alsharq

مبارك الخيارين

عدد المقالات 72

سورة التوبة.. والتعامل مع الخلايا النائمة

24 فبراير 2022 , 12:05ص

بدايات الحرب مع المنافقين بدأت بإعلان النوايا التحذيري للطرف المنافق من خلال الآية ( قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ). هذه الآية كانت عبارة عن (إعلان نوايا) من طرف المسلمين للمنافقين، تم فيها توضيح نوايا كل طرف باتجاه الآخر، وبدء الحرب الباردة بينهما، حيث يتخذ كل طرف استعداده من الآن، لأنه تم كشف التوجهات الحقيقية للطرفين، فالمسلمون ملتزمون (بظاهر التوحيد) المعلن من المنافقين، فلا يمكن اتخاذ اي إجراء ضدهم في هذه الحالة وهي (مسلمون ظاهريا فقط) بينما المنافقون ملتزمون بتأدية الواجبات الظاهرية فقط كالصلاة والزكاة مع محاولة عدم تأديتها كلما أمكن ذلك، ويوضح اعلان النوايا جاهزية المسلمين للتحرك في حال أي تهديد بالتحالف مع الأعداء أو الخروج من دائرة الإسلام، بينما تتكشف توجهات المنافقين (البراغماتية) اي التي تبنى على المصالح بترقب (تربص) انتصار المسلمين للمشاركة في الغنائم أو هزيمة المسلمين، وهذا ما يتمنونه ويرجونه. بعد إعلان النوايا والمكاشفة، بدأ اول تقاريرها التي تفيد جزما وبشكل مؤكد عدم التعاون العسكري والتهرب من اداء الواجبات المنصوصة وذلك في الآية (لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلا لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ). هنا إشارة قوية للقيادة (الرسول صلوات الله عليه) ان هناك استعدادا فعليا من المنافقين بالانسحابات المفاجئة والتخاذل المتعمد والذي قد يكون قبل أو اثناء اي معركة أو حالة طارئة، مما يستوجب معه رفع درجة الجاهزية من دونهم اذا لزم الأمر، علما بأن هذه الافعال قد توجب الإعدام أو العقوبات المشددة في حالة الحرب، ولكن الرسول صلوات الله عليه لم يفعل لتقديره وأمله بأن يرجعوا للحق ولعدم تفريق الصفوف ذلك الوقت، ولذلك هذه الآية (كشفت التخاذل المسبق) وحسمت موقفهم السلبي من دعم الاسلام والمسلمين في حالات الطوارئ، وهي خطوة مهمة لإعادة تهيئة الجيش وأوامر الاستدعاء للقتال. لأن المنافقين يمثلون حالة التخاذل والإحباط التي أربكت المسلمين كثيرا في أحد والخندق خصوصا. وكذلك اشارت الآية الكريمة الى وجوب التزام الاداب العامة في مخاطبة السلطات والقيادة النبوية وتقرير أدبيات الاعتراض، قال تعالى: (وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِن لَّمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ). مساءلة الاعتراض والتساؤل مقبولة ولكن (طريقة الاعتراض) هي التي يجب ان نتوقف عندها (مخاطبة السلطات). هذه الآية هي كشف لأدبيات الاعتراض وطريقة التخاطب مع القيادة (الرسول صلوات الله عليه) وكيف كان المنافقون في منتهى الوقاحة وعدم اللباقة (اللمز) والتشكيك في طريقة الرسول صلوات الله عليه في توزيع الصدقات ومن يستحقها! وهذا طعن صريح وليس تساؤلا في مصداقية القيادة ومدى ادارتها المالية للأموال. والغريب انهم (يغضون النظر) اذا تم إعطاؤهم منها! ويقومون بالتشكيك اذا لم يأخذوا شيئًا. وهذا ما نسميه ابتزازا صريحا في أموال الفقراء والمعدمين وقلة أدب ووقاحة قد تصل لحد الكفر وهم فعلا (كافرون ضمنيا) لتكشف تصرفاتهم كفرهم الباطن. ومن الامور التي استعرضتها سورة التوبة موضوع استغفال المنافقين للقيادة وتوضيح حقيقة ان القيادة النبوية تراعي الظروف المرحلية وانها تتابع وتعرف الحقائق كما هي، قال تعالى «وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ». كان عند المنافقين تصور وانطباع بأن الرسول صلوات الله عليه يصدق كل شيء (أذن) وأنه من السهل الكذب عليه وتمرير ما يريدون بمجرد الحلف أمامه، أي ان القيادة (الرسول صلوات الله ربي عليه) ليس لها قدرة التمييز بين الحقيقة والزيف، ولذلك يمكن التلاعب بها والتملص من التهم والدعاوى بسهولة، وهنا كشفت الآية هذا التصور للقيادة، وأبرزت قدرة هذه القيادة على التمييز ومعرفة الحقائق من خلال تمييزها لحقيقة الوجود والهه (يؤمن بالله) ومعرفتها بحقيقة أقوال اتباعها (ويؤمن للمؤمنين) وتجاوزه لبعض الأمور رحمة ولطفا بفاعليها، فلو ان القيادة تعاملت مع المنافقين بما لهم وعليهم منذ البداية لكان عقوبة أكثرهم الإعدام والتعليق على المشانق، ولكنها ادارة مرحلة مهمة من الدعوة استلزمت الحكمة والتروي في هذه الفئة التي كانت تمثل الخلايا النائمة للمشركين بين المسلمين. وفقني الله واياكم ونفعنا الله بما نكتب.

