alsharq

أسامة عجاج

عدد المقالات 604

سعد عبد الله الخرجي - المدير التنفيذي لمركز قطر للتطوير المهني 27 أكتوبر 2025
خطاب يرسم خريطة طريق
رأي العرب 29 أكتوبر 2025
الاستثمار في العنصر البشري

عتاب الأحبة..!

14 نوفمبر 2015 , 12:23ص

هل نحن أمام صدام متوقع بين النظام في مصر ووسائل الإعلام؟ السؤال وجيه ومتوقع، على ضوء العديد من الأحداث الأخيرة التي جرت خلال الأيام الماضية. فنحن أمام شكوى وحالة لم نشهدها من قبل، من غضب رأس الدولة المصرية الرئيس عبدالفتاح السيسي مما ذكره أحد مقدمي البرامج حول انشغاله بلقاء وفد من إحدى شركات الطاقة الألمانية، في ظل أزمة غرق الإسكندرية- ثاني أكبر المدن المصرية- من مياه الأمطار، استخدم فيها السيسي تعابير غير مألوفة من نوعية «ميصحش كده»، والتي كررها «ثلاث مرات». و»إنتو بتعذبوني علشان جيت هنا»، و»المرة الجاية هشتكيكم للشعب»، وغيرها من العبارات التي حفلت بنقد غير مألوف من السيسي لرجال الإعلام. أما الحدث الثاني فهو إلقاء القبض على صلاح دياب وابنه، وهو المالك الأكبر لصحيفة «المصري اليوم» بتهم الفساد في البداية، ثم التراجع سريعا عن ذلك، والاكتفاء بحيازة سلاح دون ترخيص، رغم كل مظاهر الترويع الذي ترافقت مع عملية القبض على الرجل، ومنها تصويره والقيود الحديدية في يديه، ونشر تلك الصور، وترافق معها منع بعض كتاب الصحيفة من الكتابة، من الذين تميزت كتاباتهم بانتقادات مباشرة للرئيس السيسي وإدارته للدولة، مما أكد أن هناك ارتباطا بين الحدثين، انتقاد الرئيس للإعلام وما حدث مع صحيفة المصري اليوم، وأن ذلك يؤشر إلى مرحلة جديدة في العلاقة بين النظام والإعلام قد بدأت بعد النهاية السريعة «لشهر عسل» طال بعض الشيء بينهما، ولكن أحد طرفي العلاقة لم يتحمل أي انتقادات، وهو الذي اعتاد على الغزل في أيام شهر العسل. ودعونا نعترف بأن السيسي هو أكثر من أدرك أهمية الإعلام واستفاد منه، ولعل التسريبات الشهيرة كشفت عن مخطط للتعاطي مع القضية عبر خلق أذرع إعلامية تتبنى وجهة نظر القوات المسلحة وأفكارها، وتنشرها وتتبناها، وهو ما حدث. والأمر لم يتوقف عند ذلك الحد، بل إن هناك من الأجهزة من أشار إلى ضرورة استخدام الإعلام في مخطط مدروس ومنظم عبر تلك الأذرع الإعلامية، في استباحة الرئيس في زمن الدكتور محمد مرسي، والذي أصبحت كل مواقفه وسياساته وتحركاته هدفا لكافة برامج «التوك شو» في كل الفضائيات الخاصة التي نمت كالفطر بعد ثورة ٢٥ يناير، ويملكها رجال أعمال، والذين لم يكتفوا بتأسيس أحزاب سياسية، بل سعوا إلى الاستثمار في الإعلام دفاعا عن مصالحهم، وشهدت تلك الفترة انفلاتا إعلاميا غير مسبوق تجاوز فكرة حرية الرأي أو الممارسة الديمقراطية إلى التطاول والإساءة لشخص الرئيس وأسرته، في ظل عجز واضح عن التعامل مع تلك التجاوزات، وبعضها مخالف للقانون والدستور والأعراف، والمرة الوحيدة التي حققت فيها النيابة في شكوى أقامها أحد الأفراد ضد باسم يوسف لتجاوزاته في حق الدكتور مرسي تحول باسم إلى بطل قومي، عندما استدعته النيابة، وخرج منها دون أن يمس بسوء. لم تكتف الأذرع الإعلامية في تلك المرحلة