


عدد المقالات 191
اشتاق دائما للتعبير عن خواطري خاصة عندما أشهد أحداثا مجتمعية يومية، فيكون لدي الرغبة في التعبير إما بالدفاع أو برفض مبدأ ما. أعود لكم في هذا الأسبوع باستغراب وتعجب من الرجل القطري!! قد يبدو الموضوع بسيطا جدا لدى الكثير، قد يكون في السابق مندرجا تحت ما هو «عيب» والآن أصبح «عادي»، «ما فيها شي» و «شغل». قواعد الأخلاق والعادات والتقاليد التي كانت توزع بالسابق على الأجانب السياح أو رجال الأعمال القادمين من بلدان أخرى عن طريق المنشورات والكتيبات، أعتقد أنه يجب أن توزع على المواطن القطري تذكيرا بالقواعد التي من المفترض أن يكون على دراية بها للتعامل، ليس فقط مع الأجانب بل أيضاً مع المواطنين «البعض ممن شهدت لهم مواقف، وليس الجميع». لا أدري لماذا التغيير الجذري الذي طرأ علينا فور تعرضنا للعولمة والسوق العالمية. لماذا لا نقبل التغيير الذي نراه مناسبا ومتوافقا مع تقاليدنا وبالوقت نفسه نواكب العصر الجديد؟ دعوني أتحدث أكثر عن موضوع العادات والتقاليد التي اختلطت مع الشريعة الإسلامية في منطقة الخليج، إذا نظرنا من البداية على الخليج العربي من ناحية الصفات السائدة عليه، فنستطيع القول إنها كانت قوانين الصحراء، مثل هذه القوانين كانت نتاج الأمور الحياتية، القبلية وأيضاً المنازعات المستمرة في المنطقة للحصول على القوه والنفوذ. فإذا قوانين الصحراء ترتبط ارتباطا شاملا بالحياة الاجتماعية، الأخلاقيات وما يرتبط بها من أمور أخرى، نقف لحظة عند قوانين الصحراء ونغض النظر عن المعنى أو التفسير أو حتى تاريخ نشأتها، ونضع في عين الاعتبار إن وجدت قيم وأمور تميز المنطقة عن البقية من بين الأمور التي يفترض أن تكبر معنا ولا تتغير فإن تغيرت فمرحبا بجيل ليس بقطري ولا خليجي بل متحضر متلبس حلة جديدة. بالطبع مع اندماج ونهوض الإسلام في الخليج اختلطت كل من قوانين الصحراء مع الشريعة الإسلامية، أصبح من الصعب التمييز بما هو حلال أو حرام، «عيب» أو «عادي»... إلخ. الفكرة من شرح كل هذه الأمور أننا نحن كمواطنين قطريين، معترفون بقواعد الأخلاقيات ما بيننا بالطبع وليست بجديدة علينا. أخصص الموضوع أكثر بالحديث عن المصافحة، فلنفترض أن زائرا أجنبيا قدم إلى البلاد على غير دراية بقواعد الأخلاق الخاصة بالمنطقة، فمن الطبيعي أن موضوع مصافحة الجنسين من القطريين والقطريات أمر طبيعي بل روتيني بالنسبة له، كنوع من أخلاقيات مكانه. أود التذكير مرة أخرى أنني لا أتطرق لموضوع الحلال والحرام كما ذكرت لكم قضية اختلاط القوانين، ولكنني أتحدث عن قواعد الأخلاق المعترف بها والسائدة في البلاد بالأخص ما بين المجتمع بغض النظر ما إذا كانت مرغوبا فيها أو لا. نرجع مرة أخرى للأجنبي، ردة فعل القطرية بالغالب سيكون الرفض بالسلام! فبالتالي يبدأ الأجنبي بمصافحة من هم غير القطريات. وهناك من يقبل الموضوع من باب العمل ومن باب السلوكيات في العمل. ولكن نتكلم عن الأغلبية من القطريات اللاتي يرفضن السلام على الأجنبي أو القطري من غير المحارم، فأصبح كنوع من الاعتراف بين المجتمع. استوقفني موقفان مع مديرين قطريين ذوي خبرات لا تقتصر على سنة أو سنتين، بالإضافة إلى كونهم قطريين «منا وفينا»، كنت حاضرة اجتماعا مع فريق العمل لأحدهما في حين مد يده للمصافحة مع البقية، اعتذرت عن نفسي أني لا أصافح. حضرت اجتماعا آخر مع مدير ثان ونفس الحال. تفكرت بالموضوع لفترة طويلة جدا، حاولت أن أضع أكثر من مبرر للموضوع مقارنة مع كيف كان مجتمعي سابقا، اكتشفت أن القطري «البعض منهم» بدا يعامل الجميع بتساو ومن باب العمل. للأسف أصبح موضوع لبسي لعباية تقليدية لا يكفي لأبرز أن لدي قيما واعترافات كبقية الدول الأخرى للمصافحة. المحزن أن عبايتي التقليدية أصبحت لا تكفي للرجل أو المدير القطري، «لا تكفي للقطري أيضا!» هل عيني كانت زرقاء اللون مثلا؟! أم شعري كان أشقر ذهبيا مما أدى إلى الشك بأني لست قطرية؟! لا أدري!! هناك من لا يمنع المصافحة من النساء، ولكن عند مبادرتها بذلك، فمثل ما ذكرت موضوع المصافحة ليس بالقضية الخطيرة في المجتمع أكثر من كونها حساسة بالتعامل مع المرأة القطرية ونستطيع أن نقارن المعاملة تقريبا مع بداية 1995 إلى الآن، حين كانت المرأة القطرية مكتفية بالعمل والتعامل مع الفئة النسائية إلى أن ارتقت أكثر في مناصب مختلفة في الدولة. استوقفني الموقف لأني شعرت وكأنه بدأت المعاملة تكون أجنبية مقبولة عند الغرب ومفروضة علي أن أخطو بخطواتها كبرتوكول عقد الاجتماعات والتواصل الاجتماعي. بالنسبة لي أريد أن أبقى تلك القطرية الناجحة «بإذن الله»، وفي الوقت نفسه أصر على التزامي بمبادئ وقيم لا أرى دواعي تغييرها من أجل اجتماع ما. هكذا تربيت!
