alsharq

رضوان الأخرس

عدد المقالات 168

ترمب يؤسس للملحمة

22 يناير 2018 , 01:03ص

لا يمكن التغاضي عن الدوافع الدينية التي دفعت ترمب لإعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني، ومن ذلك ما ذكرته عدة صحف غربية حول مباركة أنصاره من الطائفة الإنجيلية هذه الخطوة التي وفق اعتقادهم «ستجلب نهاية العالم وظهور المسيح مرة أخرى على الأرض». هذا الإعلان يعد تمهيداً لما هو أصعب، في ظل استمرار الركود العربي الرسمي وغير الرسمي، والانشغالات المصطنعة والمتعمدة، لتبتعد الشعوب والأنظمة عن الاهتمام بهذه القضية، حين يدخل الإعلان حيز التنفيذ الفعلي، ضمن مخطط صفقة القرن، فهذا يعني أن شكل الصراع قد تغير. هذه الخطوة الحادة وغير المألوفة التي دشنها ترمب بإعلانه، وما تبعها من قوانين عنصرية في الكنيست الصهيوني، وأيضاً مع الأطروحات العنيفة وغير التقليدية بخصوص الوجود الفلسطيني على أرض فلسطين، التي تنادي بها الأحزاب الصهيونية والمسؤولون الصهاينة، والمتعلقة بيهودية الدولة، وطرد الفلسطينيين، وإنهاء مظاهر سيادتهم، وضرب هويتهم الوطنية، تعني أننا أمام واقع جديد من شأنه أن ينعكس أيضاً على توجهات الطرف الآخر من الصراع، وهو الشعب الفلسطيني، والمقاومة الفلسطينية، لتكون بمستوى التغيير. ما يحدث في غزة هذه الأيام من إغلاق جميع الخيارات والآفاق أمام السكان والمقاومة، بهدف كسر الروح المعنوية، وإنهاك مناحي الحياة كافة، أو الإطاحة بها، حتى لا يبقى أمام هذه البقعة سوى خيارين، هما إما الاستسلام لهذه الصفقة المزعومة، أو معركة شاملة قد تكون على شكل ملحمة أو هجوم كبير، يلتحم فيه الطرفان داخل وخارج الحدود، كخيار أخير، ثمنه مهول على الطرفين. لا ينبغي علينا أن نستسلم لهذه المعادلة الصفرية، ولا يجب علينا أن نتمنى الحرب، لكن ينبغي على المقاومة أن تستعد لها أشد استعداد إذا فُرضت عليها، وإن كنا نألم أو نخاف من الدماء والمعارك الشديدة فهم أيضاً يألمون ويخافون من المؤمنين المجاهدين أكثر من خوفهم من الله، كما ذكر القرآن. ورغم أن الاحتلال يتخوّف جداً من المعارك الشاملة ضده، إلا أنني لا أعتقد أنها الخيار الأمثل والأفضل، لكنها بديل الفناء إن كان البقاء مهدداً، أو كنا في مواجهة معركة استئصال ونكبة جديدة، وأظن أن المقاومة في جعبتها ومقدرتها أن تجعل النكبة في الطرف الآخر أيضاً، من خلال تدفق أعداد كبيرة من مقاتليها إلى خارج حدود القطاع، وفق تهديد سمعته من أحد قيادات المقاومة في لقائه مع مجموعات من الشباب في قطاع غزة. التخوف من هذا السيناريو جعل حجم الاهتمام الصهيوني كبيراً بقضية الأنفاق الهجومية التي تخترق حدود الكيان الصهيوني، فهو يعرف حجم ضعفه أمام المواجهة الواسعة المباشرة خلف وداخل الحصون، خصوصاً إذا استهدفت «الجبهة الداخلية»، لذلك لا يستعد لها كثيراً، بقدر ما يحاول منعها، ونحن ينبغي أن نستعد للأسوأ دون أن نتعجله أو نتمناه، وقالوا كثيراً إن «الاستعداد للحرب يمنع الحرب». خشية العدو من السيناريوهات الصعبة قد تمنع الحرب، وقد توصلنا لهدنة تستمر لسنوات على الأقل، وإن أحسنت المقاومة استثمار ما لديها من أوراق، واستعدت جيداً، وبين السلم والحرب توجد هدنة وخيارات أخرى غير حالة اللا حرب واللا سلم، ينبغي اتخاذ قرارات جريئة لطرحها، إن كنا غير جاهزين للأسوأ، كما يوجد لدى المقاومة أسرى صهاينة، وما يمكنها أن تهدد به فعلياً، ولا ينبغي أن تبقى غزة هي الخاصرة الوحيدة للمقاومة، أو محور المواجهة الوحيد.

«الضمّ» الإسرائيلي.. أبعاد وتداعيات

«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...

فلسطين.. أولويات ضائعة في مرحلة حرجة

تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...

في ذكرى النكسة.. هل ينسى العربي جرحه؟

ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...

عباس.. «إلغاء اتفاقيات» أم هروب من استحقاقات؟

قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...

«الضمّ».. فصل من فصول النكبة

في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...

النكبة والندبة!

النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...

أحاديث التطبيع من مضامين الصفقة!

عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...

هل يأكل «النظام العالمي» نفسه؟

ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...

شذرات في وقت التيه والقلق

مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...

صفقة القرن وعبث الاتهامات!

قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...

لا تيأس.. فلسطين باقية!

في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...

الازدواجية العمياء وانتقاص العاملين!

إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...