


عدد المقالات 79
لم تتخلص أوروبا العصور الوسطى من حالة الجهل والفقر التي انتابتها طوال قرون طويلة إلا بعد أن تحررت من سيطرة رجال الدين على مقدرات الشعوب الأوروبية، هذه السيطرة التي عرقلت النهضة الأوروبية التي سرعان ما دخلت إلى عصور التنوير بعد أن تحررت من رجال الكنيسة وصكوك غفرانهم التي كانوا يمنحونها إلى الغافلين والمغيبين عما يحدث حولهم، وقاد هذا التحرر الأوروبيين إلى اكتشاف العالم والخروج من أوهام طائر العقاب الذي ينتظر الذين يبحرون غرباً وشرقاً ليلتهمهم، وخزعبلات بحور الظلمات التي لا يستطيع من يدخلها العودة مجدداً إلى عالمه الأول. ما يجري الآن في مصر حالياً لا يختلف كثيراً عن أوروبا في عصور الظلام حيث يتمسح الكثيرون هذه المرة في صكوك غفران العسكر التي يمنحونها لمن يشاؤون من أتباعهم، ويمنعونها عمن يخرج عن طوعهم في كسر أي إرادة للشعب لتقرير مصيره، وكان أول المستفيدين من هذه الصكوك شلة الإعلاميين التي باتت تسبّح بحمد العسكر ليل نهار، وتنسج الأساطير عنه وعن حتمية وضرورة تقلده للسلطة، وأن بغيره ستكون الفوضى شاملة في كل مكان تأكيداً لمقولة المخلوع مبارك "إما أنا أو الفوضى"، واستغلوا في ذلك سذاجة جماعة الإخوان المسلمين ورئيسهم محمد مرسي في تقدير حجم وخطورة دولة الفساد العميقة التي حاول مرسي وأتباعه التعامل معها بالقانون في حالة ثورية كان يعيشها الشارع، وفي مرحلة غاب فيها القانون! هذا بخلاف الأخطاء الكارثية التي وقعوا فيها بسوء تقديرهم المستمر للعديد من الأمور في هذه المرحلة. الغريب أن ضمن المنتفعين بصكوك غفران العسكر مدعو الليبرالية من قادة الأحزاب الكرتونية التي تم إنشاؤها بمباركة النظام السابق لتجميل وجه الدولة، وإضفاء صبغة الديكور الديمقراطي على النظام الديكتاتوري القمعي في عصر المخلوع مبارك، وبدلا من استنكار هدم كل قيم الديمقراطية وانتهاك حقوق الإنسان التزموا الصمت تماماً، أو قاموا بمساندة إعلام الفتنة في تحريض الشعب على بعضه، وكأنما يريدون دفع الناس إلى التقاتل والتحارب أملا في تقويض أركان الدولة، وتحويلها إلى سوريا أخرى لا يعبئون في ذلك بما يقودون الجيش إليه من دمار وخراب. الحل السياسي هو الطريق الأقرب للجميع بدلا من الكبر والغطرسة ممن يتوهمون أنهم يمسكون بمقاليد الأمور في يدهم، ففاتورة المصالحة الآن أقل كثيراً من الغد الذي يحمل المزيد من الصعاب إذا استمر التعنت من النظام الحالي الذي نأمل أن يكون قرأ نتيجة الاستفتاء على الدستور، والتصويت الهزيل عليه، وإحجام الشباب عن المشاركة فيه، واقتراب يوم 25 يناير الذي يحمل ذكرى ثورة مصر المباركة والذي يتوقع أن تخرج الجماهير فيه مثل يوم الثورة للتنديد بمن هدموا أحلامها في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وهي شعارات الثورة التي لم يتحقق منها شيء حتى الآن بل زاد عليها المزيد من الظلم والعدوان على حرية الشعب والإعلام، والمزيد من التجاوزات من الشرطة في حق المواطنين، بجانب تقييد حرية الآلاف خلف أسوار السجون، بجانب مشاهد القتل اليومي للمتظاهرين والمطالبين بالحرية والعدالة والديمقراطية. كرة الثلج الممتلئة بالغضب والسخط على الانتهاكات اليومية ضد الشعب وثورته السلمية تتدحرج كل يوم، وتكبر ولا يدرك خطورتها القائمون على أمر مصر حالياً، إما مدفوعين بالخارج، أو بسوء تقدير شخصي من الداخل الذي يتعامل مع الوضع باستهتار، وبمنطق رد الفعل، وهو ذات المنطق الذي تعامل به مبارك مع ثورة 25 يناير فكان ما جرى، ولكن الجديد هو تعلم الثوار من أخطائهم ومن دروس الماضي الذي أعتقد أنه لن يعود مرة أخرى مع أناس باتت تحلم بالحرية والديمقراطية.
