alsharq

نورة المسيفري

عدد المقالات 507

خالد مفتاح 04 أكتوبر 2025
سفر عظيم
مريم ياسين الحمادي 04 أكتوبر 2025
المعلم صانع الأثر

رمضاننا.. غير

24 مايو 2017 , 02:01ص

أنا مؤمنة جداً بأن الشهر فترة زمنية كافيّة لاكتساب العادات الطيّبة وتغيير العادات السيئة، لذلك أجد أن رمضان بأيامه الثلاثين المباركة فرصة ذهبية لكل مسلم صادق مع ربه، ثم مع نفسه، ويرغب حقاً في تجويد حياته، فما عليه حينها إلا أن يعقد النيّة ويتخذ قراراً واعياً بالتغيير. ومن المهم أيضاً أن يكون واقعياً فيختار عادة واحدة للتخلص منها يركز عليها حواسه، ومن خلال العزم والجهد والاستمرارية سيفعل بإذن الله. وفي رأيي أن أهم العادات التي يجب التخلص منها هي أمراض اللسان، فهي مهلكة وتجتث الحسنات اجتثاثاً، وتفلس المسلم إفلاساً، لا ينفع معها صوم ولا صلاة. والنهي الرباني معلوم لدى الجميع، نظراً للصورة البشعة التي صورها القرآن الكريم لمن يغتاب أخيه، فيكون كمن يأكل لحمه ميتاً. كما أن الأحاديث النبوية في هذا الأمر كثيرة، وفي قمة الفصاحة والبيان، وإليكم واحداً منها أعتبره جامعاً مانعاً.. يمكننا تزيين غرف الأطفال وصفوف المدارس به، ليكون دستور حياتهم وخريطة طريقهم. فعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّة، وَيُبَاعِدُنِي مِنْ النَّارِ؛ قَالَ: «لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ: تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ»، ثُمَّ قَالَ: «أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، ثُمَّ تَلَا: [تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ] حَتَّى بَلَغَ: [يَعْمَلُونَ]»، ثُمَّ قَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الْأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذُرْوَةِ سَنَامِهِ؟»، قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ قَالَ: «رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ»، ثُمَّ قَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكَ بِمِلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟» قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ وَقَالَ: «كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ! وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ- أَوْ قَالَ: عَلَى مَنَاخِرِهِمْ- إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ» ؛ رواه أحمد: 5 / 231. وتصوّروا -أحبتي- أن ملاك ذلك كله (أي ما سبق ذكره من عبادات على قدر عظيم من الأهمية) أن تمسك لسانك فقط، فتعالجه من أمراضه التي انتشرت حتى طغت وظلمت ودمرت. ومن أسوأ تلك الأمراض الغيبة التي يصفها أحد الحكماء بأنها: فاكهة الكفار، وضيافة الفُسَّاق، ومراتع النساء، وطعام كلاب النار. إلا إنها ليست المرض الوحيد، فالحسن البصري -رحمه الله- يفسر أمراض اللسان كلها فيقول: إنها ذكر الغير بما يكره: الغيبة، والبهتان، والإفك، وكلٌّ في كتاب الله عز وجل، فالغِيبة: أن تقول ما فيه، والبهتان: أن تقول ما ليس فيه، والإفك: أن تقول ما بلغك عنه، أضف إلى ذلك الشتم، وهو ذكر المساوئ في مواجهة المقول فيه.. وحقيقة لا أدري كيف يمكن أن تكون مسلماً حقيقياً وتقبل أن تكون مغتاباً نماماً شتاماً، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده». والآن وبعدما تقدم أعلاه -أحبتي الكرام- هل نعقد العزم على مداواة ألسنتنا من أمراضها، ونضرب العيد موعداً للخلاص من آفاتها بإشغالها بالذكر الدائم، وهو أعظم أجراً من العبادات قاطبة. قال تعالى: «وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون» (العنكبوت). فلو اشتغلنا على حفظ أذكار المسلم ليله ونهاره لفزنا بأجر التخلص من أمراض اللسان لوجه الله -عز وجل-، وكسبنا أجوراً مضاعفة لحفظنا الأذكار، لتكون زاداً على مرّ الأيام والسنين، وهي الحصن الحصين الذي يحمي الإنسان من الشيطان وأتباعه بفضل الله.. أتمنى فعلاً أن نفعل ليكن رمضاننا غير، ويحقق الأهداف الحقيقية من فرض الصيام.. تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال والأقوال. إضاءة حتى لا يضيع منا رمضان علينا أن نعامله بما يليق به من تقدير كشهر عظيم أيامه مباركة ولياليه حافلة بالأجور المضاعفة، ولنستعن بالله على شياطين الإنس، وندحرهم بقوة الإيمان، فما أحلى لذة الانتصار عليهم وعلى النفس الأمّارة بالسوء.

