alsharq

رضوان الأخرس

عدد المقالات 168

مجزرة بالخطأ.. آخر تخرصات الدعاية الإسرائيلية!

18 نوفمبر 2019 , 02:29ص

إذا ما استعرضنا فظائع الاحتلال الإسرائيلي خلال فترة عدوانه على قطاع غزة عام 2014 فقط، وليس سجله الدموي ضد الفلسطينيين منذ نشأته، نجده نفذ عشرات المجازر ضد أسر فلسطينية استهدفها داخل منازلها، بل دمر المنازل على رؤوس أصحابها. كانت مجازر الاحتلال كثيرة وقت الفجر، وقت السكون، الوقت الذي يكون فيه جميع أفراد العائلة، حسب العادة، في المنزل نائمين مطمئنين، وكذلك وقت الإفطار في رمضان، حيث تكون العائلة مجتمعة حول المائدة، وهنا دلالة واضحة على تعمّد الاحتلال استهداف أوقات التجمع، فيكون عدد الضحايا أكبر ما يمكن. تفيد الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في فلسطين أنه خلال عدوان الاحتلال في عام 2014 بلغ عدد المجازر التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسر الفلسطينية 144 مجزرة، فقدت كل أسرة منها 3 أفراد على الأقل، و»93» أسرة مسحت من السجل المدني بالكامل. في حيِّنا الصغير، في مساحة أقل من كيلو متر مربع، استشهد العشرات من الجيران، بينهم عوائل كاملة؛ الأم، والأب، والأبناء، وأقارب آخرون بين شهداء وجرحى، فقد استهدف الاحتلال أكثر من بناية سكنية، وأكثر من تجمع للسكان، وأيضاً كانت أكثر الاستهدافات وقت الفجر!. وانتشرت في بيوت غزة حينها بين الصغار والكبار عبارات مثل: «خلينا ننام في غرفة واحدة عشان إذا استشهدنا نستشهد مع بعض.. وإذا عشنا نعيش مع بعض». يدرك الجميع ببساطة غير محكية أن الجرح لا يشعر به الشهيد بعد استشهاده إنما يشعر به أحبته، والرصاص لا يوجع الشهداء بقدر ما يوجع قلوب أحبتهم، لذا فهم يكرهون الفراق وليس الشهادة، وإن كانت الحياة بالنسبة لهم شيئاً ثميناً، فليسوا طلاب موت إنما الموت هو الذي يطلبهم. الاحتلال لم يترك لهؤلاء الناس فرصة لحياة كريمة وهو يحاصرهم منذ سنوات طويلة، ويمنع عنهم أبسط مقومات الحياة، ويشنّ عليهم العدوان تلو العدوان من حين لآخر. يتباهى الاحتلال من حين لآخر بحجم التكنولوجيا والتقنية العسكرية والأمنية التي توصل لها، بل إن نتنياهو قال في تصريحاته الأخيرة الموجهة للمقاومين: «يعلمون أننا نستطيع أن نصل إلى مخابئهم بدقة جراحية»، وقال أيضاً: «نستطيع أن نصل إلى كل واحد منهم حتى في سريره». إن كان للاحتلال كل هذه القدرات التقنية و»الدقة الجراحية»، ثم يأتي بعد ذلك ليقول عن المجزرة الأخيرة التي ارتكبها بحق آل السواركة وسط قطاع غزة إنها «حدثت بالخطأ»، فنحن أمام تخرّص صارخ واستخفاف بعقول الناس. ليست هذه المجزرة الأولى ولن تكون الأخيرة، فماذا عن بقية المجازر السابقة أو اللاحقة؟ لكن علينا أن ندرك أنه ما كان ليعترف هنا بذلك لولا انكشاف جريمته وضعف حجته أمام العالم، ومن هنا تنبع أهمية التركيز على مثل هذه القضايا والأحداث وتوثيقها، فالاحتلال ارتكب في السابق مجازر أبشع وأفظع ما زال يتنكر لها وينكرها ويخفيها، ويعمل ما استطاع على طمسها، وقد أولى مهمة طمسها أهمية عالية، وأوكلها لجهاز «ملماب» السري. وحتى لا ننسى ونحن نتعامل مع التفاصيل، أن الاحتلال في أصله غير شرعي، فكل ما يصدر عنه غير شرعي، سواء كان مجزرة أو استهدافاً أو اغتيالاً أو اعتقالاً، بحق شاب، أو طفل، أو عائلة، أو فتاة، أو رجل، كله غير شرعي، وأستصعب في نفسي التركيز فقط على الضحايا من الأطفال والنساء، رغم استحقاقهم التعاطف والاهتمام وإهمال الشباب والرجال، فكلهم مظلومون ومضطهدون ما دام الاحتلال جاثماً على أرضهم. نعم هناك مشكلة متعلقة بسلوك الاحتلال، لكنها لا تنسينا مشكلة أصل الاحتلال، إلا أنني ألحظ أن كثيرين تغرقهم التفاصيل على حساب القضية الأساسية، وهو ما يجب أن يسترعي الانتباه والتركيز.

«الضمّ» الإسرائيلي.. أبعاد وتداعيات

«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...

فلسطين.. أولويات ضائعة في مرحلة حرجة

تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...

في ذكرى النكسة.. هل ينسى العربي جرحه؟

ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...

عباس.. «إلغاء اتفاقيات» أم هروب من استحقاقات؟

قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...

«الضمّ».. فصل من فصول النكبة

في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...

النكبة والندبة!

النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...

أحاديث التطبيع من مضامين الصفقة!

عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...

هل يأكل «النظام العالمي» نفسه؟

ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...

شذرات في وقت التيه والقلق

مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...

صفقة القرن وعبث الاتهامات!

قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...

لا تيأس.. فلسطين باقية!

في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...

الازدواجية العمياء وانتقاص العاملين!

إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...