عدد المقالات 188
ربما لا يعرف الكثير من القراء أن مصطلح داعش الذي أطلق على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، هو مصطلح ساخر أطقه أحد نشطاء الثورة السورية على هذا التنظيم, بعد أن بدأت عمليات التنظيم تأخذ منحى يصب في خدمة نظام بشار الأسد, وليس الثورة السورية التي انطلقت قبل نحو ثلاثة أعوام لإسقاط واحد من أكثر الأنظمة استبدادا وديكتاتورية في العالم. ساخر عراقي آخر رد على نظيرة السوري بإطلاق مصطلح ماعش على التنظيم، وهو مصطلح وفقا لما فسره هذا الناشط العراقي «ميليشيات إيران في العراق والشام» معللا ذلك بـأن هذا التنظيم، الدولة الإسلامية، ما هو إلا ذراع إيرانية تقوم بعمليات تستهدف بالدرجة الأساس الإضرار بكل تحرك ثوري, سواء في العراق أو سوريا خدمة لأنظمة عميلة لإيران في بغداد ودمشق. وبعيدا عن سخريات الساخرين، والتي هي في نهاية المطاف تعبير عن رفض واقع بات مريرا, سواء في سوريا أو في العراق، إلا أن الحديث عن داعش هذه الأيام يطغى على أي حديث، فعملياتهم في سوريا باتت تستهدف بالدرجة الأولى الجبهة الإسلامية وجيش المجاهدين والائتلاف الوطني السوري والجيش الحر، وفي العراق يسعى هؤلاء لإدارة ملف المعارك في الأنبار بطريقة لا يبدو أنها تخدم أهل الأنبار بقدر ما تخدم حكومة نوري المالكي التي تنكل بشعب الأنبار. سأسرد هنا بعضا مما عشته كإعلامي، عن تنظيم القاعدة الذي دخل العراق عقب الاحتلال الأميركي، لأنني أشعر أن الحاجة لمثل هذه الأشياء باتت ضرورة في ظل مساع يقوم بها هذا التنظيم لسحب البساط من تحت ثوار العشائر في الأنبار، مدعومين بإعلام عربي وغربي، لا يعرف إلا أن يكبر ويضخم من هذا التنظيم، حتى إن بعضا من تلك الوسائل لم تتكرم ولو لمرة واحدة بذكر المعارك التي دارت بين عشائر الأنبار وقوات نوري المالكي. في العام 2003، دخلت أولى عناصر القاعدة إلى العراق, وتحديدا في المناطق الكردية، ومنها تسللت إلى الموصل، وبعد ذلك انتشرت في عموم العراق, خاصة المناطق السنية التي وجدت في هذا التنظيم انسجاما مع المقاومة التي انبثقت في العراق عقب الاحتلال، وكان التنظيم في أول ظهور له، أطلق على نفسه تنظيم التوحيد والجهاد، قبل أن يبايع الزرقاوي أسامة بن لادن ليتحول إلى تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين. لن أسهب طويلا في ذكر تاريخية هذا التنظيم في العراق على أهميته، ولكن أذكر أنه في العام 2008 وفي حوار لي مع الشيخ حارث الضاري, الأمين العام لهيئة علماء المسلمين نشر على صفحات «العرب» الغراء، سألته عن القاعدة، فقال: أول عامين كان تنظيم القاعدة في العراق تنظيما جهاديا لا غبار عليه، وبعد ذلك اخترق. وعلى ذكر الاختراق، نشرت المخابرات العراقية التي أسسها الأميركان عقب الاحتلال بقيادة الضابط عبدالله الشهواني الذي استقال فيما بعد، وثائق تتحدث عن معسكرات إيرانية لتدريب عناصر القاعدة على الحدود العراقية الإيرانية قرب ديالى، كما نشر الجهاز وثائق عن وجود أذرع إيرانية وأخرى سورية لإدارة القاعدة، وهو ما عرف فيما بعد بالقاعدة الإيرانية والقاعدة السورية. رفع التنظيم حدة المواجهة مع العديد من الجبهات, ولعل واحدة من تلك الجبهات الجبهة السنية التي شكلت حاضنة لهذا التنظيم، فبدأ بعمليات قتل عناصر الشرطة المحلية في المناطق السنية، ثم استهدف بعض الساسة ممن شاركوا بالعملية السياسية، ثم بدأ باستهداف العلماء والمشايخ ممن لا ينسجمون مع منهج التنظيم، فقتل على يدهم الداعية الموصلي عمر الصيدلي في العام 2005, وبعدها توالت الاغتيالات لتمتد إلى إياد العزي أول معتصم عراقي يوم أن نصب خيمة على مشارف أبوغريب للمطالبة بإطلاق سراح السجناء، والداعية الذي كانت له صولات وجولات في سوح المقاومة وأيضا على منابر الخطابة، ثم جرى اغتيال حمامة مساجد بغداد الشيخ مهند العزاوي، وكل ذلك تحت يافطة المشاركة بالعملية السياسية، والقائمة هنا تطول. عندما اشتعلت الأرض تحت أقدام الغزاة الأميركان