alsharq

رضوان الأخرس

عدد المقالات 168

لقاء الملك سلمان بقيادة حماس في ضوء الاتفاق النووي

20 يوليو 2015 , 12:58ص

مرت علاقة السعودية بحركة حماس بالعديد من التغيرات منذ تأسيس الحركة مروراً بأحداث مختلفة، مثل غزو العراق للكويت الذي رفضته الحركة وشكل لها الرفض رافعة بين الشعوب والدول الخليجية، غير أن العلاقة أصابها فتور خصوصاً بعد توقيع مبادرة السلام العربية 1996 ورفض حماس لها ولمنهج التسوية. كثيراً ما كانت السعودية تتصرف سياسياً ضمن احترامها لعلاقات متوازنة مع حلفائها، وقدمت دعماً رسمياً مباشراً لحماس مرتين، إحداهما كانت عند زيارة الشيخ أحمد ياسين للسعودية بعد خروجه من السجن عام 1998، والتقى بعدد كبير من المسؤولين السعوديين، وكان في مقدمتهم الملك فهد بن عبدالعزيز الذي قال للشيخ ياسين: «أنتم في قلوبنا ونحن معكم حتى تحرير القدس». وأعطت السعودية مساحة واسعة لمؤسسات حماس الخيرية للعمل على أرضها بالتعاون مع مؤسسات سعودية، إلا أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 وما تبعها من إرهاصات شعار «الحرب على الإرهاب» أدت لتشديد الرقابة على المؤسسات والبنوك في السعودية. رغم ذلك، لقاءات قيادة حركة حماس بالمسؤولين السعوديين استمرت، وكانت تقتصر بالعادة على مستوى وزير الخارجية وقادة الأجهزة الأمنية حتى اتفاق مكة وتحميل الرياض لحماس مسؤولية فشله، وحاول خالد مشعل في أكثر من مرة إيضاح الأمر. تأثرت علاقة حماس بالمملكة نتيجة قرب الحركة من محور قدم لها الدعم وكانت فيه إيران، وهذا الدعم كان ورقة رابحة لإيران تسوق نفسها من خلالها، حيث حاول الطائفيون تبرير جرائمهم تحت عنوان دعم فلسطين، وكان لزاماً على المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس أن تضع حدا لهذه المهاترة ولهذا الاستغلال الطائفي للقضية، فخرجت من دمشق وتأثرت علاقتها بمحور إيران، وتضررت السعودية من الدعاية الإيرانية. خالد مشعل في لقائه بصحافيين في إفطار جماعي بالدوحة خلال رمضان المنصرم، عبر عن رغبته بأن تكون السعودية هي صاحبة الدور الأساسي والراعي لأي اتفاق فلسطيني، ونلحظ أن السعودية في عهد الملك سلمان والمحمدان، تطمح لأن تكون قوة عسكرية وسياسية ودبلوماسية فاعلة وحاضرة لها مكانتها الإقليمية والدولية، وهذا لا يكون بدون فلسطين. رغم المحاولات الخارجية للتأثير على طموح السعودية، ومن ذلك توقيع الاتفاق النووي مع تجاهل اعتبارات الأمن السعودية رغم احترام السياسة السعودية لعلاقتها بالأطراف التي وقعت الاتفاق مع إيران، وبدا للجميع عدم اكتراث أميركا ومن معها لذلك في اختبار مفصلي أتوقع أن له ما بعده. رفع العقوبات عن إيران لتأخذ مساحة أوسع من الحركة وتتفرغ لحروبها في المنطقة دون اكتراث لوجهة النظر السعودية، أمر يحتم على الرياض الرد عليه بنفس الطريقة، فأكبر حلفاء أميركا في المنطقة هي «إسرائيل»، وتولي أميركا اهتماماً كبيراً لأمنها، وربما لقاء الملك سلمان والأميرين محمد بن نايف ومحمد بن سلمان بقيادة حركة حماس -وهي أكبر حركة مقاومة سنية تواجه «إسرائيل»- بهذا المستوى من التمثيل الرسمي من الطرفين دون أن يسبق ذلك تحضيرات طويلة ولقاءات استباقية بمستوى أقل، وكذلك الإفراج الفوري عن معتقلي حماس في المملكة، يأتي في هذا الإطار. وقد يأتي في سياقات أخرى ضمن السياسة الجديدة المنفتحة للمملكة في عهد سلمان على الكثير من الحركات السنية كما يتضح من بعض التقارير، وسعيه لإجراء مصالحات بين المكونات السنية في هذه الفترة الحرجة. لقاء الملك سلمان بقيادة حماس سيفتح الباب أمام الكثير من التحليلات حول مدى التغير الحاصل في العلاقة بعد انقطاع وفتور لسنوات، ومدى تأثير ذلك على القضية الفلسطينية التي ينبغي أن تخرج من استغلال طائفة لها، وهذا لا يتأتى دون دعم عربي سني صريح وواضح للقضية الفلسطينية ومقاومتها. وسينعكس اللقاء على علاقة كلا الطرفين بالمحيط خصوصاً مصر التي تحاكم الرئيس محمد مرسي بتهمة التخابر مع حركة حماس، في حين ما زال الشكل السياسي الجديد في المنطقة غير واضح تماماً وفي طور التشكل، وتلعب السياسة السعودية دوراً بارزاً وأساسيا في تشكيله، نتمنى أن يكون حضور قضية فلسطين فيه على أسس مبادئية لا على أساس الندية. ❍  @rdooan

«الضمّ» الإسرائيلي.. أبعاد وتداعيات

«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...

فلسطين.. أولويات ضائعة في مرحلة حرجة

تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...

في ذكرى النكسة.. هل ينسى العربي جرحه؟

ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...

عباس.. «إلغاء اتفاقيات» أم هروب من استحقاقات؟

قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...

«الضمّ».. فصل من فصول النكبة

في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...

النكبة والندبة!

النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...

أحاديث التطبيع من مضامين الصفقة!

عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...

هل يأكل «النظام العالمي» نفسه؟

ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...

شذرات في وقت التيه والقلق

مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...

صفقة القرن وعبث الاتهامات!

قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...

لا تيأس.. فلسطين باقية!

في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...

الازدواجية العمياء وانتقاص العاملين!

إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...