ألغاز الساحرة المستديرة وأعاجيبها جزء لا يتجزأ من سحرها ورونقها وعشق المليارات حول الأرض لها، ولم تغب هذه الألغاز في أي من البطولات الكبرى، وكانت حاضرة بقوة في منافسات اليورو التي استضافتها فرنسا وحصد لقبها...
لم يتوقع أكثر المتشائمين ما وصل إليه حال منتخب السامبا البرازيلي في بطولة كوبا أميركا، بعد خروجه المزري على يد منتخب البيرو، في دراما كروية جديدة يسطرها أمهر من لمس كرة القدم طوال التاريخ، لتعيد...
«الحرب».. أعتقد أنها ربما تكون كلمة مناسبة لما تتعرض له قطر بسبب حصولها على حق استضافة مونديال 2022 لكرة القدم بعد تفوق كبير لملف الدوحة على العديد من الدول، فالتقارير الصحافية السلبية خاصة من بعض...
هل انتهى زمن الإسبان؟ سؤال يردده الكثيرون بعد الهزائم المتلاحقة للماتادور في مونديال البرازيل، فحامل اللقب والمنتخب الأشهر في العالم طوال سبع سنوات تلقى هزيمتين في مباراتين متتاليتين، وخرج خالي الوفاض من أشهر بطولة على...
لم يتوقع أكثر المتشائمين من مستوى المنتخب الإسباني هذه الكارثة الكروية التي واجهها كوكبة النجوم حاملي لقب كأس العالم في افتتاح مبارياتهم في مونديال البرازيل أمام هولندا، حيث كان الانهيار مدوياً وبالخمسة رغم تقدمهم في...
ربما لم يتفوق على سخونة أجواء انطلاقة مونديال البرازيل سوى التحقيقات في استضافة قطر كأس العالم 2022 والأجواء المصاحبة لها خاصة أنها ستحدد مدى صدق مزاعم بعض الصحف الإنجليزية في وجود مخالفات في التصويت على...
تابعناهم طوال 30 عاماً كمناصرين للقومية العربية، ومدافعين عن حقوق الإنسان، وكانوا يملؤون الدنيا صراخاً من خلال صحفهم الخاصة والحزبية بمقالات وتقارير نارية تؤكد عداءهم للصهيونية العالمية، وتندد بممارسة الإدارات الأميركية المتعاقبة المنحازة للكيان الصهيوني...
هي بلا شك فرحة كبيرة لتونس الخضراء التي تسير بخطوات واثقة إلى حد كبير في سبيل تحقيق مبادئ أولى ثورات ما كان يطلق عليه الربيع العربي، والذي ما زال يمر بانتكاسات كبيرة في عدد من...
لم يختلف حال السجون في مصر عن الكثير من «الأعاجيب» التي ميزت المحروسة طوال عصورها والتي جعلت منها طوال التاريخ الحديث والمعاصر مادة دسمة للتندر، ورغم وظيفة السجن المعروفة للجميع وهي تقييد حرية المجرمين لاتقاء...
مات مانديلا.. عبارة رددها بأسى وحزن كل العالم، واشترك الجميع في التأثر من هذه الفاجعة من أميركا إلى الصين واليابان وفي روسيا، وخرجت جميع الرموز العالمية وقيادات الدول وأقطاب المجتمع الدولي لتعلن أن ما حدث...
كتبت مقالا في جريدة «العرب» منذ عامين تقريبا وبالتحديد في 12 نوفمبر 2011 بعنوان (توابع النووي الإيراني.. حرب قادمة أم فرقعات إعلامية)، وذلك للتدليل على الجلبة التي تقوم بها إسرائيل والتهليل بسبب برنامج إيران النووي،...
لم أجد ما يعبر عن الحالة التي تعيشها مصر حاليا, من تعاطف جارف وتأييد كبير لقطاع عريض من الشعب المصري مع أول رئيس مدني منتخب في مصر, أبلغ من المشهد الذي أذاعته قناة الجزيرة على...