


عدد المقالات 604
تثير مبادرة الاتفاق مع إفريقيا التي أنهت أعمالها في برلين منذ أيام، قضية غاية في الأهمية، والتي شاركت فيها مجموعة الدول العشرين و12 دولة إفريقية، وتتلخص في هذا التنافس، ولن أصفه بالصراع، رغم أنه يحمل بعض سماته وملامحه من القوى الكبرى، على تلك القارة الواعدة وفقاً لكل التقارير الدولية الصادرة عن مؤسسات تعمل في مجالات التمويل الاقتصادي والتنمية في الدول النامية وفي طليعتها إفريقيا، صحيح أن المبادرة الألمانية أطلقتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في عام 2017 بالتزامن مع الرئاسة الألمانية لمجموعة العشرين، حيث رأت ضرورة خلق إطار لدعم التنمية المستدامة في الدول الإفريقية، في محاولة للحدّ من تدفق الهجرة غير الشرعية على أوروبا من جانب المواطنين الأفارقة، وجاء ذلك خلال قمة استضافتها برلين تحت شعار «الاستثمار في مستقبل مشترك» لا تضم كل دول القارة الإفريقية، وتقتصر المشاركة فيها فقط على 12 دولة إفريقية هي مصر، بنين، بوركينا فاسو، كوت ديفوار، إثيوبيا، غانا، غينيا، المغرب، رواندا، السنغال، تونس، توجو، إلا أنها منفتحة أمام جميع الدول الإفريقية للانضمام إليها وفقاً لظروفها ورغبتها. التاريخ الحديث يكشف عن تغيير درامي في ذلك الصراع والتنافس الدولي، منذ سنوات القرن الماضي، ما قبل تحرير معظم دول القارة، وكان قاصراً إلى حدٍّ كبير على بريطانيا وفرنسا وإلى حدٍّ ما إيطاليا، وتصدر المشهد بعد ذلك تنافس ثنائي القطبين الاتحاد السوفييتي سابقاً وأميركا مع بعض الارتباط بين فرنسا والدول المتحدثة بالفرنكوفونية، ولكن السنوات الأخيرة دخلت جهات ودول جديدة إلى الحلبة، وأخذ الصراع أشكالاً متعددة منها قمم ومنتديات شهدتها عواصم عالمية خلال الفترة القليلة الماضية، حيث انعقدت القمة السابعة لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الإفريقية «تكتاد» في أغسطس الماضي، ومنها القمة الروسية - الإفريقية خلال الأسبوع الأخير من الشهر الماضي، ومنها أيضاً منتدى التعاون الصيني الإفريقي «فوكاك» في سبتمبر من العام الماضي، ومنها القمة الإفريقية الفرنسية التي تستضيفها باريس في يونيو من العام المقبل، والتي تُعقد كل ثلاث سنوات، وآخرها شهدتها باماكو عاصمة مالي، تحت عنوان «الشراكة والسلام»، وذلك بمشاركة نحو 30 من رؤساء الدول والحكومات، من بينهم الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند. ويبدو هذا التنافس والصراع مبرراً، إذا رصدنا حجم التغيرات التي شهدتها الاقتصادات الإفريقية في الحقب القليلة الماضية، فهي تُعد كبرى قارات العالم، وتمتد لمساحة هائلة تبلغ 30 مليون كيلو متر مربع، ويقطنها 1.2 مليار مواطن، ويبلغ الناتج المحلي الإجمالي لها 2.2 تريليون دولار، كما أنها قارة شابة، فأكثر من 60% من مواطنيها أعمارهم أقل من 30 سنة، وهو ما يعني أن مستقبل التنمية في القارة يرتكز في الأساس على العنصر البشري، فهذه القوة الهائلة تحقق وفرة في عنصر سوق العمل، وتخفض تكلفة التشغيل والإنتاج، القارة تمثل أيضاً سوقاً كبير الحجم متنوعاً ومتنامياً ويتجاوز تعداده 1.2 مليار نسمة، ومن المتوقع أن يتضاعف في 2050 ليبلغ 2.4 مليار نسمة، مما يخلق العديد من الفرص أمام الاستثمار في الصناعات كثيفة العمالة، كما شهدت بيئة الأعمال في الدول الإفريقية تحسناً نسبياً كبيراً خلال العقدين الأخيرين، خصوصاً في ضوء قيام العديد من هذه الدول بإصلاحات تشريعية ومؤسسية لتهيئة بيئة الأعمال لتوفير المناخ الجاذب للاستثمار، وقد كشف تقرير أداء الأعمال 2019 الصادر عن البنك الدولي، عن تنفيذ الدول الإفريقية العديد من الإصلاحات الاقتصادية لتحسين بيئة الأعمال لديها، فجاءت دول إفريقيا جنوب الصحراء كأعلى مناطق العالم في مجال إصلاح التشريعات الخاصة بمناخ الأعمال والتي بلغ عددها في عام 2019 نحو 107 إصلاحات، مما خلق فرصاً واعدة للاستثمار في القارة، وهو ما أدى إلى ارتفاع حجم الاستثمار الأجنبي المباشر في إفريقيا، ليصل إلى 46 مليار دولار في عام 2018، بزيادة 11% مقارنة بعام 2017، وهو المعدل الأعلى بين مختلف أقاليم العالم، رغم تراجع معدلات الاستثمار الأجنبي المباشر في جميع أنحاء العالم.
