عدد المقالات 168
مع تصاعد وتيرة الهبّة أو الانتفاضة الشعبية في الأراضي الفلسطينية والداخل المحتل بدا واضحا مدى تمايز درجات القوة المتبعة من قبل الاحتلال ضد أبطال الهبة، ذلك التمايز الذي تبلغ أقصى درجات الإفراط فيه أثناء التعامل مع المتظاهرين عند حدود غزة، فيما تتراوح معدلات الإفراط في استخدام القوة في الضفة الغربية حسب مناطق التماس وسخونة المواجهات. إذ إن أعداد الشهداء أو الإصابات في مواجهات يوم واحد على حدود غزة تفوق أحيانا أعداد ضحايا المواجهات في الضفة من الشهداء والجرحى الذين يسقطون خلال أسبوع، بينما يتبع الاحتلال منهجية مختلفة قليلا في تعامله مع فلسطينيي الداخل المحتل عام 1948 والذين يحملون الهوية الإسرائيلية بحكم وجودهم داخل دولة الاحتلال، وقد باتوا الآن يشكلون مجتمعا كاملا داخل الكيان المحتل يزيد تعداده عن مليوني نسمة، يعانون رغم عددهم من العنصرية والتهميش اللذين لم ينجُ منهما حتى طوائف مختلفة من اليهود في المجتمع الإسرائيلي نفسه، كما هو الحال في التمييز الحاصل بين اليهود الشرقيين والغربيين أو التهميش بحق يهود الفلاشة الإثيوبيين الأمر الذي دفعهم، خلال الشهور الأخيرة فقط، للخروج في مظاهرات مختلفة تنديدا بتلك العنصرية التي تمزق نسق البنية المجتمعية الإسرائيلية المشوهة أصلا. تحاشى جيش الاحتلال التصعيد في الضفة الغربية نظرا لاقتراب مدنها من دولة الاحتلال فضلا عن التداخل الكبير بين الأحياء الفلسطينية واليهودية في القدس أو وجود المستوطنات على تخوم مدن الضفة، وهو ما يعني أن الحجر قد يشكل إزعاجا لا يختلف كثيرا عن إزعاج صواريخ المقاومة في بدايتها والتي كانت تسقط في المناطق الفارغة، كما أن السكين قد يكون أجدى من تلك الصواريخ التي تنطلق من غزة في بعض الأحيان لأنه من السهل بمكان إصابة مستوطن بسكين في الضفة خلافا للصواريخ التي قد تسقط في مناطق فارغة، كما أن القرب من مدن الاحتلال يجعل قذيفة هاون واحدة تنطلق من الضفة تضاهي عشرات الصواريخ التي قد تنهمر على دولة الاحتلال من غزة. المعادلة التي يخشاها الاحتلال وتهدد كيانه واستقراره على الأقل لعشر سنوات وتمهد لزواله بشكل كبير هي المعادلة التي قد تنتج عن الصراع المجتمعي داخله داخل كيانه في المناطق المحتلة عام 48 وبعض مناطق الضفة التي تتجاور فيها الأحياء الفلسطينية مع تلك المحتلة، فهنا يصبح لعراك الأيدي قيمة وحتى الكلمات تصبح سلاحا مرعبا لو تم توظيفها بشكل صحيح كحرب نفسية أو من خلال بث الشائعات المدمرة بناءً على حالة الهوس الأمني والرعب الذي يعيشه المجتمع الصهيوني، هنا يصبح كل شيء سلاحا فتاكا وهنا وخصوصا في مناطق 48 والتي يسكنها قرابة المليوني فلسطيني يشكلون فيها حوالي ربع سكان دولة الاحتلال، وبالتالي فإن التعامل معهم كجهة معادية يصبح مكلفا جدا لصورة «إسرائيل» وهؤلاء منطقيا لا يمكن بأي حال مواجهتهم بالطائرات الحربية ولا بالدبابات كما في غزة والضفة على اعتبارهم مكوّنا هاما في بنية المجتمع «الإسرائيلي» وأي تصرف أهوج من الاحتلال يعني أننا أمام شكل جديد من الصراعات الداخلية سيكون مغايرا لما عرفناه من أشكال سابقة نظرا لاختلاف الأسباب وجذور المشكلة، وحتى النتائج ستكون مختلفة وستكون خليطا من نتائج مدمرة على الصعيد البنيوي إن امتدت بشكل مصغر عن سوريا، وقد يلجأ الاحتلال للترانسفير وإن كانت مستبعدة منطقيا وستعطي ردات فعل لا يتوقعها خصوصا مع تنامي الوعي الوطني وزيادة الاحتقان مع انسداد الأفق أمام الفلسطينيين وفكرة تسلح الشعوب عند انسداد الأفق ليست بالصعبة ولا المستحيلة وفي التجربتين الليبية والسورية شواهد واضحة. نحن نتحدث عن محتل يشكل الأمن هاجسه الأكبر، وحرصه على الحياة يفوق أي حرص، وبقاؤه متعلقا باستتباب الأمن وعدم الإخلال به، وهو يحاول إبقاء الأوضاع هادئة رغم أن تطرفه يطغى عليه ومتطرفيه يقودونه لنهايته الحتمية فلو كان يفكر بعقلانية لا بحقد وتطرف لما فعل أفاعيله الأخيرة من انتهاكات كمحاولة تقسيم الأقصى وعمليات حرق وإعدامات وما شابه، كلها نيران أشعلها هو وربما يشعل غيرها حتى يحترق بنيرانها فيخرب بيته بأيديه وأيدي أصحاب الحق وهذه حتمية لا مفر منها. ❍  @rdooan
«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...
تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...
ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...
قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...
في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...
النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...
عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...
ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...
مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...
قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...
في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...
إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...