وتعقيدها، وهو ما دفعه إلى التورّط في خطابات ومسارات جرّت عليه سخرية إعلامية...
الأربعاء الماضي؛ قال الدكتور مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، إن فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، «قد لا ينتهي أبداً»، و»قد ينضم إلى مزيج من الفيروسات التي تقتل الناس في جميع...
بين حين وآخر، تخرج أنباء من هنا وهناك تتحدث عن لقاءات تطبيعية عربية من العيار الثقيل، ثم يتم تداولها لأيام، قبل أن يُصار إلى نفيها (أحياناً)، والتأكيد على المواقف التقليدية من قضية الشعب الفلسطيني. هناك...
في حين تنشغل القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية بقضية «كورونا» على نحو أكثر تشدّداً من الدول الأخرى (عقدة الدولة قبل تحرير الأرض هي أصل المصائب!)؛ فإن سؤال القضية الأساسية للشعب الفلسطيني يتأخر قليلاً، لولا أن...
الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، يقيل وزير الصحة؛ وذلك بعد خلافات بينهما حول جدل «الاقتصاد أم الأرواح». حدث ذلك رغم ما حظي به الوزير من شعبية واسعة في البلاد، بسبب مكافحة تفشّي وباء فيروس كورونا. ترمب...
منذ أسابيع و»كورونا» هو شاغل الدنيا ومالئ الناس، ولا يتقدّم عليه أي شيء، وتبعاً لذلك تداعياته المحتملة على كل دولة على حدة، وعلى الوضع الدولي بشكل عام. وإذا كانت أسئلة المواجهة بشكل عام، ومن ثَمّ...
ماطل ترمب كثيراً في اتخاذ أي إجراء في مواجهة «كورونا» من شأنه أن يعطّل حركة الاقتصاد، ولولا ضغوط الدولة العميقة لواصل المماطلة، لكنه اضطر إلى التغيير تحت وطأة التصاعد المذهل في أعداد المصابين والوفيات، ووافق...
في تحقيق لها بشأن العالم ما بعد «كورونا»، وأخذت من خلاله آراء مجموعة من الخبراء، خلصت مجلة «فورين بوليسي» الشهيرة إلى أن العالم سيكون بعد الجائحة: «أقل انفتاحاً، وأقل حرية، وأكثر فقراً». هي بشارة سوء...
نواصل الحديث عن حركة «فتح» أكثر من «حماس» التي اختلفنا معها حين خاضت انتخابات السلطة 2006، وكذلك إثر الحسم العسكري في القطاع رغم مبرراته المعروفة، والسبب أن الضفة الغربية هي عقدة المنشار في مشهد القضية...