موقعة «اليونسكو»

لم تكن خسارة قطر رئاسة «اليونسكو» هي النتيجة الوحيدة التي انقشع عنها غبار المعركة حامية الوطيس التي دارت رحاها في ميدان «اليونسكو» الأيام القليلة الماضية.. بل هي نتائج عديدة، منها ما هو أكثر أهمية من...

الفُسَيفِساء

خطر في بالي هذا المصطلح بعد مشاهدتي فيلم «بلادي قطر» الذي أنتجته مؤسسة الدوحة للأفلام، بالتعاون مع هيئة السياحة. و«الفُسَيْفِسَاءُ» لمن لا يعرفها هي قِطَع صغار ملوَّنة من الرخام أو الحصباء أَو الخَرز أو نحوها...

معركة الرحمة

في كل مرة ينتقل فيها فنان إلى رحاب الآخرة تحتدم المعارك بين المتشددين الذين يطردونه من رحمة الله وينهون الناس عن الدعاء له!! والوسطيين الذين اعتدلوا في رؤيتهم، فلمسوا في الفنان إنسانيته، وقدروا آثاره الطيبة،...

تأليه!!

وأنا أطالع تغريدات أحد المصابين بلوثة إيمانية واختلال عقدي، التي تمجد ولاة الأمر في بلده، توالت على ذاكرتي صور نشرتها وكالات الأنباء العالمية، فترة الثورات العربية في مستهل العقد الحالي، فيما عرف بالربيع العربي. محتوى...

صراخكم.. على قدر وجعكم

يسعدني -على خلاف كثيرين- الانحدار المتسارع للإعلام الجديد والتقليدي في دول الأشقاء الأشقياء، نحو مستنقع العفن الأخلاقي والغوص فيه حتى الثمالة!! فإن الانحدار صراخ يدل على حجم الوجع الذي سببه انتصار قطر بقيادتها الحكيمة، على...

قطر.. كعبة المضيوم

في قصيدة رائعة لمؤسس قطر الحديثة الشيخ جاسم بن محمد غفر الله له.. أبيات توضح ما جبل عليه حكام آل ثاني من أخلاق سامية، تتمثل في نصرتهم للحق، واحتضانهم للمظلومين، وتوفير سبل العيش الكريم لمن...

الطوفان

في العاشر من رمضان ضرب الخليج طوفان، أخذ في طريقه الصالح والطالح، وخلط الأمور والأوراق، ولا يزال يعصف بأهله حتى لحظة كتابة هذه الأسطر بحبر الوجع والخذلان. ففي ليل قاتم كنفوس بعض الطالحين، دبر إخوة...

وفي العجلة.. سلامة

استقر في الوجدان أن في العجلة ندامة، وأن في التأني خيراً وسلامة، وهذا أمر صحيح لا جدال فيه، إلا أنه ليس في كل الأحوال. ففي رمضان الزمن الشريف الذي نعيشه هذه الأيام، لا بد من...

إفطار.. وذكرى

يهل شهر رمضان الكريم فينثر عبق الكرم في الأجواء، وينشر مظاهر العطاء في الأنحاء. ومن أهم تلك المظاهر وأكثرها كلفة (مشروع إفطار صائم)، حيث تنصب الخيام المكيفة في كل مكان في قطر لتفتح أبوابها مع...

الأوقات الذهبية

في البدء.. أحبتي الكرام كل عام وأنتم بخير بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم، جعله الله بداية لكل خير نهاية لكل شر.. *_مما لا شك فيه أن رمضان موسم من أجمل المواسم الدينية التي تمر علينا...

البيت الصامت

هذا وصف صادق لما فعلته الأجهزة الذكية ووسائل التواصل العنكبوتية ببيوتنا.. جردتها من الدفء الإنساني وفككت الروابط بيننا.. فبتنا كالجزر المنفصلة وسط محيط راكد، أمواجه لزجة كمستنقع نسيه الزمن، حتى تثير حجارة المآسي الزوابع بين...

لا ضير من ذلك..

المتأمل في حال الناس والمجتمع يلمس تغيّراً كبيراً في كثير من الملامح إن لم تكن كلها.. وأهم تلك التغيّرات في رأيي ما طال علاقة الرجل والمرأة.. فعمل المرأة الذي أصبح من أهم سمات حياتها غيّر...