alsharq

أسامة عجاج

عدد المقالات 604

سوريا بين التواطؤ.. والتباطؤ!

23 مارس 2013 , 12:00ص

سنوات طويلة هي عمر الصراع العربي الإسرائيلي، وكلنا في المنطقة نشكو من ازدواجية المعايير الدولية تجاه تلك الأزمة مع الانحياز التام لدول الغرب وأميركا لإسرائيل على حساب الحقوق العربية. وجاء الوقت الذي يمارس فيه العالم العربي نفس الظلم ويتبع نفس الآلية التي طالما عانى منها، ومناسبة ما أقول مرور عامين على المواجهات الدموية بين الشعب السوري، والطغمة الحاكمة في دمشق والتي يقودها بشار الأسد والمقارنة ليست في صالح القيادات والنخب السياسية العربية، خاصة إذا قارنا «البون الشاسع» بين الحسم العربي والمواقف الواضحة والسرعة في اتخاذ القرار في الأزمة الليبية والمأساة السورية. في الأولى وخلال أيام من المواجهات المسلحة بين الجماهير الليبية في مدينة بنغازي، وقوات القذافي اجتمع مندوبو الدول في الجامعة العربية وقرروا تجميد عضوية ليبيا، ومن الظلم القول، بأن دور الأمين العام السابق عمرو موسى كان وراء ذلك القرار وربطوا بينه وبين إعداد موسى لترشيح نفسه على منصب الرئاسة في محاولة لخلق حالة «غزل» مع الشارع المصري والعربي، الذي يموج بالثورات. ولعل الانحياز إلى ذلك التصور يمثل إهانة لكل الدول العربية التي أجمعت على ذلك القرار بل أن أغلبية الدول العربية شاركت في التحالف الدولي ضد القذافي بقيادة حلف الأطلنطي وقدمت الدعم المادي والسياسي لعمليات الحلف. ويصبح السؤال المنطقي هل يختلف المشهد في سوريا الآن عما كان يجري في ليبيا؟ والإجابة الحاسمة والصريحة بأن الوضع في سوريا قد يكون هو الأبشع، والأخطر، في الحد الأدنى من ناحية طول فترة المواجهات والتي دخلت عامها الثالث وسقوط عشرات الضحايا يومياً، والأرقام والإحصاءات لا تكذب ولا تتجمل، وتشير إلى سقوط حوالي ثمانية ألف من رجال الأمن والجيش. بالإضافة إلى 15 ألف جريح، أما عدد الشهداء وفقاً لأرقام المعارضة السورية إلى 60 ألف، وجه آخر للمأساة، والتي توثر على الأوضاع في دول الجوار وهو أعداد اللاجئين السوريين، حيث ذكر المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة أنطونيو جوتيرس في شهادة له أمام أحد لجان الكونجرس الأميركي منذ أيام، أن العدد وصل إلى مليون و100 ألف في دول الجوار السوري، بالإضافة إلى 3 مليون و600 ألف مشردين داخليا، الرجل استخدم أوصافاً من قبيل أن الأزمة السورية الأكثر تعقيداً والأكثر خطورة، ولها أسوا العواقب الإنسانية مقارنة بنزعات أخرى منذ توليه منصبه خلال ثمانية سنوات. وقال إن كل لاجئ منهم يمثل مأساة إنسانية. وتوقع المسؤول الأممي ارتفاع العدد في الخارج إلى 3 مليون، وتداعيات الأزمة على المستوى السياسي والأمني خطيرة، خصوصا في دولة مثل الأردن. وما زال السؤال مطروحاً، لماذا يكتفي العرب بالمشاهدة؟ والمأساة ما زالت مستمرة والبعض ما زال يتشدق بعدم التدخل في الشأن السوري ويقوم بتصنيفه على أنه صراع مسلح بين الحكومة والمعارضة ويحاول أن ينسي أن مظاهرات واحتجاجات الشعب السوري ظلت سلمية طوال ستة أشهر، من بداية الثورة في مارس عام 2011. ولعل القراءة المتأنية للمواقف العربية والدولية والإقليمية تجاه الأزمة السورية نجدها تنقسم إلى ثلاثة أنواع: الأول: «التواطؤ» وأبرز نماذج في هذا الإطار إيران وروسيا. ولم يعد خافياً على أحد أن الدعم الإيراني وصل إلى حد الدفع بعناصر من الحرس الثوري للمشاركة في المواجهات الدائرة بين قوات الأسد والجيش الحر، ناهيك عن دور حزب الله واستمرار شحنات الأسلحة الروسية إلى ميناء طرطوس السوري. وهناك تقارير تتحدث عن وصول سفينة روسية أسبوعياً لهذا الغرض. وقد كان الموقف الروسي في المنظمة الدولية أحد العوامل الهامة في توفير مظلة حماية للنظام السوري من اتخاذ أي قرارات بالتدخل العسكري مثلما كان الحال عليه في الأزمة الليبية. يضاف إليهم بعض الدول العربية التي تحفظت ورفضت القرارات الأخيرة للجامعة، والخاصة بتمثيل المعارضة للشعب السوري. الثاني: التباطؤ، وهناك عدد كبير من الدول التي يمكن تصنيفها في هذا الإطار والتي لعبت دوراً في تأخير الحسم، وبعضهم بحسن نية، وثقة في غير محلها في وعي النظام وقدرته على التعامل بذكاء مع الأزمة واحتوائها. الثالث: الحسم. وفي مقدمة تلك الدول قطر، وكانت علاقاتها أكثر من ممتازة مع النظام السوري فحاولت تحذير الأسد من خطورة الأوضاع، ولكنها حسمت موقفاً سريعاً بعد سقوط الضحايا من المدنيين وكشف النظام عن وجهه القبيح، وأنه لم يستفد مما حدث في دول الربيع العربي، خاصة التجربة الليبية. الحديث عن الأزمة السورية يحتاج إلى المزيد ولعلنا نعود إليه من جديد في مقالات أخرى.

