


عدد المقالات 283
من المفترض أن يتحدد خلال الأسبوع المقبل مصير يوسف الشاهد، وهل سيواصل مهامه كرئيس للحكومة التونسية حتى 2019 موعد الاستحقاق الانتخابي الرئاسي والتشريعي، أم أنه سيكون كفاية عليه بقاؤه في منصبه ذاك سنة و9 أشهر، ليخلفه رئيس حكومة ثامن منذ 2011، أي بمعدل التهام رأس رئيس حكومة كل سنة.. إما إذا تم الاتفاق على تعديل حكومي لا يمس ربانها فستكون «حكومة الشاهد الثانية» هي رقم 11 في 8 سنوات! كنت قلت في مقال سابق إن التونسيين يعشقون التغيير في كل شيء، أحياناً بموجب وأحياناً أخرى بلا موجب، وفي حال تم تغيير يوسف الشاهد سيكون ذلك بلا موجب حقيقي سوى خلافه الحاد مع المركزية النقابية التي أصبحت تطالب برأسه بعد شهر عسل لم يستمر طويلاً، كأنه (الشاهد) مسؤول بمفرده عن حالة العطالة التامة التي أصابت الدولة التونسية.. وكأنه ورث من سلفه دولة في صحة اقتصادية وأمنية وسياسية جيدة، فذوت على يديه! لوكان الأمر كذلك لحق للاتحاد العام التونسي للشغل الحجر على رئيس الحكومة، وليس فقط المطالبة بإقالته، لكنه ينسى أن حالة المالية العمومية المهترئة، والاقتصاد التونسي المهزوز بصفة عامة، هو نتيجة طبيعية لتراكم أخطاء جميع الأطراف، بما فيهم المركزية النقابية التي أغرقت الحكومات المتعاقبة بالمطلبية المشطة، بلا أي جهد من جانبها، لإيقاف تدهور الإنتاجية.. وأيضاً الحكومات الهاوية التي أغرقت ميزانية الدولة في الانتدابات العشوائية والشعبوية، حتى باتت أكثر من 40% من ميزانية الدولة تذهب إلى رواتب الموظفين، فتعطل الاستثمار وتزايدت الديون مع خدمتها، وكاد الأمر يخرج عن السيطرة التامة، لولا بعض مؤسسات النقد الدولية التي ما زالت تقرض تونس جبراً بخاطر «ربيعها» أكثر من أمل في انتعاش اقتصادها! ومع ذلك، فحين وصل يوسف الشاهد إلى رئاسة الحكومة في 20 أغسطس 2016، كانت جميع الأضواء تشتعل بالأحمر، والآن ومصيره معلّق بين المغادرة والبقاء، انطفأت بعض الأضواء الحمراء مائلة نحو البرتقالي، نتيجة جهد لا ينكره إلا جحود، رغم أنه لم يصل إلى المبتغى لأسباب سياسية واجتماعية واقتصادية بالغة التعقيد. يوسف الشاهد لا يمنع السماء من السقوط فوق رؤوس التونسيين حتماً، لكن لا أحد بين التونسيين يزعم أنه قادر على ذلك أيضاً.. وهنا مربط الفرس.. فإذا كان من مزية لرحيل رئيس الحكومة التونسية الحالي، فهي أن خلفه سيكون مطلق اليد في تنفيذ «الإصلاحات الكبرى» التي ينصح بها صندوق النقد الدولي، والتي يرفضها اتحاد الشغل، باعتبارها «تعليمات أجنبية وارتهان للخارج»، ذلك أن الأمين العام للاتحاد نورالدين الطبوبي لن يكون بمقدوره المطالبة بتغيير رئيس الحكومة القادم أيضاً، ثلاثة أشهر فقط بعد تنحية سلفه!، فـ «كأنك يا بوزيد ما غزيت»، ومن ثمة لا مناص من تطبيق «روشتة» صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، إذا أرادت تونس أن تتطبب، سواء بقي يوسف الشاهد رئيساً للحكومة، أم ذهب. من المهم فعلاً أن يواصل الاتحاد العام التونسي للشغل مشواره كـ «شريك مستتر» في الحكم، وكمعدل لبوصلة من يريد التغوّل، لكن الأهم هو عقلنة المسار التونسي «التشاركي» على مرمى سنة بالكاد من الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وإلا فإنه رجوع إلى المربع الأول، وإلى سنوات الملاحة بلا مجداف، حتى تتكسر السفينة التونسية وتغرق بالجميع.
