


عدد المقالات 12
في الوقت الذي تخلت فيه أغلبُ الأمم عن أخلاقها وقيمها وميراثها الحضاري، فإن الإسلام بقي عزيزاً شامخاً بأخلاقه التي يستقيها من أصوله ومصادره الراسخة، وثوابته التي لا تتزعزع. فكتابُ الله يحُثنا على ضرورة التحلي بالأخلاق الفاضلة الحميدة، يقول الحق سبحانه وتعالى واصفاً أخلاق نبينا محمد ﷺ {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]. ويوصينا في موضع آخر بوجوب التأسي بأخلاق النبي الكريم ﷺ وشمائله، فقال جل من قائل: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21]. وتُشير السنة النبوية المُطهرة إلى الأخلاق الإسلامية في أحاديث كثيرة، وذلك دليلٌ على فضلها وأهمية تطبيقها على نطاق الفرد والمجتمع، ففي الحديث الذي رواه عبدالله بن عمرو قال: (لَمْ يَكُنْ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَاحِشًا ولَا مُتَفَحِّشًا، وإنَّه كانَ يقولُ: إنَّ خِيَارَكُمْ أحَاسِنُكُمْ أخْلَاقًا) رواه البخاري. فالأخلاق الإسلامية هي أخلاقٌ يتحلى بها خيارُ الناسِ في الدنيا، يرِثون بها جنان الخُلدِ في الآخرة بفضل الله ورحمته، ومن حُسن الخُلق المعاملة، فهي من الأخلاق الفاضلة الكريمة، وهي أيضاً بريدُ القلوب وكنزٌ من كنوز الدنيا. ومن مؤشرات الرُّقي في التعامل التلطف واللين في معاملة الآخرين، والتبسم في وجوههم، والابتعاد عن الغلظة والجفوة في المعاملة، فقد أرشدنا ديننا الإسلامي وحثنا على حسن المعاملة بإخبارنا بما أعده اللهُ من أجر عظيم جزاء لمن عمل بها ابتغاءً لمرضاة الله، وطمعاً في الأجر والثواب، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) عن رسول الله ﷺ قال: ( كُلُّ سُلامَى عليه صَدَقَةٌ، كُلَّ يَومٍ، يُعِينُ الرَّجُلَ في دابَّتِهِ، يُحامِلُهُ عليها، أوْ يَرْفَعُ عليها مَتاعَهُ صَدَقَةٌ، والكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ، وكُلُّ خَطْوَةٍ يَمْشِيها إلى الصَّلاةِ صَدَقَةٌ، ودَلُّ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ). رواه البخاري. فيجب ألا ننسى بأن حسن المعاملة والحرص على التحلي بها، من أهم طُرق الدعوة الإسلامية المثمرة طمعاً في تأليف قلوب غير المسلمين وهدايتهم للإسلام، فنرى جميعاً ونستشعر وجود طائفة كبيرة من الجاليات غير الإسلامية في مجتمعاتنا، يختلطون بنا في طُرقاتنا، ومنازلنا، ومكاتبنا ومقارنا، وأسواقنا، ومدارسنا، فحريٌ بنا أن نستحضر النية الصالحة والقصد بدعوتهم للإسلام بطريقة مباشرة بأن ندلهم على المراكز الإسلامية، وأن نساهم في نشر وتوزيع الكتيبات الدعوية الإسلامية بالمجان، وكذلك دعوتهم بطريقة غير مباشرة عن طريق معاملتهم بروح وأخلاق الإسلام، عبر التأسي بأخلاق نبينا الأكرم ورسولنا الأعظم ﷺ، بتطبيقنا لأخلاقيات ديننا السامية وجعلها دستوراً ومنهاجاً للحياة.
أولياء الأمور الأعزاء .. إن من أكبر المعوقات التي تصادف المجتمعات الخليجية في تربية الأبناء هي قلة وجود القواعد التربوية المنضبطة في حياتهم، حيث يسهم ذلك بشكل كبير في انحدار الأبناء على المستوى الشخصي ويؤثر...
من رحمة الله بعباده المؤمنين، أن جعل لهم أياماً وشهوراً فضيلات، تتنزل فيها رحماتهُ وتغفر لابن آدم خطيئاتهُ، فتفتحُ فيها أبواب الجنان وتغلق أبوابُ النيران، وتُصفد فيه الشياطين ويخلو الإنسانُ فيها إلى ربه ومولاه، ويتقرب...
حرص الإنسان منذ فجر التاريخ على توفير احتياجاته الأساسية من غذاء وكساء ومتاع، ومقايضة الفائض منها مع الآخرين بسلع أخرى يحتاجها، فكانت هذه أول أشكال التجارة التي تعلمها الإنسان، ثم نمت وتطورت مع تطور حياة...
الهوية الوطنية هي الخصائص والسمات التي تتميز بها الأمم عن بعضها البعض، وتترجم روح الانتماء لدى أبنائها، ولها أهميتها في رفع شأن الأمم وتقدمها وازدهارها، ونحمد الله تعالى المستحق للحمد والثناء وحده، بأننا في دولة...
معنى ترشيد الاستهلاك في اللغة هو: (توعية الجمهور بالاقتصاد في الإنفاق أو الاستهلاك)، ولقد قام الإسلام على التوازن والاعتدال في كافة مناحي الحياة، كما أدركت الدول قديماً وحديثاً أهمية الاقتصاد وضمنته في أعلى سلم أولوياتها...
معنى ترشيد الاستهلاك في اللغة هو: (توعية الجمهور بالاقتصاد في الإنفاق أو الاستهلاك)، ولقد قام الإسلام على التوازن والاعتدال في كافة مناحي الحياة، كما أدركت الدول قديماً وحديثاً أهمية الاقتصاد وضمنته في أعلى سلم أولوياتها...
الإسلام دين الواقعية، يراعي جميع متطلبات الإنسان، ويطلب من الإنسان أن يؤدي متطلبات الروح من عبادة وذكر، وأن يوازن بين متطلبات الحياة والجسد، كالعمل والرياضة وذلك من جماليات دين الإسلام، ومن دلائل شموليته أنه اهتم...
يعرف التعليم عن بُعد «بأنه مجموعة عمليات إجرائية، لنقل المعرفة إلى المتعلم في موقع إقامته وعمله، بدلاً من حضوره شخصياً في المؤسسة التعليمية». ولكن هناك حالات استدعت فيها الحاجة الماسة إلى أن تتحول فيها بعض...
عجبتُ لمن أكرمه اللهُ بالذرية ووسّع عليه، فلم يعمل بأقل درجات الشكر، ولم يُربِّهم تربيةً صالحةً، وينشئهم تنشئةً إسلاميةً على محبة اللهِ ورسولهِ، وعلى حُبِّ المساجد وأهلها، والصلاة في أوقاتها، وعلى محبة حلقاتِ العِلم والعلماء،...
في وقتٍ تزاحمت فيه الأعمال مع الانشغالات بمتطلبات الحياة الكثيرة، قد لايزال هناك متسعٌ من الوقت لزيارة صديقٍ أو جارٍ له حقٌّ عليك، ولربما أبصرت في زيارتك لهذا الصديق وجود صديقٍ آخر له أنت لا...
عندما يريد الباحث المتخصص أن يكتب عن مجتمع ما، من حيث تركيبته السكانية، شرائحه الاجتماعية وطبقاته، وفي تفاصيل أدق مثل: طريقة حياته (بذخ، متوسطة، فقر)، الروابط العائلية (متينة، ممزقة)، تعامل أفراد الأسرة الواحدة مع بعضهم...