عدد المقالات 507
في كل مرة ينتقل فيها فنان إلى رحاب الآخرة تحتدم المعارك بين المتشددين الذين يطردونه من رحمة الله وينهون الناس عن الدعاء له!! والوسطيين الذين اعتدلوا في رؤيتهم، فلمسوا في الفنان إنسانيته، وقدروا آثاره الطيبة، دون التوقف عند دينه أو مذهبه أو معصيته. والأهم من ذلك كله أنهم استشعروا رحمة الله التي وسعت كل شيء، فضجوا بالدعاء طمعاً فيها لمن كان سبباً مباشراً في ضحكهم وإمتاعهم لأكثر من خمسين عاماً، خاصة أنه لم ينشغل يوماً بالتفرقة والمذهبية. والملاحظ أن تلك المساجلات تنتهي بانتهاء أيام العزاء، تاركة الوضع على ما هو عليه، ليبقى المتشدد حانقاً والمعتدل مرتاحاً. رغم أن الموضوع يحتاج إلى حسم، فليس من المقبول النهي عن الدعاء للميت المسلم، والتدخل في المشيئة الإلهية، من خلال تصنيفه ووصمه بالكفر والعصيان، بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف احتراماً لجنازة «يهودي»!! حقيقة لا أدري متى يفهم المتشددون أن الناس سواسية، والله سبحانه وتعالى وحده الذي يحاسبهم ويقضي بمصائرهم في الآخرة!! متى يعلمون أنه لا كهنوت في الإسلام، وأن العلم الشرعي لا يمنح صاحبه رخصة لتحديد مصائر الناس بعد موتهم. فلا يعلم ذلك إلا الله، ومعاييره سبحانه وتعالى أكثر رحابة وسعة من معايير المخلوق القاصر، ألم يُدخل بغياً الجنة من أجل قطة سقتها؟ ألم يخبرنا رسولنا الكريم أننا سندخل الجنة برحمة الله لا بأعمالنا؟ ألم يوصنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن نقول خيراً أو نصمت؟ فأين الخير في خطاب بغيض يدعو للتوقف عن الدعاء لمسلم مسالم، تم تصنيفه بأنه رافضي، رغم أنه لم يتحدث يوماً بذلك، أو يدافع عن ذلك! ألم يكن أولى بالمتشدد أن يوجه خطابه هذا لحكومة بلده، فينهاها عن استقبال أقطاب المجرمين، ودعم الحشد الشعبي الذي عاث في أراضي أهل السنة قتلاً وتطهيراً، فتلك هي المعركة الحقيقية.. وماعدا ذلك فهي اجتهادات يفضل أن يحتفظ بها المتشدد لنفسه، لأننا لسنا بحاجة لتأجيج الكراهية والعنصرية بين الناس. ولأن الإسلام دين المعاملة، أما العبادة فهي لله وحده، لذلك هي سر بين العبد وربه، لا تبدِ فيها رأياً ولا تعطِ أمراً.. دع الخلق للخالق، وانشغل بنفسك، هذبها وروضها على اللين ونشر المحبة والتراحم بين الناس.. فذلك هو دورك الحقيقي، واعلم أن الناس لا تأخذ أمور دينها عن المتشددين. إن الله -عز وجل- خاطب الرسول -صلى الله عليه وسلم- في كتابه العزيز عن ذلك فقال: «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ.. « (آل عمران: 159). فهل لنت قليلاً؟؟ رحمك الله.. والفنان عبد الحسين عبدالرضا الذي أدخل السرور إلى قلوبنا دائماً.. إضاءة اللهم يا من قلت: «إذا أردتم رحمتي فارحموا خلقي» نسألك أن ترحم عبادك المسلمين أحياء وأمواتاً، فأنت أعلم بخفاياهم ونقاء نواياهم.
