عدد المقالات 188
فاجأ مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري في العراق جمهوره ومريديه بإعلانه اعتزال الحياة السياسية بالكامل، داعيا أتباعه ونوابه في البرلمان إلى الانسحاب من العملية السياسية التي هاجمها الصدر مهاجمة شديدة، عادّاً السلطة القائمة في العراق اليوم سلطة غاشمة، واصفا رئيس الحكومة نوري المالكي بالديكتاتور، ومؤكدا أن من يحكم العراق هم أغراب جاؤوا من خارج العراق، وغيرها الكثير من الاتهامات التي وصلت إلى حد اتهام السلطة بأنها تلفق التهم لمعارضيها سواء أكانوا سنة أم شيعة أم أكرادا، من خلال القضاء المسيس والمسيطر عليه من قبل السلطة. خطاب الصدر في بيان اعتزاله يوم الثلاثاء الماضي، كان قاسيا من وجهة نظر المتابعين للشأن العراقي، خاصة وأن الاتهامات التي ساقها الصدر لحكومة نوري المالكي، لم يسبق أن سبقه إليها أحد من السياسيين الشيعة أو حلفاؤهم الأكراد، وإنما كانت غالبا ما يرددها الساسة السنة أو بعضهم وليس كلهم، لأن اتهامات كالتي ساقها الصدر بحق المالكي، يمكن أن تؤدي بقائلها إلى العالم الآخر بفعل أسلحة الكواتم التي تجيدها ميليشيات تابعة للحكومة، غير أن هذا لا يبدو أنه ممكن مع الصدر بحكم تياره الشيعي العريض. المهم، يبقى السؤال الأهم، هل اعتزل الصدر السياسة فعلا، أم إنه عزل؟ معروف أن مقتدى الصدر سبق له أن اتخذ مثل هذا القرار سابقا، وهو على ما يبدو لا يجيد صنعة السياسة كما يراه الكثير من المراقبين، وإنما هو قوة شعبية يؤدي دورا مختلفا طبعا لاختلاف طبيعة المرحلة، ومن هنا فإن قرار اعتزاله أو عزله، سيان، إنما هو جزء من سيناريو يعد ويطبخ على نار هادئة تمهيدا لمرحلة جديدة من مراحل الحكم الشيعي للعراق خاصة وأن هذا القرار، الاعتزال أو العزل، يأتي قبيل الانتخابات المرتقبة في أبريل المقبل والتجاذبات حولها، خاصة في ظل الطموح الكبير لدى رئيس الحكومة الحالية نوري المالكي للفوز بولاية ثالثة. إن بقي الصدر مصرا على قرار اعتزاله العمل السياسي كما أعلن، فإن واحدة من القراءات تشير إلى أن الأصوات التي يتمتع بها الصدر وتياره، وكان يمكن أن يحصل عليها في الانتخابات ستذهب بالضرورة إلى تيار المالكي وائتلافه، مما يسهم كثيرا في رفع حظوظه في الفوز بولاية ثالثة. ومن هنا فإن قرار اعتزال الصدر العمل السياسي بالنسبة للصدر إنما هو قرار عزل من القوة التي تتحكم اليوم بالعملية السياسية في العراق وخاصة في شقها الشيعي، وأقصد هنا إيران. القراءة الثانية هو أن الصدر استشعر بخطر المرحلة المقبلة في العراق خاصة بعد معركة الأنبار التي انكسر فيها الجيش الحكومي، وباتت هذه المعركة تهدد العملية السياسية في العراق برمتها، حيث تشير الإحصائيات غير الرسمية، إلى أن الجيش الحكومي خسر في الأنبار قرابة 1500 جندي ناهيك عن الخسائر المادية في معداته وآلياته العسكرية، يضاف إليها الهزيمة المعنوية لهذه القوات التي وصلت إلى تسجيل حالات هروب كبيرة في الجيش الحكومي بفعل الضربات الموجعة التي تلقاها الجيش على يد ثوار العشائر في الأنبار. الصدر وفقا للقراءة الثانية أراد أن ينأى بنفسه سريعا من أية نتائج كارثية ستصيب العملية السياسية جراء الحرب الخاسرة التي دخلها المالكي في الأنبار، حيث يريد الصدر ومن خلفه القوة التي تتحكم بالأحزاب الشيعية، أن تحافظ على قوة شيعية، يمكن لها أن تكون ركيزة شيعية في المسار السياسي الذي يمكن أن تتمخض عنه المعركة الجارية في الأنبار. بغض النظر عن أي قراءة هي الأقرب للواقع، أو ربما هناك أسباب أخرى، فإن السُّحب التي تخيم على أرض الرافدين كبيرة وتحمل بين ثناياها العديد من المفاجآت التي ربما لن تفصح عنها بسهولة.