لست متأكدة ما إن كانت هذه نهاية ورقية لجريدة محلية؛ حيث يعي معها الكاتب لنهاية عموده الصحافي، أم أنها بداية جديدة بنقلة نوعية وارتقاء تكنولوجي يخلفه توديع للورق؛ إذ نحن في واقع ما بين المرحلتين:...
تصوّر لو أن المشاعر ما زالت مسطّرة بين أوراق كتب، أو ورق بردي أو حتى على قطع جلد دار عليه الدهر، تخيّل لو كان الغناء طرباً ذهنياً، وكانت الحكايات قصصاً على ورق، حين تتيح لك...
أن يمر العالم بقحط ثقافي، فهذا ليس بأمر عادي، فتبعاته كثيرة، ولكن لنعتبره في البداية أمراً وارداً في ظل الأزمات التي لم تكن في الحسبان، ولا تقف الأزمات عند السياسة، بل لاحظنا وبمرارة كيف للأمراض...
عرس، احتفال، تجمع أو عزاء، مجمع، حديقة، مقهى وممشى، هل نحن قادرون على استيعاب صدمة لم تخطر على البال؟! مصطلحات اقشعررت منها شخصياً، قد تكون الفكرة واضحة بأن الأولوية ليست في التجمعات البشرية على قدر...
كما هو الحال الراهن، تظل مسألة انتشار فيروس «كوفيد 19» مستمرة، ولا يأس مع الحياة كما يقولون، حتى ولو زادت أعداد المصابين وتدرجت أعداد المتعافين، إذ إن الآلية مستمرة ما بين محكين، عند مواجهة الإصابة...
من أبرز ما يتم التركيز عليه في الوقت الراهن هو مفهوم الهوية الوطنية، وأدرك أنني بالتزامن قد أبتعد عن احتفالات يوم وطني، وقد تكون المسألة صحية في واقع الأمر عند تكرار أهمية المفهوم وغرسه بعيداً...
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أهمية أخذ الحيطة والحذر من انتشار فيروس «كورونا» بوتيرة سريعة، كما هو حاصل مع الأعداد المتزايدة لحاملي الفيروس في الشرق الأوسط. لم تصل الحالة إلى إنذار وبائي -لا قدّر الله-...
غير مستبعد أن يُتهم المثقف بأمراض شتى، أو كما أطلق عليها الباحث عبدالسلام زاقود "أوهام المثقفين"؛ حيث تؤدي إلى موته السريع. وتُعتبر الأوهام سبباً في تدنّي إمكانياته المخلصة وولائه الإصلاحي تجاه مجتمعه، فالمثقف ما إن...
ما يحدث في المجتمعات اليوم هو في الحقيقة إخلال في الحركات الكلاسيكية، أو لنقل في المنظور القديم الذي كان يقدّم نمطاً معيناً في تسيير أمور الحياة، وهذا ليس خطأ، إنما يُعدّ أمراً طبيعياً وسليماً، عندما...
وتستمر الاحتفالات والتوقيتات التي تتزامن مع احتفالات اليوم الوطني، ولا يسعنا في الحقيقة الحديث عن مواضيع بعيدة جداً عن مسألة نستذكرها بشكل أكبر خلال موسم الاحتفالات، ترتبط بالانتماء وتعزز من المفهوم الذي طالما كان محط...
«إن كل الناس مثقفون، لكن ليس لهم كلهم أن يؤدوا وظيفة المثقفين في المجتمع». نظرية سردها الفيلسوف السياسي أنتونيو غرامشي، حول مفهوم النخبة. ومن هنا سأحلل المقولة وأقول إن جميع الناس مثقفون بالتأكيد، فالثقافة لا...
في البداية، دعوني أعتذر منكم على غصة انتابتني من بعد قصة واقعية مؤلمة، تأثرت بها وأدخلتني في عوالم كثيرة وتساؤلات عميقة. فحتى من الأمثلة التي ستُذكر في هذا المقال لم تُستدرج في الرواية؛ إنما هي...