alsharq

فيصل البعطوط

عدد المقالات 283

ثماني سنوات

23 ديسمبر 2018 , 01:45ص

رغم أنها دانت لرئيس الحكومة يوسف الشاهد أو كادت، لا يزال المشهد موارباً في تونس، ويستعصي على فهم أكثر المراقبين التصاقاً بتفاصيله. كان منتظراً من يوسف الشاهد في إطلالته مساء الجمعة، بعد طول صمت، أن يعلن رسمياً عن مشروعه السياسي، بعيداً عن حزب «نداء تونس» الذي قدم على متنه إلى رئاسة الحكومة.. لكنه لم يفعل، واكتفى بالرد على السؤال بسؤال استنكاري: «وهل ما زال هناك حزب اسمه «نداء تونس؟!». في الأثناء يعلم القاصي والداني أن قافلة من دائرته المضيقة تجوب البلاد في اجتماعات تعريفية بالمشروع السياسي الجديد، ويقال فيها علناً أن يوسف الشاهد هو زعيمه، لكن الزعيم يمعن في الدلال... وعلى الضفة المقابلة يتقرفص الحزب الحاكم - المعارض «نداء تونس»، ويجتمع من بقي فيه تحت قيادة هلامية لأمين عام، غادر البلاد منذ فترة طويلة، ويأبى العودة إلى تونس خوفاً من المحكمة العسكرية التي كان تقدم لها ببلاغ يتهم فيه رئيس الحكومة بالتحضير للانقلاب على رئيس الدولة، ثم امتنع عن الحضور لسماعه!. تلك أمور لا تحدث إلا في تونس، وهي على أهبة إحياء الذكرى الثامنة لـ «ثورة الياسمين».. ثماني سنوات رأى فيها التونسيون وسمعوا فيها ما لم ينبئهم به الأولون ولا الآخرون، حتى استذكروا قولاً قديماً: «يا سعد من باع داره ومن المال حصل نصيبه في البحر ركب صغاره واسكندرية هي القريبة».. قول سجعي لا يبتعد كثيراً عن الواقع، فقد أصدر المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية دراسة أنجزها نهاية 2016 حول «الهجرة غير النظامية في تونس» أثبتت رغبة 54.6 % من الشباب في الهجرة، منهم 31 % على استعداد للقيام بهجرة غير نظامية، أي ركوب «قوارب الموت» في ما أصبح يعرف شعبياً بعمليات «الحرقة».. وهي أرقام متصاعدة في ظل تزايد قسوة الحياة، وتواتر الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والعجز المزمن عن حلها، رغم أن رئيس الحكومة وعد بأن تكون سنة 2018 الآيلة للرحيل آخر سنة صعبة في تونس.. لكن من ما زال يصدق؟ لا أحد يشك في رغبة رئيس الحكومة الشاب في إدراك خلاص جماعي، لكنه بعد سنتين من حكمه، وإلى حد ليلة الجمعة لم يدركه ولا لمس التونسيون مخرجاً من أزماتهم المتفاقمة.. حاول فتح كوة أمل في النفق المظلم بالحديث عن انفراجات ستظهر في النصف الثاني من السنة المقبلة، لكن من كانوا يستمعون إليه، يبحثون عن توفير الحليب والزبدة والسميد لصبيحة يوم السبت، وليس لصائفة 2019.. وهؤلاء ينتظرون شهر يناير الساخن وأيديهم على قلوبهم عشية إضراب عام قررته المركزية النقابية، واعترف رئيس الحكومة نفسه بأنه سيفرز «فترة صعبة».. يضاف إليه غضب المحامين والأطباء والمدرسين والتلاميذ وأوليائهم، حتى لكان أحد في البلاد مستعد لغير الحلول العاجلة التي تتطلب عصا سحرية لا يملكها يوسف الشاهد. أما سياسياً، فلا يزال الرجل يناور داخل المركب العتيق «نداء تونس» رغم أنه لم يعد يحمله.. والحال أن أقل من سنة تفصل البلاد عن استحقاق انتخابي حاسم لا يعلم أحد على وجه اليقين إن كان سيمكن الوصول إليه بقلوب شتى.. ومن سيكسبه في سفينة مترنحة يتناحر قباطنتها على المقود بدون أن يكون أحد من راكبي السفينة متيقناً أنهم يحملون رخصة سياقة دراجة هوائية، أو أنهم يتقنون قطع الطريق دون الاصطدام ببعضهم البعض!

في رئاسة «سي الباجي» المستدامة!

كنت أقول في هذا الموقع قبل بضعة شهور إن الخمسينيين وحتى الأربعينيين يغبطون الرئيس التونسي التسعيني على حيويته الفكرية والجسدية -نسبياً- وهو يتحدى عامه الثالث والتسعين، لكنني لا أعلم على وجه الدقة إن كانوا يغبطونه...

عادات تونسية ثم ويل وثبور!

بعد الخميس جاء يوم الجمعة، وبعد 17 يناير أطلّ يوم 18 يناير، ولم تتوقف الأرض عن الدوران في تونس، بسبب الإضراب العام في قطاع الوظيفة العمومية، بل استمرت الحياة عادية، رغم نجاح الإضراب الذي قاده...

«العشاء الأخير» للتونسيين!

لم تكن لوحة الفنان الإيطالي «ليوناردو دا فينشي» التي سمّاها «العشاء الأخير» أقل إثارة للجدل في تونس من «العشاء الأخير» الذي جمع مساء الثلاثاء الماضي الشيخ راشد الغنوشي بـ «الشيخ» الباجي قايد السبسي، بعد جفاء...

الثورة خائفة من الثورة!

كعادتهم السنوية «المقدّسة»، ينتظر فريق من التونسيين قدوم شهر يناير بفائض من الشوق، وينتظر فريق آخر انجلاءه بفارغ الصبر، فشهر يناير في هذه البلاد غير ما هو متعارف عليه في بلاد العالم الأخرى، حيث يهرب...

ماذا دخّنوا..؟!

في لمح البصر، عادت حركة «النهضة» التونسية للمربع الأول، وهي التي كابدت من أجل تحسين صورتها على مدى السنوات الثماني الماضية. فقد كان يكفي أن يظهر رئيسها وزعيمها التاريخي منذ أربعين سنة، راشد الغنوشي، ظهوراً...

في انتظار «غودو»..!

كثيرون هم من يحسدون الرئيس التسعيني الباجي قايد السبسي على حيويته الذهنية، بل يراه البعض «أسطورة ديناصورية» لم يَجُد بها الزمن إلا لماماً. وقد قال يوم الخميس الماضي إنه «آخر الكبار» ممن مد الله في...

«نهاية التاريخ» في تونس!

عدا الضجيج اليومي الذي يذكّر بما يصدر عن سرك مفتوح في تونس، هناك حدث جلل لم يجانب الصواب من وصفه بالحدث «التاريخي»، بل لعله التطور السياسي الأبرز على الساحة العربية والإسلامية منذ ارتدادات زلزال سقوط...

عقارب الساعة ورقاصها في تونس

تهتز الساحة السياسية التونسية بشدة على مشارف سنة انتخابية ساخنة ومحددة لمن سيمسك بصولجان السلطة لعدة سنوات قادمة.. من ذلك انصهار الحزب «الحاكم» نظرياً (نداء تونس) مع الحزب الرابع في نتائج انتخابات 2014 (الاتحاد الوطني...

بيت من زجاج..

كان التونسيون في غاية الحاجة إلى كلمات الرئيس الفرنسي في قمة الفرنكوفونية بأرمينيا، وهو يعلي في نبرة صوته بـ «أن تونس فخر لنا»، قبل أن يكيل مزيداً من المديح لرئيسها «الشجاع» الباجي قايد السبسي، وإلى...

«النهضة».. نحو الجمهورية الثالثة

خلال ساعات من الآن، سنرى إن كانت السكاكين المشحوذة على مدار الأيام الماضية قد ارتدّت عن رقبة يوسف، أم أن إخوته سيجهزون عليه ليعودوا إلى أبيهم جذلين. في تونس، بلغ التشويق أشده بشأن رئيس الحكومة...

حتى لا تتكسر السفينة

من المفترض أن يتحدد خلال الأسبوع المقبل مصير يوسف الشاهد، وهل سيواصل مهامه كرئيس للحكومة التونسية حتى 2019 موعد الاستحقاق الانتخابي الرئاسي والتشريعي، أم أنه سيكون كفاية عليه بقاؤه في منصبه ذاك سنة و9 أشهر،...

وفاز باللذة الجسور

توصف الانتخابات البلدية التي تجري اليوم (الأحد) في تونس بأنها أهم استحقاق سياسي في البلاد منذ «ثورة 2011»، ويصل بعض السياسيين في تونس إلى حد اعتبارها أهم من الانتخابات التشريعية والرئاسية التي جرت في 2011...