عدد المقالات 41
سورةُ القدرِ.. من السور المكية المليئة باللطائف القرآنية، وسبب نزولها أن النبي -صلى اللهُ عليهِ وسلَّم- ذكر رجلاً من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر، فتعجب المسلمون من ذلك، فأنزل الله تعالى: «إنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ* تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ* سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ». والقارئ لهذه السورة يجد جملة من التأملات: إنها سورة القدر التي أنزلت في ليلة قال عنها اللهُ تعالى: «فيها يُفْرقُ كل أمرٍ حكيم»، ليلة حوت جملة من اللطائف، نجملها على النحو التالي: الأولى: قال الله تعالى: «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي ليلةِ القدرِ»، فهل المقصود أنزلنا القرآن كله في ليلة القدر أو بعضه، والله تعالى يقول: «شهرُ رَمَضَانَ الذي أُنْزِلَ فيه القرآنُ»، وليلة القدر من شهر رمضان؟ المفسرونَ اختلفوا، فمنهم من قَال إن بداية نزول القرآن كان في ليلة القدر، وظل يتتابع نزوله على النبي -صلى الله عليه وسلم- طيلة ثلاث وعشرين سنة، وقيل: بل نزل في اللوح المحفوظ، ثم وزع على النبي -صلى الله عليه وسلم- خلال دعوته. وبغض النظر عن الخلاف في المسألة، فالقرآن شرف هذه الليلة بنزوله فيها، سواءً كان مفرقاً أم جملة واحدة. الثانية: أن كلمة ما أدراك: لا تقال إلا للشيء العظيم، وإذا ذكرها القرآن فإنه يذكرها سؤالاً يجيب عنه، كما في هذه السورة التي سأل: «وَمَا أَدْرَاكَ مَا ليلةُ القدرِ»؟ لِيَكُونَ الجوابُ: «ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهر». أما «مَا يُدْرِيك» فإنها سؤال لا يجاب عنه، مثل قوله تعالى: «وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيب»؟ فأطلق السؤال ولم تكن الإجابة، لأن الله لم يطلع أحداً على موعد يوم القيامة كما هو معروف. الثالثة: لماذا قال تعالى: «تَنَزَّلُ الملائكةُ» وَلَيْسَ تَتَنَزَّلُ؟ جاء في آية أُخْرَى: «تَتَنَزَّل»، قالَ سُبحانَه (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ» (30) فصلت. علماء اللغة قالوا إن الزيادة في المبنى تعقبها زيادة في المعنى.. أي أنه كلما زادت حروف الكلمة كانت بها معاني إضافية. فالملائكة تنزل مرة واحدة في العام.. في ليلة القدر، لذا، أتت بصيغة «تَنَزَّلُ»، أما نزول الملائكة عند الاحتضار والموت، فيكون كل لحظة على مدار السنة، فَجاءت «تَنَزَّلُ» لأنها تفيد النزول مرة واحدة، أما «تَتَنَزَّلُ» فتفيد تكرار النزول. والخلاصة أننا أمام ليلة استثنائية، عظيمة الشأن والقدر، ونسأل الله تعالى أن يرفع فيها قدرنا، وييسر أمرنا. والسلام عليكم ورحمة الله.
رمضان تستلزمه مفردات مثل الفطور والسحور والإمساك والاعتكاف والصوم، وغيرها من مفردات جاء ذكرها في معاجم اللغة التي حاولت على مرّ العصور أن تؤرخ لمفردات اللغة العربية، فجاءت جميعا بينها قدر من الاشتراك في توارد...
لطيفة اليومِ عن قولِه تعالى: «قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)» الأنعام. في هذه الآية لاحظَ المفسرون أنها خُتِمَتْ بقولِه: «وَأَنَا أَوَّلُ...
في سورة الضحى نقرأ: «والضحى والليل إذا سجى» لماذا اختار الله لفظ «سجى» وما معناها؟ وما الفرق بين هذه الآية وقوله تعالى: «والليل إذا يغشى»، وقوله تعالى: «والليل إذا يسرِ»؟ هذه اللطيفة كي نفهمها علينا...
لطيفة اليوم ننقلها لكم من حديث القرآن عن الجنة. نرى فيها مشهداً صوّره القرآن أجمل تصوير. إنه مشهد أهل الجنة حين يطوف عليهم الولدان والغلمان بالأكواب والأباريق، غلمان كأنهم لؤلؤ مكنون، وولدان إذا رأيتهم حسبتهم...
من المواطن المتشابهة في القرآن الكريم، وصف اليوم بأنه عقيم أو عبوس أو ثقيل. وحول هذه المواطن يكون هذا المقال. فأما وصف اليوم بالعقيم، فجاء في قول الله تعالى: (أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ) [الحج:...
** اليومَ نتأملُ سورتين منَ القرآنِ نزلتَا معًا.. سورتانِ قال عنهما رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: "أُنْزِلَتْ عَليَّ اللَّيْلَة آيَاتٌ لَمْ أَرَ مِثْلَهُنَّ قَطُّ: "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ". ولهذا سُميتِ...
من المتشابهات القرآنية أننا نقرأ أحياناً: (ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، ونقرأ أيضاً: (ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). فما الفرق بينهما؟ وردت (ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) ست مرات في القرآن الكريم، ووردت (ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) ست مرات، ووردت...
** عندما نتأملُ قولَه تعالى: (إذا جاءَ نصرُ الله والفتح) نتساءل: لماذا لم يقل إذا أتى نصر الله والفتح؟ ما الفرق بين جاء وأتى في الاستعمال القرآني؟ هنا لطيفة، نبَّه إليها أهل اللغة والتفسير، حيث...
أحياناً يختلط على القارئ أن يقول هذا أو ذلك، وفي هذا المقال نبيّن دقة التعبير القرآني في التعبير بأسماء الإشارة، فمثلاً قوله تعالى: «ذلك الكتاب لا ريب فيه»، يمكن التعبير عنها بصور كثيرة، ولكن القرآن...
اليوم نتأمل سورة نزلت وحولها سبعون ألف ملك، قال عنها سيدنا عمر إنها من نجائب القرآن. إننا اليوم نتأمل الآية الأولى من سورة الأنعام. قال تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ..)...
من المتشابهات في القرآن أن يأتي اللفظ واحداً ويختلف المعنى، ونمثل على ذلك بمركب (أمر الله) والفعل (عزم). يقول تعالى: (فإذا جاء أمر الله قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون) غافر: 78، وقوله تعالى: (جاء أمر...
نقرأ اليوم بعض اللطائف في قصة ذي القرنين، حيث طلب منه الناس أن يصنع لهم سداً، لكنه قال لهم إنه سيصنع لهم ردماً... (قَالُوا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ...