عدد المقالات 507
وأنا أطالع تغريدات أحد المصابين بلوثة إيمانية واختلال عقدي، التي تمجد ولاة الأمر في بلده، توالت على ذاكرتي صور نشرتها وكالات الأنباء العالمية، فترة الثورات العربية في مستهل العقد الحالي، فيما عرف بالربيع العربي. محتوى الصور يعكس فقراً في الدين، وعجزاً في الفهم، واعتلالاً في الرؤية، حيث يحل الحاكم محل الإله -والعياذ بالله-. فمن ساجد للحاكم إلى محرف للقرآن من أجله، بحثاً عن رضا صعب المنال.. إلى نفخ في ذات الحاكم المأزومة، لتصاب فيما بعد بالجنون الذي سيحرق روما وما حولها!! إن اجتهاد الرعية في تأليه الحاكم تأتي في إطار فهم مغلوط للعلاقة الواجبة بين الحاكم والمحكوم.. وإمعاناً في تحقير النفس والمضي في ذلها حتى آخر رمق. فالأصل في الحاكم أن يكون موظفاً عاماً يقوم على تسيير أمور البلاد ورعاية العباد، وإن اختلف الحال في الخليج، حيث يسود الطابع القبلي على حياة أهله، فيكون الحاكم بمثابة شيخ القبيلة، الذي يستحق الاحترام والتقدير والمحبة والولاء، إلا أن العلاقة المزدهرة بين الحاكم ومحكوميه لن تتحقق ما لم يتواضع الحاكم ويخفض لشعبه جناحي العدل والرحمة، وهذه صفات إن توفرت فيه فلن يقبل التأليه، ولا حتى الإطراء المتزلف.. فإذا عدنا لأول حاكم للمسلمين بعد الرسول صلى الله عليه وسلم وقرأنا خطبته الأولى، سنتوقف عند هذه السطور لأنها تقدم صورة واضحة عن فهمه الشديد لدوره في المجتمع، حيث قال أبوبكر الصديق رضي الله عنه: «أيها الناس إني قد وليت عليكم، ولست بخيركم، فإن رأيتموني على حق فأعينوني، وإن رأيتموني على باطل فسددوني، أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإذا عصيته فلا طاعة لي عليكم». فمن كان خليفة لرسول الله، وله فضل كبير لا ينكر، منذ انطلقت الدعوة المحمدية وحتي موته، يعلم بلا شك أنه الأفضل، لكنه لا يبارز أحداً بهذه الأفضلية، لأنه يدرك أن الحكم تكليف لا تشريف، وأن أهم أدواته هو الشعب، فإن كسبه أدار من خلاله حكماً عادلاً ومستقبلاً زاهراً.. أما حكام أقاموا حكمهم على الباطل، فلا شك أنهم زائلون كما زال حكام دول الربيع العربي.. وحتى من بقي منهم فقد شرعيته، وتحول إلى مجرم حرب سيزول ولو بعد حين.. حتى وإن اعتبره بعض المختلين رباً لهم!! اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، وقنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن. إضاءة أيها الناس إنا على درب الموت سائرون وإلى ربنا منقلبون فما غركم بربكم الكريم؟؟
لم تكن خسارة قطر رئاسة «اليونسكو» هي النتيجة الوحيدة التي انقشع عنها غبار المعركة حامية الوطيس التي دارت رحاها في ميدان «اليونسكو» الأيام القليلة الماضية.. بل هي نتائج عديدة، منها ما هو أكثر أهمية من...
خطر في بالي هذا المصطلح بعد مشاهدتي فيلم «بلادي قطر» الذي أنتجته مؤسسة الدوحة للأفلام، بالتعاون مع هيئة السياحة. و«الفُسَيْفِسَاءُ» لمن لا يعرفها هي قِطَع صغار ملوَّنة من الرخام أو الحصباء أَو الخَرز أو نحوها...
في كل مرة ينتقل فيها فنان إلى رحاب الآخرة تحتدم المعارك بين المتشددين الذين يطردونه من رحمة الله وينهون الناس عن الدعاء له!! والوسطيين الذين اعتدلوا في رؤيتهم، فلمسوا في الفنان إنسانيته، وقدروا آثاره الطيبة،...
يسعدني -على خلاف كثيرين- الانحدار المتسارع للإعلام الجديد والتقليدي في دول الأشقاء الأشقياء، نحو مستنقع العفن الأخلاقي والغوص فيه حتى الثمالة!! فإن الانحدار صراخ يدل على حجم الوجع الذي سببه انتصار قطر بقيادتها الحكيمة، على...
في قصيدة رائعة لمؤسس قطر الحديثة الشيخ جاسم بن محمد غفر الله له.. أبيات توضح ما جبل عليه حكام آل ثاني من أخلاق سامية، تتمثل في نصرتهم للحق، واحتضانهم للمظلومين، وتوفير سبل العيش الكريم لمن...
في العاشر من رمضان ضرب الخليج طوفان، أخذ في طريقه الصالح والطالح، وخلط الأمور والأوراق، ولا يزال يعصف بأهله حتى لحظة كتابة هذه الأسطر بحبر الوجع والخذلان. ففي ليل قاتم كنفوس بعض الطالحين، دبر إخوة...
استقر في الوجدان أن في العجلة ندامة، وأن في التأني خيراً وسلامة، وهذا أمر صحيح لا جدال فيه، إلا أنه ليس في كل الأحوال. ففي رمضان الزمن الشريف الذي نعيشه هذه الأيام، لا بد من...
يهل شهر رمضان الكريم فينثر عبق الكرم في الأجواء، وينشر مظاهر العطاء في الأنحاء. ومن أهم تلك المظاهر وأكثرها كلفة (مشروع إفطار صائم)، حيث تنصب الخيام المكيفة في كل مكان في قطر لتفتح أبوابها مع...
في البدء.. أحبتي الكرام كل عام وأنتم بخير بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم، جعله الله بداية لكل خير نهاية لكل شر.. *_مما لا شك فيه أن رمضان موسم من أجمل المواسم الدينية التي تمر علينا...
أنا مؤمنة جداً بأن الشهر فترة زمنية كافيّة لاكتساب العادات الطيّبة وتغيير العادات السيئة، لذلك أجد أن رمضان بأيامه الثلاثين المباركة فرصة ذهبية لكل مسلم صادق مع ربه، ثم مع نفسه، ويرغب حقاً في تجويد...
هذا وصف صادق لما فعلته الأجهزة الذكية ووسائل التواصل العنكبوتية ببيوتنا.. جردتها من الدفء الإنساني وفككت الروابط بيننا.. فبتنا كالجزر المنفصلة وسط محيط راكد، أمواجه لزجة كمستنقع نسيه الزمن، حتى تثير حجارة المآسي الزوابع بين...
المتأمل في حال الناس والمجتمع يلمس تغيّراً كبيراً في كثير من الملامح إن لم تكن كلها.. وأهم تلك التغيّرات في رأيي ما طال علاقة الرجل والمرأة.. فعمل المرأة الذي أصبح من أهم سمات حياتها غيّر...