بمهمة استباحة الرئيس، بل كان لها دور مكمل في خطة محكمة لإفشال الرئيس وعدم التعاون مع النظام أو التعاطي بمهنية مع كل ما يجري، بعيدا عن تلوين الحقائق، وبث الأكاذيب، وتبني التحركات التي قامت بها جهات عديدة، منها جبهة الإنقاذ وحركة تمرد وحشد الجماهير ودفعهم إلى الخروج على الشرعية في ذلك الوقت، في ظل القدرات المحدودة لأي إعلام حزبي من الحرية والعدالة أو جماعة الإخوان المسلمين، وتراجع دور الإعلام الرسمي سواء الصحف القومية أو اتحاد الإذاعة والتلفزيون، وتحول مقدمي البرامج إلى أبطال، وإلى أصحاب فضل على نظام ما بعد ٣ يوليو، بعد أن نجحت مهمتهم، والأسماء في ذلك المجال عديدة لا تعد ولا تحصى، كلها كانت تعزف على نغمة واحدة، ومن الطبيعي أن يكون لهم دور ما في المرحلة الجديدة. وكان الإعلام بندا مهما في خارطة المستقبل التي تم الإعلان عنها في ٣ يوليو ٢٠١٣، وينص على وضع ميثاق شرف إعلامي يكفل حرية الإعلام، ويحقق القواعد المهنية، ومع ذلك ترافق مع هذا الكلام إغلاق عدد من القنوات الفضائية التي كانت تتبنى وجهة نظر حزب الحرية والعدالة، وكذلك صحيفة الحزب، وإلقاء القبض على عدد من الإعلاميين بتهم مختلفة، في ظل ترحيب واسع من الفضائيات وبرامج التوك شو. وأصبح السيسي أكثر اعتمادا على الإعلام، حتى من أجهزة الدولة، وطلب من بعض الصحف تبني قضايا، ومن ذلك إجراء حوار بين الأحزاب والتيارات السياسية في مصر، وتم تكليف «صحيفة الأهرام» بذلك والقضايا الاقتصادية، وأصبحت من مهمة «صحيفة الأخبار» وكذلك صحيفة الشروق التي تولت ملف حوار الشباب، كما أن مقدمي البرامج أصبحوا أصحاب حظوة لدى الرئاسة، لدرجة أن السيسي كان حريصا على عقد لقاءات مع الإعلاميين ثلاث مرات قبل أن يفكر في الالتقاء مثلا برؤساء الأحزاب. وتم تكليف الإعلام بمهمتين رئيسيتين الأولى مستمرة ولم يتم إنجازها وهي «شيطنة الإخوان»، والتعامل معهم على أنهم السبب الوحيد لأي خلل أو تراجع في الخدمات أو أزمات اقتصادية، فهم السبب في ارتفاع الأسعار وانخفاض سعر الجنيه المصري، وهم من يتحملون أزمة الكهرباء وغرق بعض محافظات مصر من مياه الأمطار، كما أنهم جماعة إرهابية تخطط وتنفذ كل العمليات التي شهدتها مصر بعد ٣ يوليو وحتى الآن. أما المهمة الثانية فهي الدفاع عن النظام وتبرير كل أخطائه، وعدم الإشارة إلى أي سلبيات، وتأهلت قضايا عديدة عن الإعلام الذي ركز فقط على فكرة أن مصر تشهد إنجازات غير مسبوقة ومشروعات قومية من نوعية شبكة الطرق والقناة الجديدة والمشروعات الخاصة ببناء العاصمة الإدارية الجديدة، دون أي انتباه لوجود وجهات نظر تبدو مختلفة في هذا الإطار من تحذير بعدم جدوى العديد من تلك المشروعات على الأقل في ذلك التوقيت، في ظل تدني مستوى الخدمات الأساسية وانهيار البنية الأساسية واحتدام الأزمة الاقتصادية، والارتفاع الجنوني في الأسعار، وتؤكد كل المؤشرات على أن الإعلام قام بمهمته على خير وجه، وخرج من السباق أصحاب المهنية العالية دون أن يكونوا من المعارضين، ومنهم باسم يوسف ويسري فودة، حتى المرة الوحيدة التي اشتكى منها السيسي من الإعلام وسبَّبت الأزمة الأخيرة كانت في حقيقتها من معسكر الرجل والإعلامي الذي قال ذلك هو في حقيقة الأمر يدافع عن السيسي ولا ينتقده، والكلام موجود على اليوتيوب. ويتعامل النظام مع الإعلام بمنطق هل من مزيد؟ فرغم أن السيسي قد يكون الأكثر حظا في دعم الإعلام له خلال السنوات الأربعين الماضية، مع تغييب أي مظاهر معارضة من أي نوع، ولكنه ما زال يحلم بالعودة إلى الوراء إلى خمسينيات القرن الماضي، ويسعى إلى استنساخ إعلام الخمسينيات. وقالها صراحة ذات مرة عندما أشار في أغسطس من العام الماضي إلى أن عبدالناصر كان محظوظا، لأنه كان يتكلم والإعلام معه، رغم أن إعادة تجربة العلاقة بين عبدالناصر والإعلام مستحيلة، فقد كان هناك اتساق بين طبيعة الدولة ونظام الحزب الواحد والإعلام التعبوي، كما أن السائد في تلك المرحلة التعددية السياسية وإلإعلامية والإمكانات الواسعة والانتشار الواسع للإعلام والإعلام البديل، نتيجة ثورة التكنولوجيا، كما أن الرجل-رغم كل المحاولات التي تبذل- لن يكون عبدالناصر، والزمن حاليا يختلف عن خمسينيات القرن الماضي. لقد اهتم رأس النظام بحالة اشتباه في النقد من أحد المحبين وحواري النظام، ولكنه لم يتوقف عند المستوى المتدني الذي أصبح عليه الإعلام المصري، خاصة برامج «التوك شو»، التي ارتكبت جرائم إعلامية وأخلاقية وإنسانية، ومن ذلك التسريبات التي تتم إذاعتها عبر أحد أذرع النظام الإعلامية- والذي تمت مكافأته بعضوية مجلس النواب- من أحاديث خاصة لبعض رموز ثورة ٢٥ يناير، وكذلك ما يقوم به مذيع من المقربين من سب الشعب المصري قائلا لهم «يا بهايم يا بقر انزلوا انتخبوا»، وهي حملة شارك فيها الجميع بالشتائم في مواجهة عزوف الجماهير عن المشاركة في الانتخابات النيابية الأخيرة، تورط بعض مقدمي البرامج في الإساءة إلى دول وشعوب عربية شقيقة .. وكذلك السقطات الإعلامية، من نوعية استخدام إحدى ألعاب الفيديو على أنها نموذج للهجمات الروسية في سوريا، ناهيك عن نشر تخاريف والسكوت عنها، ومنها الترويج لقيام البحرية المصرية وقائدها في ذلك الوقت مهاب مميش بأسر قائد الأسطول السادس الأميركي في البحر المتوسط، والمشاركة بزفة إعلامية في كل جولات الرئاسة الخارجية في الدول المحتمل أن يكون بها جالية مصرية من المعارضين للنظام، وهي تضر أكثر مما تنفع، والتركيز على برامج تغييب الوعي، والاهتمام بالخرافات وعالم الجن، وكل تلك النماذج الصغيرة يقوم بها إعلاميون من المقربين. وبعد هذا هل من مؤشر على معركة قادمة؟ لا أظن، ولا أعتقد، فنحن أمام «عتاب أحبة» أو «شدة أذن» خفيفة من النظام للإعلاميين، والقلة القليلة منهم خرجت عن فكرة الإعلام التعبوي، أو السعي إلى الاصطفاف العام وراء النظام في ظل تراجع مستوى الحريات العامة والأزمات السياسية والاقتصادية، وكل ما سيقوم به النظام بعد أن وصلت الرسالة إلى من يعنيه الأمر هو سرعة إصدار القوانين المنظمة للإعلام، والتي عمل عليها ٥٠ شخصية من أصحاب خبرات إعلامية، بالإضافة إلى مشروع آخر عملت عليه لجنة شبه حكومية، والذي كان مصيرهما إلى الأدراج رغم عشرات القوانين التي صدرت بقرارات جمهورية. usama.agag@yahoo.com •

