alsharq

نورة المسيفري

عدد المقالات 507

البيت الصامت

21 مايو 2017 , 02:00ص

هذا وصف صادق لما فعلته الأجهزة الذكية ووسائل التواصل العنكبوتية ببيوتنا.. جردتها من الدفء الإنساني وفككت الروابط بيننا.. فبتنا كالجزر المنفصلة وسط محيط راكد، أمواجه لزجة كمستنقع نسيه الزمن، حتى تثير حجارة المآسي الزوابع بين حين وآخر فيتذكر!! إننا بشر خلقنا لنتآلف ونلتف حول بعضنا البعض، فما أوجع المأساة!! والوجع الأكبر يتنامى بعد فوات الأوان، بالضبط كما حدث في بيت خليجي صحا على فاجعة انتحار طفل لم يتجاوز 13 عاماً، نتيجة عيشه في جزيرة منفصلة وسط بيته وبين أفراد عائلته في تصرف غريب ممن هم في مثل سنه وتميّزه!! ولكن حينما نعلم أن سبب انتحاره هو ممارسة لعبة إلكترونية لها تعاليم تفضي للانتحار يبطل العجب. تعبنا ونحن ندق جرس التحذير مما يحدث.. وننذر أولياء الأمور بسوء عواقب غيابهم عن عالم أولادهم، وتنصل بعضهم من مسؤولياته الوالدية ليعيشوا في جزرهم المنفصلة هم أيضاً، ويتركوا أطفالهم ليقعوا فريسة جرائم من نوع جديد ما كانت لتحدث لو مارس أولياء الأمور دورهم في حماية أطفالهم على النحو الصحيح. يا جماعة الخير أين أنتم من حديث رسولنا الكريم صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا...))؟ ألستم رعاة مسؤولين يوم لا ينفع مال ولا بنون؟ فلم لا تتقون الله في رعيتكم، وتقومون بواجباتكم الأبوية في الحفاظ على مستقبل الأمة وأجيالها الواعدة..؟؟ هل أصبحت الوالدية مجرد دور بيولوجي فقط؟؟ كم أتعجب وأتألم حين تصدمني حوادث يذهب ضحيتها أطفال في عمر الزهور، نتيجة ظن الوالدين أن منحهم جوالاً منتهى الأبوبة دون النظر في تبعات هذا العطاء السام. فليرحمنا الله مما تحمله الأيام.. ويعنّا على حمل أمانة التربية. إضاءة هناك قول دارج مفاده: من همّل افتقد. ومعناه الواضح يشير إلى أن الإهمال سيؤدي إلى الفقد لا محالة. فاهتموا بنفائسكم يرحمكم الله.

موقعة «اليونسكو»

لم تكن خسارة قطر رئاسة «اليونسكو» هي النتيجة الوحيدة التي انقشع عنها غبار المعركة حامية الوطيس التي دارت رحاها في ميدان «اليونسكو» الأيام القليلة الماضية.. بل هي نتائج عديدة، منها ما هو أكثر أهمية من...

الفُسَيفِساء

خطر في بالي هذا المصطلح بعد مشاهدتي فيلم «بلادي قطر» الذي أنتجته مؤسسة الدوحة للأفلام، بالتعاون مع هيئة السياحة. و«الفُسَيْفِسَاءُ» لمن لا يعرفها هي قِطَع صغار ملوَّنة من الرخام أو الحصباء أَو الخَرز أو نحوها...

معركة الرحمة

في كل مرة ينتقل فيها فنان إلى رحاب الآخرة تحتدم المعارك بين المتشددين الذين يطردونه من رحمة الله وينهون الناس عن الدعاء له!! والوسطيين الذين اعتدلوا في رؤيتهم، فلمسوا في الفنان إنسانيته، وقدروا آثاره الطيبة،...

تأليه!!

وأنا أطالع تغريدات أحد المصابين بلوثة إيمانية واختلال عقدي، التي تمجد ولاة الأمر في بلده، توالت على ذاكرتي صور نشرتها وكالات الأنباء العالمية، فترة الثورات العربية في مستهل العقد الحالي، فيما عرف بالربيع العربي. محتوى...

صراخكم.. على قدر وجعكم

يسعدني -على خلاف كثيرين- الانحدار المتسارع للإعلام الجديد والتقليدي في دول الأشقاء الأشقياء، نحو مستنقع العفن الأخلاقي والغوص فيه حتى الثمالة!! فإن الانحدار صراخ يدل على حجم الوجع الذي سببه انتصار قطر بقيادتها الحكيمة، على...

قطر.. كعبة المضيوم

في قصيدة رائعة لمؤسس قطر الحديثة الشيخ جاسم بن محمد غفر الله له.. أبيات توضح ما جبل عليه حكام آل ثاني من أخلاق سامية، تتمثل في نصرتهم للحق، واحتضانهم للمظلومين، وتوفير سبل العيش الكريم لمن...

الطوفان

في العاشر من رمضان ضرب الخليج طوفان، أخذ في طريقه الصالح والطالح، وخلط الأمور والأوراق، ولا يزال يعصف بأهله حتى لحظة كتابة هذه الأسطر بحبر الوجع والخذلان. ففي ليل قاتم كنفوس بعض الطالحين، دبر إخوة...

وفي العجلة.. سلامة

استقر في الوجدان أن في العجلة ندامة، وأن في التأني خيراً وسلامة، وهذا أمر صحيح لا جدال فيه، إلا أنه ليس في كل الأحوال. ففي رمضان الزمن الشريف الذي نعيشه هذه الأيام، لا بد من...

إفطار.. وذكرى

يهل شهر رمضان الكريم فينثر عبق الكرم في الأجواء، وينشر مظاهر العطاء في الأنحاء. ومن أهم تلك المظاهر وأكثرها كلفة (مشروع إفطار صائم)، حيث تنصب الخيام المكيفة في كل مكان في قطر لتفتح أبوابها مع...

الأوقات الذهبية

في البدء.. أحبتي الكرام كل عام وأنتم بخير بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم، جعله الله بداية لكل خير نهاية لكل شر.. *_مما لا شك فيه أن رمضان موسم من أجمل المواسم الدينية التي تمر علينا...

رمضاننا.. غير

أنا مؤمنة جداً بأن الشهر فترة زمنية كافيّة لاكتساب العادات الطيّبة وتغيير العادات السيئة، لذلك أجد أن رمضان بأيامه الثلاثين المباركة فرصة ذهبية لكل مسلم صادق مع ربه، ثم مع نفسه، ويرغب حقاً في تجويد...

لا ضير من ذلك..

المتأمل في حال الناس والمجتمع يلمس تغيّراً كبيراً في كثير من الملامح إن لم تكن كلها.. وأهم تلك التغيّرات في رأيي ما طال علاقة الرجل والمرأة.. فعمل المرأة الذي أصبح من أهم سمات حياتها غيّر...