الموارد البشرية ما لها وما عليها «2-2»

نستكمل في هذا المقال ما بدأناه في مقال الأسبوع الماضي، حول «الموارد البشرية ما لها وما عليها».. فإذا نظرنا لمكونات العمل، فإننا نرى ضعف منظومة الموارد البشرية في الجهات الحكومية، مقارنة بإدارات الشؤون المالية التي...

الموارد البشرية مالها وماعليها

بداية كل تطور ونهايته هو الإنسان ، حيث تأتي الموارد المادية كمساعدة لمدى قدرة الانسان التفكيرية وإبداعه القابله للتنفيذ، ولذلك كان المفكرون والمبدعون هم القيمة المضافة لدولهم في تطويرها، والتي تحرص على اكتسابهم من خلال...

التفويض الإداري ما له وما عليه

بني مبدأ التفويض على فكرة استمرارية الأعمال وعدم تعطيلها بسبب عدم وجود القائمين عليها، فالأعمال تبقى والأشخاص يتغيرون أو يتعاقبون، ولذلك نرى أن المؤسسات والجهات المرنة تتميز بوجود مساحة تفويض عالية، يصحبها إدراك ووعي بمفهوم...

الرئيس التنفيذي ما له وما عليه

مهما كانت قدرة الرئيس التنفيذي وذكاؤه فإنه يفشل في حال عدم وضوح دوره المناسب في ذهنه، فنحن في العالم العربي نربط هذا المنصب بمفهوم الزعامة والحكم والسيادة ! وهناك في الغرب يربطونه بمفهوم الخدمة والإنجاز...

إعادة قانون الجمعيات التعاونية

تبنت دولة قطر منذ عام 1973 قانون الجمعيات التعاونية وذلك لتحسين حالة أعضائها الاقتصادية والاجتماعية بوجه خاص، وتحقيق أهداف التعاون بوجه عام، متبعة في ذلك المبادئ التعاونية، وأن تتاح العضوية لكل قطري تنطبق عليه الشروط...

التسويق في القطاع الحكومي

يشترك القطاعان العام والخاص في مسألة التسويق، فكلاهما يقدم منتجات وخدمات، ويعتمدان الترويج والتحفيز على شراء المنتج أو استخدام الخدمة، سواء عن طريق العلاقات العامة في الجهات الحكومية أو خدمة العملاء في القطاع الخاص. وكذلك...

العلاقات العامة في الجهات الحكومية

تعتبر العلاقات العامة رمانة الميزان والعاكس لكل مجهودات المؤسسة او الشركة لدى عملائها، والعاكسة كذلك لرأي العملاء وتجربتهم لدى المؤسسة، مما يعني ان مهام العلاقات العامة متشعبة في الاتجاهين، فكل شيء يخرج من المؤسسة باتجاه...

اقتصاديات السياحة العائلية

‏تعتبر السياحة أحد أهم العناصر والموارد في كثير من دول العالم حيث تبلغ نسبة مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي العالمي حوالي ١٠٪؜ بينما تصل لبعض الدول من 20 إلى 30% وأحيانا قد تصل إلى...

علم النفس وكرة القدم

«قبل أن تحكم على شخص ما، يجب أن تسير مسافة طويلة مرتدياً حذاءه»، هو مثل شائع يوضح ربما أهمية ألا يحكم الإنسان على تصرفات أي شخص وفقاً لأحكام مسبقة أو حتى على ما شاهده من...

كلنا دعاة

كأس العالم حدث كبير سيجذب الكثير من الناس وسوف تأتي الملايين وتراقب الملايين من الكاميرات والعدسات وتنقل ما تراه وتسمعه، وغالباً ما يبحثون عن الكرة واللاعبين والنتائج والهزائم والانتصارات، ولكن نحن في قطر سنضيف شيئاً...

المنتدى الخليجي لرواد الأعمال

ريادة الأعمال تعمل على اكتشاف الأسواق الجديدة أكثر من زيادة حجم الأسواق، والتي يستهدفها التجار التقليديون وليس رواد الأعمال، وبريادة الأعمال تتطور الأسواق وتتوسع خالقة معها فرص عمل جديدة، ومجددة لقطاعات الاعمال التي تظهر فيها...

كأس العالم إستراتيجياً (1)

ترتبط القيادة بالقرارات الاستراتيجية وليس الأوامر الفورية أو القرارات قصيرة المدى، حيث تسعى لتحقيق الأهداف الاستراتيجية التي تحقق تحولا كبيرا في الدولة اقتصاديا وسياحيا ورياضيا. القرار الاستراتيجي يتطلب معرفة كيفية الحشد والتأييد للوصول لحق الاستضافة...