alsharq

رضوان الأخرس

عدد المقالات 168

«أوسلو» و«صفقة القرن».. بداية ونتائج!

17 يونيو 2019 , 03:22ص

من الناحية النظرية، يمكن القول إن «أوسلو» -مساراً ومشروعاً سياسياً- متضرر أساسي ورئيسي من مؤتمر البحرين وما يُسمى «صفقة القرن» على المدى القريب؛ بل تُعدّ هذه المساعي ضربة قاصمة لمشروع «أوسلو» ومهندسيه من الجانب الفلسطيني. وإن شككنا في الأهلية الوطنية لمتبني أوسلو من الفلسطينيين، يمكن القول إن «صفقة القرن» تأتي مع «أوسلو» في نسق ومسار واحد، والشركاء في البداية على الأقل يتحملون جزءاً كبيراً من المسؤولية عن النتائج وربما شركاء فيها. الاحتلال قتل «أوسلو»، وهذا باعتراف أصحاب مسار «أوسلو» من الفلسطينيين، ومنهم أحمد قريع وصائب عريقات؛ بل بات -كما هو معلن- لا يعير اهتماماً لقادة السلطة الذين دعموا المسار وساروا فيه، ولا يرى فيهم شركاء مناسبين رغم كل ما قدّموه وما فعلوه، ورغم مشروع التنسيق الأمني الذي لا يزال قائماً ويستفيد منه الاحتلال. وبسعيه لضم الضفة وتوسّعه الاستيطاني بها واستباحته اليومية لمدنها وقراها، يهدم الاحتلال فعلياً مكانة السلطة وقيمتها وسيطرتها، وإن كانت السيطرة أو السيادة نسبية، وهو ما يمثّل نهاية لما يُسمى «حلم الدولة الفلسطينية». حلم كان في مخيّلة أصحابه من قادة وأقطاب سلطة عباس أنه ممكن من خلال مسار «التسوية» والهرولة نحو الاحتلال، وكأن الذي حصل عليه الاحتلال بالبارود والنار سيعيده فقط بالمفاوضات والحوار! حلمهم هذا ينهار، وإن كنت أراه مجرد حلم لنائمين، ينبغي عليهم ومن باب أقل القليل -إن كانوا صادقين- أن يعتذروا للشعب عن ربع قرن من الزمان أمضوه في هذا المسار الفاشل، وعليهم أن يتنحوا عن الساحة ويدفنوا مشروعهم بعد أن اعترفوا هم بموته. أما محاولات إنعاشه أو الاستمرار فيه، فهي مجرد تضليل ودجل يُمارس على الناس؛ فكل محاولات الإنعاش -ولو استمرت سنوات- لا يمكن أن تعيد ميتاً إلى الحياة. ليت الأمر يقف عند ذلك؛ فالبعض وكأنه لم يرَ فشل مسار «أوسلو» وخياراته، فيسعى من جديد للبدء في مسار مشابه أو المضيّ في البدايات ذاتها التي بدأ منها وفيها المسار، متوقعاً نتائج مختلفة، مع أن الاحتلال هو ذاته بصفته وصفاته! البعض يجد في المسار الميت فرصة للبقاء داخل المعادلة الفلسطينية مستفيداً من المنصب والامتيازات دونما تحمّل أي مخاطرة؛ فالاحتلال بكل تأكيد لن يزعجه أو يخيفه العمل مع أشخاص يتبنون مشروعاً ميتاً لا يوجد فيه تأثير حقيقي على بقائه وتمدّده. لا تعدو بعض الاعتراضات الرسمية على مشاريع التصفية ومسار «صفقة القرن» كونها مجرد تفريغ لحالات الغضب واحتواء للانفعالات الشعبية بإظهار حالة رفض رسمية تتناغم مع المزاج الشعبي وتُشعر الناس بوجود من يتبنى نيابة عنهم التصدي لتلك المخططات. إلا أن مسار التصفية الحالي يمضي على الأرض كما هو مرسوم له حتى هذه اللحظة، ومن يعارضونه من أصحاب السلطة لا يفعلون شيئاً سوى ما يقدّمونه من تصريحات إعلامية لا تغيّر شيئاً على الأرض. رغم الواقع الصعب والتحديات الصعبة والمصيرية التي تعيشها القضية، تبقى لفلسطين حيوية خاصة؛ فهي كالإيمان تزيد وتنقص في نفوس الناس؛ لكنها لا تنتهي ما دام الإيمان بوعد الله باقياً.

«الضمّ» الإسرائيلي.. أبعاد وتداعيات

«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...

فلسطين.. أولويات ضائعة في مرحلة حرجة

تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...

في ذكرى النكسة.. هل ينسى العربي جرحه؟

ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...

عباس.. «إلغاء اتفاقيات» أم هروب من استحقاقات؟

قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...

«الضمّ».. فصل من فصول النكبة

في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...

النكبة والندبة!

النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...

أحاديث التطبيع من مضامين الصفقة!

عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...

هل يأكل «النظام العالمي» نفسه؟

ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...

شذرات في وقت التيه والقلق

مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...

صفقة القرن وعبث الاتهامات!

قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...

لا تيأس.. فلسطين باقية!

في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...

الازدواجية العمياء وانتقاص العاملين!

إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...