لم تكن خسارة قطر رئاسة «اليونسكو» هي النتيجة الوحيدة التي انقشع عنها غبار المعركة حامية الوطيس التي دارت رحاها في ميدان «اليونسكو» الأيام القليلة الماضية.. بل هي نتائج عديدة، منها ما هو أكثر أهمية من...
خطر في بالي هذا المصطلح بعد مشاهدتي فيلم «بلادي قطر» الذي أنتجته مؤسسة الدوحة للأفلام، بالتعاون مع هيئة السياحة. و«الفُسَيْفِسَاءُ» لمن لا يعرفها هي قِطَع صغار ملوَّنة من الرخام أو الحصباء أَو الخَرز أو نحوها...
وأنا أطالع تغريدات أحد المصابين بلوثة إيمانية واختلال عقدي، التي تمجد ولاة الأمر في بلده، توالت على ذاكرتي صور نشرتها وكالات الأنباء العالمية، فترة الثورات العربية في مستهل العقد الحالي، فيما عرف بالربيع العربي. محتوى...
يسعدني -على خلاف كثيرين- الانحدار المتسارع للإعلام الجديد والتقليدي في دول الأشقاء الأشقياء، نحو مستنقع العفن الأخلاقي والغوص فيه حتى الثمالة!! فإن الانحدار صراخ يدل على حجم الوجع الذي سببه انتصار قطر بقيادتها الحكيمة، على...
في قصيدة رائعة لمؤسس قطر الحديثة الشيخ جاسم بن محمد غفر الله له.. أبيات توضح ما جبل عليه حكام آل ثاني من أخلاق سامية، تتمثل في نصرتهم للحق، واحتضانهم للمظلومين، وتوفير سبل العيش الكريم لمن...
في العاشر من رمضان ضرب الخليج طوفان، أخذ في طريقه الصالح والطالح، وخلط الأمور والأوراق، ولا يزال يعصف بأهله حتى لحظة كتابة هذه الأسطر بحبر الوجع والخذلان. ففي ليل قاتم كنفوس بعض الطالحين، دبر إخوة...
استقر في الوجدان أن في العجلة ندامة، وأن في التأني خيراً وسلامة، وهذا أمر صحيح لا جدال فيه، إلا أنه ليس في كل الأحوال. ففي رمضان الزمن الشريف الذي نعيشه هذه الأيام، لا بد من...
يهل شهر رمضان الكريم فينثر عبق الكرم في الأجواء، وينشر مظاهر العطاء في الأنحاء. ومن أهم تلك المظاهر وأكثرها كلفة (مشروع إفطار صائم)، حيث تنصب الخيام المكيفة في كل مكان في قطر لتفتح أبوابها مع...
في البدء.. أحبتي الكرام كل عام وأنتم بخير بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم، جعله الله بداية لكل خير نهاية لكل شر.. *_مما لا شك فيه أن رمضان موسم من أجمل المواسم الدينية التي تمر علينا...
أنا مؤمنة جداً بأن الشهر فترة زمنية كافيّة لاكتساب العادات الطيّبة وتغيير العادات السيئة، لذلك أجد أن رمضان بأيامه الثلاثين المباركة فرصة ذهبية لكل مسلم صادق مع ربه، ثم مع نفسه، ويرغب حقاً في تجويد...
هذا وصف صادق لما فعلته الأجهزة الذكية ووسائل التواصل العنكبوتية ببيوتنا.. جردتها من الدفء الإنساني وفككت الروابط بيننا.. فبتنا كالجزر المنفصلة وسط محيط راكد، أمواجه لزجة كمستنقع نسيه الزمن، حتى تثير حجارة المآسي الزوابع بين...
المتأمل في حال الناس والمجتمع يلمس تغيّراً كبيراً في كثير من الملامح إن لم تكن كلها.. وأهم تلك التغيّرات في رأيي ما طال علاقة الرجل والمرأة.. فعمل المرأة الذي أصبح من أهم سمات حياتها غيّر...