


عدد المقالات 188
بكل ما تعنيه الكلمة من معنى فإن العراق يُدفع وبقوة إلى الانفجار، فتصرفات رئيس الحكومة نوري المالكي وفريقه السياسي لا تشي سوى بانتحار هذا البلد، خاصة مع عدم التوصل إلى أي حل يرضي الجموع الغاضبة التي تزداد يوماً بعد آخر وجمعة تلو أخرى. تشير الخارطة العنفية في العراق إلى أنه وبعد الاحتلال الأميركي لهذا البلد في ربيع عام 2003، تفجرت أغلب المدن العراقية بوجه المحتل الأميركي، غير أن هذا التفجر اتخذ بعداً كبيراً وتصاعدياً في مدن ما بات يعرف لاحقاً بالعرب السنة، وتحديداً الأنبار والموصل وصلاح الدين وكركوك وديالي وبغداد، قبل التغيير الديموجرافي الذي أصابها عقب تفجيرات 2006، بالإضافة إلى مناطق شمال بابل، والبصرة أقصى جنوب العراق، وأيضاً قبل التغيير الديموجرافي والتهجير القسري لأهل السنة هناك. وتشير اليوم خارطة التظاهرات إلى ذات المناطق التي شهدت أعنف المعارك ضد المحتل الأميركي، والتي استطاعت بفعل بطولات المقاومة العراقية، التي تغافل عنها الإعلام العربي والعالمي، أن تلحق خسائر مليارية بالخزينة الأميركية، ناهيك عن أكثر من 5 آلاف قتيل أميركي ونحو 300 ألف معاق، وأمراض نفسية باتت تشكل تحدٍ كبيراً لإدارة واشنطن، وهو أرقام البنتاجون الرسمية. وبالمقارنة بين خارطة المقاومة العراقية مع نظيرتها، خارطة التظاهرات، يمكن إدراك حقيقة جوهرية ألا وهي أن هؤلاء الناس الذين تظاهروا، سبق لهم أن كانوا مقاتلين أشداء، وبالتالي ليس من السهولة ترويضهم ببعض اللجان الكاذبة التي يعمد نوري المالكي لتشكيلها لامتصاص نقمة هؤلاء الغاضبين. إن ما يزيد المشهد العراقي قتامة، أن هؤلاء المقاومين الذين ارتضوا الآن التغيير بطرق سلمية من خلال التظاهر، وهو حق مكفول دستورياً، لم يجدوا من المالكي وفريقه السياسي إلا التصعيد، والتحشيد ضدهم، بل قامت حكومة المالكي بالإشراف، وفقاً لمعلومات خاصة، على تشكيل ما يعرف بجيش المختار، الذي يتزعمه رجل دين مغمور اسمه واثق البطاط، فرغم أن المالكي ادعى أنه يقوم بالتحري لإلقاء القبض على البطاط، فإن الدلائل تشير إلى أن البطاط ما كان يجرؤ على تشكيل مليشياته إلا بضوء أخضر من المالكي. ليس لدى المتظاهرين ما يخسرونه، إذا ما استمر الأداء السياسي للمالكي وجماعته، وبالتالي فإن زيادة الضغط عليهم بهذا الشكل السافر من قبل المالكي، قد يؤدي إلى الانفجار، وهو انفجار لن ينجُ منه أحد، لا المالكي ولا فريقه السياسي، وطبعاً لن ينجُ منه العراق ككل. الأخطر، أن المالكي زاد من حدة تصرفاته الطائفية بعد أن أوحى لميلشيات تابعة لمكتبه الخاص بشن حملة تهجير على أساس طائفي في بغداد، وهو أمر يرى فيه المتظاهرون بأنه خط أحمر، خاصة بعد عملية التهجير الأولى لأهل السنة التي استمرت من عام 2003 حتى وقت قريب. التفجيرات الأخيرة التي ضربت مناطق شيعية في بغداد، أثارت هي الأخرى موجة من التساؤلات، فهل يعقل أن كل هذه السيارات تضرب في مناطق معينة ببغداد رغم كل الطوق الأمني المضروب حول العاصمة؟ وهل يعقل أن هذه التفجيرات أخبر عنها زعيم ميلشيا جيش المختار واثق البطاط قبل يومين من وقوعها، دون أن تتمكن أجهزة المالكي من الوصول إلى الفاعلين قبل وقوع التفجيرات؟ ألم يقل المالكي وفريقه إن المتظاهرين والمكون الذي ينتمون له، السنة، هم من يقف وراء التفجيرات التي تضرب بغداد ومناطق أخرى من العراق، فكيف وقعت هذه التفجيرات وأهالي المحافظات السنية الخمس ممنوعون من دخول بغداد؟ وكيف يمكن تصديق كذبة تبني ما يعرف بدولة العراق الإسلامية لسلسلة التفجيرات؟ ثم أليس من المعيب أن يتهم فريق المالكي المتظاهرين السلميين، بالوقوف وراء هذه التفجيرات؟ إن الأداء السياسي لفريق المالكي، يقود العراق إلى الانفجار، انفجار يقترب كلما أصر هذا الفريق على التصعيد ضد احتجاجات شرعية ومنطقية وحقوق ومطالب أقل ما يقال عنها إنها حقوق لا يجب أن تمنح أو توهب، بل هي حقوق. لقد تمكن نوري المالكي من إماتة عقلاء الشيعة، وجعلهم أقلية، وسخر أدواته لتشويههم وتشويه صورتهم، بينما لن يكون بمقدور عقلاء السنة أن يمسكوا زمام أمور جمهورهم الهائج نتيجة الظلم الذي مورس عليهم طيلة عقد من الزمن. فهل يدرك المالكي أنه يقود العراق إلى انفجار يبدو حتمي في ظل غياب أية رؤية منطقية للحل؟ أشك في ذلك، بل من يلاحظ أداء المالكي وفريقه السياسي يكاد يجزم أنه يدفع وبقوة العراق إلى الانفجار، ولكن لمصلحة مَن؟ هل يسعى المالكي لتقسيم العراق فعلا، ويحلم أن يكون القائد الأوحد لإقليم شيعي تابع بطريقة أو بأخرى لإيران؟ هل هذا حلم وأمنية نوري المالكي؟
في خبر ربما لم يتوقف عنده الكثيرون، أكد مصدر من ميليشيا «السلام» التابعة لمقتدى الصدر توصلهم إلى اتفاق مع «وزارة الدفاع» العراقية يقتضي بتمويل نشاطاتهم ودفع رواتب مقاتليهم عن طريق غنائمهم من المناطق الحاضنة لتنظيم...
لا يبدو من المنطقي والمبرر والواقعي أن تحشد أميركا 40 دولة معها من أجل ضرب مجموعة مقاتلة تنتشر بين العراق وسوريا، تحت أي مبرر أو مسوغ، فعدد المقاتلين وفقا لتقديرات الاستخبارات الأميركية لا يصل بأحسن...
نعم ضاعت صنعاء، ووصلت اليد الإيرانية الفارسية التي تحسن التخطيط إلى اليمن، واستولت جماعة الحوثي على اليمن، وباتت خاصرة شبه الجزيرة العربية وجنوبها بيد أنصار الله، أتباع الولي الفقيه في طهران، وصحا الخليج العربي على...
هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...
هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...
في زمن قياسي، أعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي المكلف ليلة الاثنين، حكومته التي لم يطل انتظارها، كما كان الحال مع حكومة نوري المالكي السابقة التي احتاجت إلى عشرة أشهر وولدت بعد مخاض عسير وبولادة...
ربما لم يمر سُنة العراق بحالة من الحيرة والضيق السياسي كما يعيشونها اليوم، فهم ما بين مطرقة الموت الإيرانية ممثلة بحكومة بغداد وميلشياتها، وما بين سكين الضغوط الدولية التي تمارسها عليهم أطراف دولية بغية المشاركة...
انتفض العالم وتعالى صراخه بعد أن وزع تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية منشورات طالب فيها مسيحيي مدينة الموصل بمغادرة المدينة بعد أن رفضوا اعتناق الإسـلام أو دفع الجزية البالغة 80 دولارا للفرد البالغ سنويا، مع...
أشبه ما يكون بالمسرحية، دخل نواب الكتل البرلمانية، مع غيابات هنا أو هناك، إلى قبة برلمان لم يكن في يوم من الأيام فاعلا أو مؤثرا بقدر ما كان سببا للمشاكل والأزمات، وبعد شد وجذب، مع...
تتناول العديد من التقارير الغربية والعربية مآلات الأزمة العراقية وتضع العديد من السيناريوهات للأزمة والتي لا يصح بأي حال من ربطها بما جرى في العاشر من يونيو الماضي بعد أن سيطر مسلحون على العديد من...
لا يبدو أن الأزمة العراقية الأخيرة عقب سيطرة المسلحين على أجزاء واسعة من البلاد ستجد لها حلا قريباً في الأفق، فهي وإن كان البعض يعتقد بأنها ستنتهي فور الانتهاء من تسمية رئيس جديد للحكومة خلفاً...
نحو أسبوعين منذ أن اندلعت الثورة العراقية الكبرى والتي بدأت بمحافظة الموصل شمال العراق، ووصلت لتقف عند أبواب العاصمة بغداد في حركة يمكن قراءتها على أنها محاولة من قبل الثوار لإعطاء الحل السياسي فرصة للتحرك،...