alsharq

فيصل البعطوط

عدد المقالات 283

فاطمة الدوسري 12 نوفمبر 2025
تربية حريم
ناصر جاسم المالكي 12 نوفمبر 2025
أصعب أنواع الجهاد
رأي العرب 13 نوفمبر 2025
تعزيز الهوية العربية والإسلامية
رأي العرب 12 نوفمبر 2025
مسيرة حافلة لـ «حقوق الإنسان»

ماذا دخّنوا..؟!

25 نوفمبر 2018 , 01:48ص

في لمح البصر، عادت حركة «النهضة» التونسية للمربع الأول، وهي التي كابدت من أجل تحسين صورتها على مدى السنوات الثماني الماضية. فقد كان يكفي أن يظهر رئيسها وزعيمها التاريخي منذ أربعين سنة، راشد الغنوشي، ظهوراً غير موفق (اضطُر إثره إلى الاعتذار الرسمي والعلني) لكي يعود «الإسلام السياسي» لدائرة الشك في إمكانية تحوّله إلى «إسلام ديمقراطي» مثلما عملت من أجله «ماكينة النهضة» على مدار السنوات الماضية. في ظهوره غير الموفق، أخذت «العزة بالإثم» الشيخ راشد الغنوشي مأخذاً غير مسبوق، وخف لسانه إلى درجة تلميح أوضح من التصريح بأنه هو من كانت له اليد العليا في التشكيل الحكومي الجديد، وهو الذي رفع «الفيتو» في وجه الوزراء «الفاسدين» واستبدلهم بهم وزراء «صالحين»! ثم ما هي إلا سويعات حتى صح المثل القائل حتى طلع الوزراء «الفاسدون» معلنين جر الشيخ راشد الغنوشي أمام القضاء بتهمتي التستر على الفساد -ما دام لم ينطق به إلا بعد مغادرتهم الحكومة- والادعاء بالباطل، إلا إذا أثبت أمام القضاء فساد هؤلاء. ثم انطلقت حملة واسعة وعنيفة ضد الشيخ تردّ على قيافته الجديدة بـ «الكرافتة»، وترده إلى سنوات طويلة مضت، حيث التهم الخطيرة جاهزة في أدراج ثمانينيات القرن الماضي. في البداية، لم يكن هناك وعي كافٍ بفداحة الخطأ، وظن «إخوانه» أن سحب شريط الفيديو من الصفحة الرسمية للحركة كفيل بتبريد غليان المرجل، ثم دارت أسطوانة التصريح «الذي أُخرج من سياقه»، فلم ينفع.. إلى أن اضطُر الشيخ راشد الغنوشي إلى ما ليس منه بد: الاعتذار البواح.. فكان قليلاً جداً ومتأخراً جداً. تقول العرب إن «الاعتذار من شيم الكبار»، لكنه قول كالشعر أجمله أكذبه، بدليل أن الوزراء الذين رماهم الغنوشي بالفساد لم يعلنوا سحب قضاياهم التي رفعوها في المحاكم التونسية، وبدليل أن الحملة لم تهدأ؛ فالاعتذار ليس من صميم الثقافة الشرقية، ذلك ما تسنده مقولة: «ما فائدة الاعتذار بعد وقوع الأضرار؟»؛ إذ يظل هناك «شيء من إن» في قرارة نفس المعتذر، حسرة وغيظ من نفسه ومن الذين تصيّدوه، تقابلها لدى من يتلقاه شك في صدقه، ناهيك عندما يكون الاعتذار سياسياً، وعندما يأتي من شخصية مثيرة أصلاً للجدل. إلا أن أقل ما يمكن أن يستخلصه الشيخ راشد الغنوشي –ومعه جل السياسيين التونسيين المتهافتين على الظهور- من الأزمة الأخيرة، هو مغالبة النفس وترويضها على التواضع السياسي، وصون اللسان عن الزلات، وعدم الانجرار وراء نشوة الفوز؛ لأن سكر السلطان أشد من سكر الشراب، كما تقول الحكمة القديمة. وفي الحالة التونسية المعقدة، تزداد الحاجة إلى الرصانة وإلى البعد عن الاستفزاز لتفادي الزلل، فـ «بين منطوق لم يُقصد، ومقصود لم يُنطق، تضيع الكثير من المحبة» كما يقول جبران خليل جبران. قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب ذات يوم مخاطباً أنصاره، إن استقبال اللاجئين أمر خطر، بدليل أن «السويد البلد المضياف للاجئين، تعرّض لاعتداء مساء الجمعة». لكن السويد لم تشهد مثل هذا الاعتداء الذي زعم «ترمب وقوعه». وتسبب التعليق في موجة غضب وسخرية، عدا مطالبة الحكومة السويدية بتوضيح من الجانب الأميركي. بينما تساءل رئيس وزراء السويد السابق، كارل بيلت: «السويد؟ اعتداء؟ ماذا دخّن ترامب؟!».