في خبر ربما لم يتوقف عنده الكثيرون، أكد مصدر من ميليشيا «السلام» التابعة لمقتدى الصدر توصلهم إلى اتفاق مع «وزارة الدفاع» العراقية يقتضي بتمويل نشاطاتهم ودفع رواتب مقاتليهم عن طريق غنائمهم من المناطق الحاضنة لتنظيم...
لا يبدو من المنطقي والمبرر والواقعي أن تحشد أميركا 40 دولة معها من أجل ضرب مجموعة مقاتلة تنتشر بين العراق وسوريا، تحت أي مبرر أو مسوغ، فعدد المقاتلين وفقا لتقديرات الاستخبارات الأميركية لا يصل بأحسن...
نعم ضاعت صنعاء، ووصلت اليد الإيرانية الفارسية التي تحسن التخطيط إلى اليمن، واستولت جماعة الحوثي على اليمن، وباتت خاصرة شبه الجزيرة العربية وجنوبها بيد أنصار الله، أتباع الولي الفقيه في طهران، وصحا الخليج العربي على...
هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...
هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...
في زمن قياسي، أعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي المكلف ليلة الاثنين، حكومته التي لم يطل انتظارها، كما كان الحال مع حكومة نوري المالكي السابقة التي احتاجت إلى عشرة أشهر وولدت بعد مخاض عسير وبولادة...
ربما لم يمر سُنة العراق بحالة من الحيرة والضيق السياسي كما يعيشونها اليوم، فهم ما بين مطرقة الموت الإيرانية ممثلة بحكومة بغداد وميلشياتها، وما بين سكين الضغوط الدولية التي تمارسها عليهم أطراف دولية بغية المشاركة...
انتفض العالم وتعالى صراخه بعد أن وزع تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية منشورات طالب فيها مسيحيي مدينة الموصل بمغادرة المدينة بعد أن رفضوا اعتناق الإسـلام أو دفع الجزية البالغة 80 دولارا للفرد البالغ سنويا، مع...
أشبه ما يكون بالمسرحية، دخل نواب الكتل البرلمانية، مع غيابات هنا أو هناك، إلى قبة برلمان لم يكن في يوم من الأيام فاعلا أو مؤثرا بقدر ما كان سببا للمشاكل والأزمات، وبعد شد وجذب، مع...
تتناول العديد من التقارير الغربية والعربية مآلات الأزمة العراقية وتضع العديد من السيناريوهات للأزمة والتي لا يصح بأي حال من ربطها بما جرى في العاشر من يونيو الماضي بعد أن سيطر مسلحون على العديد من...
لا يبدو أن الأزمة العراقية الأخيرة عقب سيطرة المسلحين على أجزاء واسعة من البلاد ستجد لها حلا قريباً في الأفق، فهي وإن كان البعض يعتقد بأنها ستنتهي فور الانتهاء من تسمية رئيس جديد للحكومة خلفاً...
نحو أسبوعين منذ أن اندلعت الثورة العراقية الكبرى والتي بدأت بمحافظة الموصل شمال العراق، ووصلت لتقف عند أبواب العاصمة بغداد في حركة يمكن قراءتها على أنها محاولة من قبل الثوار لإعطاء الحل السياسي فرصة للتحرك،...