


عدد المقالات 188
جاءت الحرب العدوانية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة فرصة مثالية للنظام السوري الذي يعيش أزمة ثورة الشعب ضده، بالإضافة إلى أنها أيضا كانت فرصة مثالية لحليفه اللبناني حسن نصرالله، الذي بات يعيش هو الآخر واقعا مأزوما بفعل دعمه للأسد وفقدانه الحاضنة الشعبية العربية التي كانت تعده زعيما للمقاومة عقب حرب 2006. بنظرة مجردة من أي حسابات، فإن نظاما مأزوما مثل نظام الأسد، ومعه حزب نصرالله، طالما كانوا يؤكدون أنهم محورا مقاوما ضد إسرائيل، فإن الحرب على غزة كان يمكن لها أن تخرجهم من جزء من تلك الورطة التي يعيشونها، فصواريخ قليلة العدد تنطلق من خطوط الدفاع التابعة لجيش الأسد وأخرى من جنوب لبنان، كان يمكن لها أن تحل أزمتهما معا، ولو بشكل وقتي. غير أن شيئا من ذلك لم يحصل، وبقيت جبهتا الجولان وجنوب لبنان هادئة أيما هدوء، ولم نسمع سوى تلك الفرقعات الإعلامية التي تصدر تارة من حزب الضاحية الجنوبية في بيروت أو إعلام الأسد، وهي تسعى لتسويق نفسها من جديد، كجبهة مقاومة، مستغلة الحرب على غزة للتخفيف عن كليهما حدة الغضب العربي والإسلامي على موقفهما المشترك من الشعب السوري الثائر. لا أعرف تحديدا من اختار توقيت العدوان الإسرائيلي على غزة، ومن له مصلحة في لفت أنظار العالم عن مجزرة يقوم بها جيش الأسد منذ ما يقارب عامين بحق الشعب السوري، ومن له مصلحة في أن يبقى الأسد مدة أطول يمارس إجرامه دون أن يحرك العالم ساكنا؟ ولعل البعض ممن يؤمن بنظرية المؤامرة لم يستبعدوا تورط أطراف موالية للأسد وربما إيران ذاتها، في جر إسرائيل لهذه الحرب من خلال إطلاق القذائف الصاروخية وبشكل مستمر على إسرائيل، رغم التهدئة، مع كامل تحفظي على مثل هذا الطرح. ولكن هل يمكن أن تكون مصلحة إسرائيل العليا ببقاء الأسد وراء الحرب على غزة؟ ربما، فليس من المستبعد أن تكون إسرائيل أرادت بحربها على غزة ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، فمنها اختبار دول الربيع العربي وتحديدا مصر، وثانيها تجريب قبتها الحديدية التي أنفقت عليها ملايين الدولارات، وثالثها لفت أنظار العالم عما يجري من مجازر سوريا، بالإضافة إلى أهداف انتخابية أخرى داخل إسرائيل، حيث أشارت آخر استطلاعات الرأي إلى أن رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو سجلت شعبيته ارتفاعا ملحوظا عقب العدوان على غزة. بشار الأسد ونصرالله حشرا في زاوية ضيقة وضيقة جدا، وكان يمكن لو أنهما استعملا صواريخهما الممانعة والمقاومة في ضرب إسرائيل بهذا التوقيت تحديدا، أن يفرجا عن نفسيهما، غير أنهما لم ولن يفعلا ذلك، فلماذا يا ترى؟ المسألة أعقد مما قد يتخيل البعض، فسلاح حزب الله لم يكن سلاح مقاومة خالصة، بل كان وما زال وسيبقى سلاح مقاولة، فهو يتبع بالدرجة الأساس لتعليمات وتوجيهات قم وطهران، ولا يمكن له أن يتخذ قرار حرب أو سلم إلا بعد أن تأتيه التعليمات من هناك. ولعل البعض ما فتئ يذكرنا بحرب يوليو 2006، وما فعله سلاح حزب الله بإسرائيل، نقول نعم، فعل، وقادر أن يفعل أكثر، ولكن هذه القدرة لم تكن في يوم من الأيام رهن الإرادة العربية المقاومة، وإنما كانت رهن تطلعات إيران، كما أن هذا السلاح، ومنذ ذلك التاريخ، 2006، تحول إلى سلاح لإرهاب الخصوم السياسيين في الداخل، وكلنا يتذكر ما جرى في مايو 2008، وكيف تم تشكيل الحكومة الحالية تحت ترهيب وتهديد هذا السلاح، وبالتالي فإن نصرالله هو من اختار الانحياز إلى الطائفة على حساب المبدأ، بعد أن وقف بكامل عدته خلف نظام دموي مجرم مثل نظام الأسد. ولنظام الأسد مع إسرائيل حكاية، فكيف يمكن لنا أن نطلب منه أن يخرج من أزمته بضرب إسرائيل؟ الأسد ومن قبله الأسد الأب، لم يكونا في يوم من الأيام في خصومة حقيقية مع إسرائيل بعد حرب أكتوبر عام 1973، فلقد هدأت جبهة الجولان وإلى اللحظة، فهل يعقل أن نظاما حمل راية المقاومة وادعى دعم حركات المقاومة أن لا تخرج من بنادقه رصاصات متفرقات بين وقت وآخر، ليسجل حضورا على جبهة جولانه المحتل، وليقول لإسرائيل إنه هنا؟ لقد قالها ومنذ الساعات الأولى للثورة السورية، رأس النظام الأسدي الاقتصادي، رامي مخلوف، إن أمن إسرائيل من أمن سوريا، وكان يعني ما يقول، وإسرائيل تعرف أن ما قاله مخلوف حق، لذا استمرت الثورة السورية قرابة العامين، رغم أن نظام الأسد استخدم ضدها ما يمكن أن يوصف بالجريمة ضد الإنسانية، ورغم ذلك بقيت مستمرة. لا يمكن للقاتل والدموي والطائفي أن يرتدي عباءة المقاومة، فهو وإن نجح في تفصيلها على مقاسه ذات يوم، فإنها سرعان ما تتفتق لتكشف عورات، ظن البعض أنها ستبقى خافية. iyad732@yahoo.co.uk ?
في خبر ربما لم يتوقف عنده الكثيرون، أكد مصدر من ميليشيا «السلام» التابعة لمقتدى الصدر توصلهم إلى اتفاق مع «وزارة الدفاع» العراقية يقتضي بتمويل نشاطاتهم ودفع رواتب مقاتليهم عن طريق غنائمهم من المناطق الحاضنة لتنظيم...
لا يبدو من المنطقي والمبرر والواقعي أن تحشد أميركا 40 دولة معها من أجل ضرب مجموعة مقاتلة تنتشر بين العراق وسوريا، تحت أي مبرر أو مسوغ، فعدد المقاتلين وفقا لتقديرات الاستخبارات الأميركية لا يصل بأحسن...
نعم ضاعت صنعاء، ووصلت اليد الإيرانية الفارسية التي تحسن التخطيط إلى اليمن، واستولت جماعة الحوثي على اليمن، وباتت خاصرة شبه الجزيرة العربية وجنوبها بيد أنصار الله، أتباع الولي الفقيه في طهران، وصحا الخليج العربي على...
هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...
هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...
في زمن قياسي، أعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي المكلف ليلة الاثنين، حكومته التي لم يطل انتظارها، كما كان الحال مع حكومة نوري المالكي السابقة التي احتاجت إلى عشرة أشهر وولدت بعد مخاض عسير وبولادة...
ربما لم يمر سُنة العراق بحالة من الحيرة والضيق السياسي كما يعيشونها اليوم، فهم ما بين مطرقة الموت الإيرانية ممثلة بحكومة بغداد وميلشياتها، وما بين سكين الضغوط الدولية التي تمارسها عليهم أطراف دولية بغية المشاركة...
انتفض العالم وتعالى صراخه بعد أن وزع تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية منشورات طالب فيها مسيحيي مدينة الموصل بمغادرة المدينة بعد أن رفضوا اعتناق الإسـلام أو دفع الجزية البالغة 80 دولارا للفرد البالغ سنويا، مع...
أشبه ما يكون بالمسرحية، دخل نواب الكتل البرلمانية، مع غيابات هنا أو هناك، إلى قبة برلمان لم يكن في يوم من الأيام فاعلا أو مؤثرا بقدر ما كان سببا للمشاكل والأزمات، وبعد شد وجذب، مع...
تتناول العديد من التقارير الغربية والعربية مآلات الأزمة العراقية وتضع العديد من السيناريوهات للأزمة والتي لا يصح بأي حال من ربطها بما جرى في العاشر من يونيو الماضي بعد أن سيطر مسلحون على العديد من...
لا يبدو أن الأزمة العراقية الأخيرة عقب سيطرة المسلحين على أجزاء واسعة من البلاد ستجد لها حلا قريباً في الأفق، فهي وإن كان البعض يعتقد بأنها ستنتهي فور الانتهاء من تسمية رئيس جديد للحكومة خلفاً...
نحو أسبوعين منذ أن اندلعت الثورة العراقية الكبرى والتي بدأت بمحافظة الموصل شمال العراق، ووصلت لتقف عند أبواب العاصمة بغداد في حركة يمكن قراءتها على أنها محاولة من قبل الثوار لإعطاء الحل السياسي فرصة للتحرك،...