عقب الاحتلال، وبينما كانت المقاومة العراقية منشغلة بمقارعة هذا الاحتلال، وبعد مقتل الزرقاوي، أعلن خليفته أبوبكر البغدادي أنه أمير للمؤمنين، في ولاية العراق، وطالب تلك الفصائل المسلحة المنشغلة بمقارعة الأميركان بمبايعته، وبعد أن رفضت العديد من تلك الفصائل، حصلت مواجهات بين التنظيم والجيش الإسلامي مثلا، كما حصلت مواجهات مع كتائب ثورة العشرين المقربة من هيئة علماء المسلمين, وفيها قتل الشيخ ظاهر الضاري أحد قادة الكتائب. لا أشك أن هذا التنظيم، سواء أكان داعش أو ماعش، يضم بين دفتيه صادقين، وأنهم قادرون على أن يقلبوا المعادلة في أي نزال يدخلونه، غير أنني لا أشك أيضا أنهم بهذا الفكر الذي يرفض الآخر -والآخر هنا ليس شيعيا أو نصرانيا أو يهوديا وإنما سني مثلهم- لا يخدمون أحدا سوى أعدائهم. وأيضا لا أشك أن هذا التنظيم مخترق من قبل إيران, وأيضا أطراف عربية وإقليمية وحتى دولية أخرى، ليحولوه إلى شماعة جاهزة لتنفيذ أغراضهم وقت الحاجة، أمور لا يبدو أن الكثير من الصادقين في هذا التنظيم يفطنون إليها. كلمة أخيرة لأهل الأنبار، لا يجب أن ترتفع راية في معارككم ضد المالكي سوى راية عشائركم الكريمة، ولا يجب أن تتركوا أية ثغرة ينفذ منها أعداؤكم, وأولها ما يرددونه عن وجود هذا التنظيم.
في خبر ربما لم يتوقف عنده الكثيرون، أكد مصدر من ميليشيا «السلام» التابعة لمقتدى الصدر توصلهم إلى اتفاق مع «وزارة الدفاع» العراقية يقتضي بتمويل نشاطاتهم ودفع رواتب مقاتليهم عن طريق غنائمهم من المناطق الحاضنة لتنظيم...
لا يبدو من المنطقي والمبرر والواقعي أن تحشد أميركا 40 دولة معها من أجل ضرب مجموعة مقاتلة تنتشر بين العراق وسوريا، تحت أي مبرر أو مسوغ، فعدد المقاتلين وفقا لتقديرات الاستخبارات الأميركية لا يصل بأحسن...
نعم ضاعت صنعاء، ووصلت اليد الإيرانية الفارسية التي تحسن التخطيط إلى اليمن، واستولت جماعة الحوثي على اليمن، وباتت خاصرة شبه الجزيرة العربية وجنوبها بيد أنصار الله، أتباع الولي الفقيه في طهران، وصحا الخليج العربي على...
هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...
هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...
في زمن قياسي، أعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي المكلف ليلة الاثنين، حكومته التي لم يطل انتظارها، كما كان الحال مع حكومة نوري المالكي السابقة التي احتاجت إلى عشرة أشهر وولدت بعد مخاض عسير وبولادة...
ربما لم يمر سُنة العراق بحالة من الحيرة والضيق السياسي كما يعيشونها اليوم، فهم ما بين مطرقة الموت الإيرانية ممثلة بحكومة بغداد وميلشياتها، وما بين سكين الضغوط الدولية التي تمارسها عليهم أطراف دولية بغية المشاركة...
انتفض العالم وتعالى صراخه بعد أن وزع تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية منشورات طالب فيها مسيحيي مدينة الموصل بمغادرة المدينة بعد أن رفضوا اعتناق الإسـلام أو دفع الجزية البالغة 80 دولارا للفرد البالغ سنويا، مع...
أشبه ما يكون بالمسرحية، دخل نواب الكتل البرلمانية، مع غيابات هنا أو هناك، إلى قبة برلمان لم يكن في يوم من الأيام فاعلا أو مؤثرا بقدر ما كان سببا للمشاكل والأزمات، وبعد شد وجذب، مع...
تتناول العديد من التقارير الغربية والعربية مآلات الأزمة العراقية وتضع العديد من السيناريوهات للأزمة والتي لا يصح بأي حال من ربطها بما جرى في العاشر من يونيو الماضي بعد أن سيطر مسلحون على العديد من...
لا يبدو أن الأزمة العراقية الأخيرة عقب سيطرة المسلحين على أجزاء واسعة من البلاد ستجد لها حلا قريباً في الأفق، فهي وإن كان البعض يعتقد بأنها ستنتهي فور الانتهاء من تسمية رئيس جديد للحكومة خلفاً...
نحو أسبوعين منذ أن اندلعت الثورة العراقية الكبرى والتي بدأت بمحافظة الموصل شمال العراق، ووصلت لتقف عند أبواب العاصمة بغداد في حركة يمكن قراءتها على أنها محاولة من قبل الثوار لإعطاء الحل السياسي فرصة للتحرك،...