وشهد شاهد من أهلها!

لا أدري إذا كانت تصريحات المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة، حول حقيقة ما جرى منذ هجوم اللواء المتقاعد خليفة حفتر الغادر على العاصمة الليبية طرابلس في أبريل من العام الماضي، نوعاً من إبراء...

سدّ النهضة.. أزمة في انتظار الحسم

عندما يتعلق الأمر بحاضر ومستقبل أكثر من مائة وخمسين عربي في مصر والسودان، فنحن في حاجة إلى الاصطفاف والحذر، والحرص في التناول والتعامل أثناء التعامل مع ملف سد النهضة، وعندما تكون القضية تخصّ شريان الحياة،...

ألغام في طريق الحوار!

هاهي أميركا تجني ثمار ما زرعته في العراق، فبعد أكثر من 17 عاماً من غزوها العاصمة بغداد، تجد نفسها مجبرة على الدخول في حوار استراتيجي مع حكومة الكاظمي؛ للاتفاق حول شكل وحجم قواتها هناك، بعد...

تونس.. العبور من الأزمة

إن أي مراقب محايد وحريص على التجربة الديمقراطية الوليدة في أعقاب أنجح نماذج الربيع العربي، لا بدّ أن يقرّ ويعترف بأن هناك أزمة حقيقية تعاني منها تونس، وبداية الحل في الاعتراف بوجودها، والاتفاق على آليات...

قرار الضمّ.. مواقف متخاذلة (1-2)

عندما يجتمع «الهوان» العربي، و»التخبّط» الفلسطيني، مع «الدعم» الأميركي، وموقف «إبراء الذمة» الأممي والأوروبي، فالنتيجة أن المشروع الإسرائيلي لضمّ 30% من الضفة الغربية -وهو قيد التنفيذ- في يوليو المقبل سيمرّ، وعلى الجميع أن يتنظر خطوة...

سد النهضة.. مرحلة الحسم (2-2)

بكل المقاييس، فإن شهري يونيو ويوليو المقبلين هما الأخطر في مسار أزمة سد النهضة، وسيحددان طبيعة العلاقات المصرية السودانية من جهة، مع إثيوبيا من جهة أخرى، وكذلك مسار الأحداث في المنطقة، وفقاً للخيارات المحدودة والمتاحة...

سدّ النهضة.. السودان وتصحيح المسار (1-2)

أسباب عديدة يمكن من خلالها فهم الاهتمام الاستثنائي من جانب الكثيرين من المعلّقين والكتّاب -وأنا منهم- بقضية سدّ النهضة، والأزمة المحتدمة على هذا الصعيد بين مصر وإثيوبيا والسودان، ومنها أنها تتعلّق بحاضر ومستقبل شعبين عربيين،...

الكاظمي.. السير في حقل ألغام

بعد عدة أشهر من استقالة رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبدالمهدي، كان الخيار الأول لمن يخلفه هو مصطفى الكاظمي رئيس الاستخبارات العراقية، ولكنه تحفّظ على قبول التكليف، ووسط عدم قبول كتل شيعية له؛ ولكنه أصبح...

في ليبيا.. سقطت الأقنعة (1-2)

المتابعة الدقيقة لمسيرة اللواء المتقاعد خليفة حفتر تؤكد أن الرجل لم ولن يتغير؛ فقد ظهر بشكل كوميدي لأول مرة في فبراير 2014، داعياً الليبيين إلى التمرّد على المؤتمر الوطني العام المنتخب من قِبل الشعب الليبي،...

في لبنان.. مناطحة الكباش!!

أزمات لبنان الحقيقية تبدأ وتنتهي عند المحاصصة السياسية والطائفية، يضاف إليها الرغبة في التسييس والتأزيم، مع تمترس كل طائفة وتيار وحزب سياسي وراء مواقفه، دون الرغبة في اللجوء إلى التسويات السياسية، أو لقاء الآخر عند...

الكاظمي.. مرشّح الضرورة!

لن تخرج الاحتمالات الخاصة بتمرير الحكومة العراقية الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي، عن هذه الاحتمالات؛ إما أن ينجح الرجل فيما فشل فيه سابقاه محمد توفيق علاوي وعدنان الزرفي، ويصل إلى التشكيلة المناسبة ليتم تمريرها عبر مجلس...

نتنياهو.. السياسي «المتلّون»

لا أسامح نفسي على إطراء شخصية مثل بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، ولكنه يقع في إطار إقرار واقع وقراءة في مسيرة الرجل، الذي استطاع عبر سنوات طويلة، أن يستخدم أدواته بصورة جديدة، ليحتفظ بالموقع طوال...