كنت أقول في هذا الموقع قبل بضعة شهور إن الخمسينيين وحتى الأربعينيين يغبطون الرئيس التونسي التسعيني على حيويته الفكرية والجسدية -نسبياً- وهو يتحدى عامه الثالث والتسعين، لكنني لا أعلم على وجه الدقة إن كانوا يغبطونه...
بعد الخميس جاء يوم الجمعة، وبعد 17 يناير أطلّ يوم 18 يناير، ولم تتوقف الأرض عن الدوران في تونس، بسبب الإضراب العام في قطاع الوظيفة العمومية، بل استمرت الحياة عادية، رغم نجاح الإضراب الذي قاده...
لم تكن لوحة الفنان الإيطالي «ليوناردو دا فينشي» التي سمّاها «العشاء الأخير» أقل إثارة للجدل في تونس من «العشاء الأخير» الذي جمع مساء الثلاثاء الماضي الشيخ راشد الغنوشي بـ «الشيخ» الباجي قايد السبسي، بعد جفاء...
كعادتهم السنوية «المقدّسة»، ينتظر فريق من التونسيين قدوم شهر يناير بفائض من الشوق، وينتظر فريق آخر انجلاءه بفارغ الصبر، فشهر يناير في هذه البلاد غير ما هو متعارف عليه في بلاد العالم الأخرى، حيث يهرب...
رغم أنها دانت لرئيس الحكومة يوسف الشاهد أو كادت، لا يزال المشهد موارباً في تونس، ويستعصي على فهم أكثر المراقبين التصاقاً بتفاصيله. كان منتظراً من يوسف الشاهد في إطلالته مساء الجمعة، بعد طول صمت، أن...
في لمح البصر، عادت حركة «النهضة» التونسية للمربع الأول، وهي التي كابدت من أجل تحسين صورتها على مدى السنوات الثماني الماضية. فقد كان يكفي أن يظهر رئيسها وزعيمها التاريخي منذ أربعين سنة، راشد الغنوشي، ظهوراً...
كثيرون هم من يحسدون الرئيس التسعيني الباجي قايد السبسي على حيويته الذهنية، بل يراه البعض «أسطورة ديناصورية» لم يَجُد بها الزمن إلا لماماً. وقد قال يوم الخميس الماضي إنه «آخر الكبار» ممن مد الله في...
عدا الضجيج اليومي الذي يذكّر بما يصدر عن سرك مفتوح في تونس، هناك حدث جلل لم يجانب الصواب من وصفه بالحدث «التاريخي»، بل لعله التطور السياسي الأبرز على الساحة العربية والإسلامية منذ ارتدادات زلزال سقوط...
تهتز الساحة السياسية التونسية بشدة على مشارف سنة انتخابية ساخنة ومحددة لمن سيمسك بصولجان السلطة لعدة سنوات قادمة.. من ذلك انصهار الحزب «الحاكم» نظرياً (نداء تونس) مع الحزب الرابع في نتائج انتخابات 2014 (الاتحاد الوطني...
كان التونسيون في غاية الحاجة إلى كلمات الرئيس الفرنسي في قمة الفرنكوفونية بأرمينيا، وهو يعلي في نبرة صوته بـ «أن تونس فخر لنا»، قبل أن يكيل مزيداً من المديح لرئيسها «الشجاع» الباجي قايد السبسي، وإلى...
خلال ساعات من الآن، سنرى إن كانت السكاكين المشحوذة على مدار الأيام الماضية قد ارتدّت عن رقبة يوسف، أم أن إخوته سيجهزون عليه ليعودوا إلى أبيهم جذلين. في تونس، بلغ التشويق أشده بشأن رئيس الحكومة...
توصف الانتخابات البلدية التي تجري اليوم (الأحد) في تونس بأنها أهم استحقاق سياسي في البلاد منذ «ثورة 2011»، ويصل بعض السياسيين في تونس إلى حد اعتبارها أهم من الانتخابات التشريعية والرئاسية التي جرت في 2011...