وشهد شاهد من أهلها!

لا أدري إذا كانت تصريحات المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة، حول حقيقة ما جرى منذ هجوم اللواء المتقاعد خليفة حفتر الغادر على العاصمة الليبية طرابلس في أبريل من العام الماضي، نوعاً من إبراء...

سدّ النهضة.. أزمة في انتظار الحسم

عندما يتعلق الأمر بحاضر ومستقبل أكثر من مائة وخمسين عربي في مصر والسودان، فنحن في حاجة إلى الاصطفاف والحذر، والحرص في التناول والتعامل أثناء التعامل مع ملف سد النهضة، وعندما تكون القضية تخصّ شريان الحياة،...

ألغام في طريق الحوار!

هاهي أميركا تجني ثمار ما زرعته في العراق، فبعد أكثر من 17 عاماً من غزوها العاصمة بغداد، تجد نفسها مجبرة على الدخول في حوار استراتيجي مع حكومة الكاظمي؛ للاتفاق حول شكل وحجم قواتها هناك، بعد...

تونس.. العبور من الأزمة

إن أي مراقب محايد وحريص على التجربة الديمقراطية الوليدة في أعقاب أنجح نماذج الربيع العربي، لا بدّ أن يقرّ ويعترف بأن هناك أزمة حقيقية تعاني منها تونس، وبداية الحل في الاعتراف بوجودها، والاتفاق على آليات...

قرار الضمّ.. مواقف متخاذلة (1-2)

عندما يجتمع «الهوان» العربي، و»التخبّط» الفلسطيني، مع «الدعم» الأميركي، وموقف «إبراء الذمة» الأممي والأوروبي، فالنتيجة أن المشروع الإسرائيلي لضمّ 30% من الضفة الغربية -وهو قيد التنفيذ- في يوليو المقبل سيمرّ، وعلى الجميع أن يتنظر خطوة...

سد النهضة.. مرحلة الحسم (2-2)

بكل المقاييس، فإن شهري يونيو ويوليو المقبلين هما الأخطر في مسار أزمة سد النهضة، وسيحددان طبيعة العلاقات المصرية السودانية من جهة، مع إثيوبيا من جهة أخرى، وكذلك مسار الأحداث في المنطقة، وفقاً للخيارات المحدودة والمتاحة...

سدّ النهضة.. السودان وتصحيح المسار (1-2)

أسباب عديدة يمكن من خلالها فهم الاهتمام الاستثنائي من جانب الكثيرين من المعلّقين والكتّاب -وأنا منهم- بقضية سدّ النهضة، والأزمة المحتدمة على هذا الصعيد بين مصر وإثيوبيا والسودان، ومنها أنها تتعلّق بحاضر ومستقبل شعبين عربيين،...

الكاظمي.. السير في حقل ألغام

بعد عدة أشهر من استقالة رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبدالمهدي، كان الخيار الأول لمن يخلفه هو مصطفى الكاظمي رئيس الاستخبارات العراقية، ولكنه تحفّظ على قبول التكليف، ووسط عدم قبول كتل شيعية له؛ ولكنه أصبح...

في ليبيا.. سقطت الأقنعة (1-2)

المتابعة الدقيقة لمسيرة اللواء المتقاعد خليفة حفتر تؤكد أن الرجل لم ولن يتغير؛ فقد ظهر بشكل كوميدي لأول مرة في فبراير 2014، داعياً الليبيين إلى التمرّد على المؤتمر الوطني العام المنتخب من قِبل الشعب الليبي،...

في لبنان.. مناطحة الكباش!!

أزمات لبنان الحقيقية تبدأ وتنتهي عند المحاصصة السياسية والطائفية، يضاف إليها الرغبة في التسييس والتأزيم، مع تمترس كل طائفة وتيار وحزب سياسي وراء مواقفه، دون الرغبة في اللجوء إلى التسويات السياسية، أو لقاء الآخر عند...

الكاظمي.. مرشّح الضرورة!

لن تخرج الاحتمالات الخاصة بتمرير الحكومة العراقية الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي، عن هذه الاحتمالات؛ إما أن ينجح الرجل فيما فشل فيه سابقاه محمد توفيق علاوي وعدنان الزرفي، ويصل إلى التشكيلة المناسبة ليتم تمريرها عبر مجلس...

نتنياهو.. السياسي «المتلّون»

لا أسامح نفسي على إطراء شخصية مثل بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، ولكنه يقع في إطار إقرار واقع وقراءة في مسيرة الرجل، الذي استطاع عبر سنوات طويلة، أن يستخدم أدواته بصورة جديدة، ليحتفظ بالموقع طوال...