


عدد المقالات 205
«الذاكرة، مخطوطة الروح» قالها أرسطو، وذاكرة الإنسانية هي أثر الإنسان من لغات وفن وأدب وعلم واختراعات واكتشافات وحروب وفتوحات ومؤامرات، وفي جعل الموجود قيماً والقادم أفضل، وأهم ذكريات الإنسانية، وما ساهمت في العديد من ذكرياتها في كثير من الأحيان هي اللغة، التي قدر على أسمائها الإنسان وعجز عنها الملائكة. تبقى في ذاكرة الإنسانية جميع اللغات المعروفة وغير المعروفة والحاضرة والمنقرضة والصعبة والسهلة، أما ذاكرة الإنسان فلا يوجد فيها سوى اللغات الحالة المتطورة عبر الأزمان حتى اليوم الحاضر، ونفس هذه اللغات يوجد فيها اللؤم والخداع والمرض والجشع، كما يوجد فيها الطيب، وحسن الظن، والصحة، والكرم، وملايين الملايين من المفردات الأخرى التي قد يتطور بعضها وقد ينقرض بعضها الآخر، ما عدا كلمات لا يزيد عددها عن أصابع اليد الواحدة هي الخير والشر والحب، والحياة، والموت. تطور اللغة وتغيرها وحتى تلحينها أمر لازم، لأن التغيير سنة من سنن الحياة، واللغة جزء منها، لأنها وحدها كائن حي، يحيا عندما يُوجد، ويكبر عندما يتطور، ويموت عندما ينقرض. تطور اللغة أمر مهم لأنها قد لا تتطور إلى الأحسن بل قد تنحدر إلى الأسوأ، وبالتالي ترسخ في ذاكرة الإنسان ومنها إلى ذاكرة الإنسانية، وما أقصده هنا هو الاستخدام اليومي للغة بطريقة معينة مما يجعلها الطريقة الفصيحة -وليس بالضرورة الصحيحة- للتحدث بهذه اللغة، فتتجذر في الأجيال القادمة من متكلمي اللغة نفسها، فيقول العرب إسرائيل بدل فلسطين المحتلة، ويقولون الجهاديون بدل المتطرفين، أو الإسلاميون بدل الإرهابيين، وهكذا. هذه الكلمات والمفردات التي يتم ترديدها لغواً وخطأً وبلا حساب من قبل مثقفين وغير مثقفين في وسائل التواصل والنشر المختلفة تعلق، كما تعلق شوائب الهواء من غازات في الغيوم، ومع كثرة ترديدها يتم الخلط بين الصحيح والخاطئ منها، وبين أصل الفرع وفرع الأصل، وبين بعض الكل وكل البعض، وبين هذه الكلمة وتلك يتربى جيل يتشرب هذه الكلمات ويراها صواباً لا يأتيها باطل لا من فوقها ولا من تحتها، ومن ذلك تتطور اللغة ويرسخ تطورها في ذاكرة الإنسان والإنسانية. من أقل واجباتنا أن نحافظ على لغتنا التي ستقوم بتربية أجيالنا على الصحيح والخاطئ. من أقل واجباتنا ألا ننسى.
تمت مشاركة كثير من الصور في الأيام الماضية عبر تطبيق «FaceApp»، الذي يحوّل صورة الشخص رقمياً إلى صورته بعد تقدّمه في السن. الجميع يريد أن يتخيل شكله بعد أن تجتاحه الشيخوخة، وأن ينهكه العمر، وأن...
الأخطار التي واجهت أجيال أجدادنا وأجداد أجدادنا، ماتت معهم. لا أحد يخاف اليوم من الموت لارتفاع حرارة جسده أو لعدم إمكانية وصول الطبيب أو الدواء إليه. المخاوف والأمراض التي هددت تلك الأجيال لم تعد تهددنا...
أين ذهب الوقت؟ في أي مدى تمددت الساعات والدقائق، وتركتنا وحدنا نعد الأيام والأسابيع بل والسنين؟ الإنسان يربط نفسه بنفسه بأفكار الفناء والخلود، يعيش وكأنه لن يذوق الموت، ليموت دون أن يعرف الحياة، مسلسل الدمية...
شاهدت مؤخراً «Manhunt: Unabomber»، وهو مسلسل مبنٍ على أحداث حقيقية. وتمحورت القصة حول محاولة مكتب التحقيقات الفيدرالية في الولايات المتحدة الأميركية (FBI)، الإمساك بأحد أكبر المجرمين الذي أرهبوا الولايات المتحدة الأميركية في أواخر القرن الماضي،...
الأمور التي لم يخبرك بها والداك عن الحياة، كثيرة. فعلوا ذلك إما لعدم معرفتهم بها ولعدم إلمامهم بكل الجوانب أو حماية للأبناء أو غفلة منهم أو ما عدا ذلك من الأسباب المختلفة التي نقنع أنفسنا...
في كرة القدم تُعتبر حركة التسلل هدفاً محققاً في معظم الأحيان، تكالبت عليه الأنظمة والقوانين والحكم والجمهور، أو على الأقل نصفهم. ما أكثر الأهداف التي يعتبرها الحكام حركات تسلل، وبعضها في حقيقتها غير مستحقة، أي...
انتشرت في الآونة الأخيرة بعض النكات والتعليقات حول الشعوب الخليجية في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، والتي خصت بعض تصرفاتهم الظريفة والغريبة، وغيرها من التصرفات التي تميزهم. ولكن المثير والمضحك حول هذه التعليقات هي الإشارة غير...
هناك أمور يجب على أي انسان أن يحافظ عليها ويحترمها في نظري، أهمها: الماء والوقت. فإن أضعت الماء، أضعت حياتك، وإن أهملت الوقت، أهملت روحك. قد يبدو الماء والوقت للوهلة الأولى بلا أية قواسم مشتركة،...
شهدنا خلال الأسابيع الماضية أفعال «داعش» الفظيعة على أرض الواقع، في تفجير مسجد الإمام الصادق في الكويت، وفي تفجيرات تونس وفرنسا ومصر وغيرها من الدول، وشاهدنا أيضاً أفعالهم أو سيناريو مقارباً لها على التلفاز في...
أحاول أن أتحكم في وقتي قدر استطاعتي، وبما أننا في عصر الإنترنت والمواقع الإلكترونية وتطبيقات التواصل الاجتماعي، يتوفر لنا هذا الرفاه عبر مواقع كـ «يوتيوب»، فبدل أن أنتظر برنامجاً أو أرتب جدولاً يومياً أو شهرياً...
كان قد بدأ «سناب شات» التطبيق الإلكتروني الواصل بين الأصدقاء والغرباء، طريقه على استحياء في 2011، حيث كان مستخدموه يتفاعلون فيه عبر إرسال الصور ومقاطع الفيديو القصيرة إلى أصدقائهم المقربين فقط، ثم تضاعفت أعداد مستخدمي...
لم يكن مقالي الأخير يوم الخميس الماضي بعنوان «زاوية للدعاية والإعلان» إلا دعاية لمقالي هذا، والذي سأفتتحه بسؤال: كيف يمكنك أن تعلن أو تقوم بعمل دعاية جذابة لنفسك بالمجان؟ يجب أن أوضح أمرين قبل أن...