في رئاسة «سي الباجي» المستدامة!

كنت أقول في هذا الموقع قبل بضعة شهور إن الخمسينيين وحتى الأربعينيين يغبطون الرئيس التونسي التسعيني على حيويته الفكرية والجسدية -نسبياً- وهو يتحدى عامه الثالث والتسعين، لكنني لا أعلم على وجه الدقة إن كانوا يغبطونه...

عادات تونسية ثم ويل وثبور!

بعد الخميس جاء يوم الجمعة، وبعد 17 يناير أطلّ يوم 18 يناير، ولم تتوقف الأرض عن الدوران في تونس، بسبب الإضراب العام في قطاع الوظيفة العمومية، بل استمرت الحياة عادية، رغم نجاح الإضراب الذي قاده...

«العشاء الأخير» للتونسيين!

لم تكن لوحة الفنان الإيطالي «ليوناردو دا فينشي» التي سمّاها «العشاء الأخير» أقل إثارة للجدل في تونس من «العشاء الأخير» الذي جمع مساء الثلاثاء الماضي الشيخ راشد الغنوشي بـ «الشيخ» الباجي قايد السبسي، بعد جفاء...

الثورة خائفة من الثورة!

كعادتهم السنوية «المقدّسة»، ينتظر فريق من التونسيين قدوم شهر يناير بفائض من الشوق، وينتظر فريق آخر انجلاءه بفارغ الصبر، فشهر يناير في هذه البلاد غير ما هو متعارف عليه في بلاد العالم الأخرى، حيث يهرب...

ثماني سنوات

رغم أنها دانت لرئيس الحكومة يوسف الشاهد أو كادت، لا يزال المشهد موارباً في تونس، ويستعصي على فهم أكثر المراقبين التصاقاً بتفاصيله. كان منتظراً من يوسف الشاهد في إطلالته مساء الجمعة، بعد طول صمت، أن...

في انتظار «غودو»..!

كثيرون هم من يحسدون الرئيس التسعيني الباجي قايد السبسي على حيويته الذهنية، بل يراه البعض «أسطورة ديناصورية» لم يَجُد بها الزمن إلا لماماً. وقد قال يوم الخميس الماضي إنه «آخر الكبار» ممن مد الله في...

«نهاية التاريخ» في تونس!

عدا الضجيج اليومي الذي يذكّر بما يصدر عن سرك مفتوح في تونس، هناك حدث جلل لم يجانب الصواب من وصفه بالحدث «التاريخي»، بل لعله التطور السياسي الأبرز على الساحة العربية والإسلامية منذ ارتدادات زلزال سقوط...

عقارب الساعة ورقاصها في تونس

تهتز الساحة السياسية التونسية بشدة على مشارف سنة انتخابية ساخنة ومحددة لمن سيمسك بصولجان السلطة لعدة سنوات قادمة.. من ذلك انصهار الحزب «الحاكم» نظرياً (نداء تونس) مع الحزب الرابع في نتائج انتخابات 2014 (الاتحاد الوطني...

بيت من زجاج..

كان التونسيون في غاية الحاجة إلى كلمات الرئيس الفرنسي في قمة الفرنكوفونية بأرمينيا، وهو يعلي في نبرة صوته بـ «أن تونس فخر لنا»، قبل أن يكيل مزيداً من المديح لرئيسها «الشجاع» الباجي قايد السبسي، وإلى...

«النهضة».. نحو الجمهورية الثالثة

خلال ساعات من الآن، سنرى إن كانت السكاكين المشحوذة على مدار الأيام الماضية قد ارتدّت عن رقبة يوسف، أم أن إخوته سيجهزون عليه ليعودوا إلى أبيهم جذلين. في تونس، بلغ التشويق أشده بشأن رئيس الحكومة...

حتى لا تتكسر السفينة

من المفترض أن يتحدد خلال الأسبوع المقبل مصير يوسف الشاهد، وهل سيواصل مهامه كرئيس للحكومة التونسية حتى 2019 موعد الاستحقاق الانتخابي الرئاسي والتشريعي، أم أنه سيكون كفاية عليه بقاؤه في منصبه ذاك سنة و9 أشهر،...

وفاز باللذة الجسور

توصف الانتخابات البلدية التي تجري اليوم (الأحد) في تونس بأنها أهم استحقاق سياسي في البلاد منذ «ثورة 2011»، ويصل بعض السياسيين في تونس إلى حد اعتبارها أهم من الانتخابات التشريعية والرئاسية التي جرت في 2011...