لا أدري إذا كانت تصريحات المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة، حول حقيقة ما جرى منذ هجوم اللواء المتقاعد خليفة حفتر الغادر على العاصمة الليبية طرابلس في أبريل من العام الماضي، نوعاً من إبراء...
عندما يتعلق الأمر بحاضر ومستقبل أكثر من مائة وخمسين عربي في مصر والسودان، فنحن في حاجة إلى الاصطفاف والحذر، والحرص في التناول والتعامل أثناء التعامل مع ملف سد النهضة، وعندما تكون القضية تخصّ شريان الحياة،...
هاهي أميركا تجني ثمار ما زرعته في العراق، فبعد أكثر من 17 عاماً من غزوها العاصمة بغداد، تجد نفسها مجبرة على الدخول في حوار استراتيجي مع حكومة الكاظمي؛ للاتفاق حول شكل وحجم قواتها هناك، بعد...
إن أي مراقب محايد وحريص على التجربة الديمقراطية الوليدة في أعقاب أنجح نماذج الربيع العربي، لا بدّ أن يقرّ ويعترف بأن هناك أزمة حقيقية تعاني منها تونس، وبداية الحل في الاعتراف بوجودها، والاتفاق على آليات...
عندما يجتمع «الهوان» العربي، و»التخبّط» الفلسطيني، مع «الدعم» الأميركي، وموقف «إبراء الذمة» الأممي والأوروبي، فالنتيجة أن المشروع الإسرائيلي لضمّ 30% من الضفة الغربية -وهو قيد التنفيذ- في يوليو المقبل سيمرّ، وعلى الجميع أن يتنظر خطوة...
بكل المقاييس، فإن شهري يونيو ويوليو المقبلين هما الأخطر في مسار أزمة سد النهضة، وسيحددان طبيعة العلاقات المصرية السودانية من جهة، مع إثيوبيا من جهة أخرى، وكذلك مسار الأحداث في المنطقة، وفقاً للخيارات المحدودة والمتاحة...
أسباب عديدة يمكن من خلالها فهم الاهتمام الاستثنائي من جانب الكثيرين من المعلّقين والكتّاب -وأنا منهم- بقضية سدّ النهضة، والأزمة المحتدمة على هذا الصعيد بين مصر وإثيوبيا والسودان، ومنها أنها تتعلّق بحاضر ومستقبل شعبين عربيين،...
بعد عدة أشهر من استقالة رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبدالمهدي، كان الخيار الأول لمن يخلفه هو مصطفى الكاظمي رئيس الاستخبارات العراقية، ولكنه تحفّظ على قبول التكليف، ووسط عدم قبول كتل شيعية له؛ ولكنه أصبح...
المتابعة الدقيقة لمسيرة اللواء المتقاعد خليفة حفتر تؤكد أن الرجل لم ولن يتغير؛ فقد ظهر بشكل كوميدي لأول مرة في فبراير 2014، داعياً الليبيين إلى التمرّد على المؤتمر الوطني العام المنتخب من قِبل الشعب الليبي،...
أزمات لبنان الحقيقية تبدأ وتنتهي عند المحاصصة السياسية والطائفية، يضاف إليها الرغبة في التسييس والتأزيم، مع تمترس كل طائفة وتيار وحزب سياسي وراء مواقفه، دون الرغبة في اللجوء إلى التسويات السياسية، أو لقاء الآخر عند...
لن تخرج الاحتمالات الخاصة بتمرير الحكومة العراقية الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي، عن هذه الاحتمالات؛ إما أن ينجح الرجل فيما فشل فيه سابقاه محمد توفيق علاوي وعدنان الزرفي، ويصل إلى التشكيلة المناسبة ليتم تمريرها عبر مجلس...
لا أسامح نفسي على إطراء شخصية مثل بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، ولكنه يقع في إطار إقرار واقع وقراءة في مسيرة الرجل، الذي استطاع عبر سنوات طويلة، أن يستخدم أدواته بصورة جديدة، ليحتفظ بالموقع طوال...