


عدد المقالات 168
قبل 12 عاماً، خرجت علينا كونداليزا رايس بتصريح قالت فيه بأن أميركا تسعى إلى صنع «شرق أوسط جديد» من خلال «الفوضى الخلّاقة»، وكانت رايس في حينها وزيرة خارجية أميركا، وكان من الصعب في حينه أن نفهم تماماً ما تعنيه. لكن ما نعيشه اليوم يفسّر مقصدها، قد لا يكون من الجيد نسبة كل مصائبنا ومآسينا إلى المؤامرات ولا إلى الأطراف الخارجية، غير أنه لا يمكن أيضاً تجاهل الدور المحوري والأساسي لأميركا في العالم، حيث تحدد لنا اليوم مسمّيات وتصنيفات وأيضاً مناهج، وليس بعيداً عن ذلك حكومات أو سلوكها على الأقل، ولا يمكن أيضاً التغاضي عن كونها القوة المهيمنة على جل مفاصل العالم ومؤسساته الكبرى. قوّتها هذه تمكّنها من لعب الدور الأبرز في مختلف قضايا العالم، لكن سياستها في المنطقة تتسم بالمواربة وعدم الوضوح، ومسارها على الأرض يتصف كثيراً بالعدوانية؛ فهي تدعم جماعات كردية متطرفة بالمال والسلاح، وفي الوقت نفسه تزعم حرصها على تركيا وأمنها. وتمدّ الاحتلال الصهيوني بكافة أنواع الأسلحة وأحدثها، وبالوقت ذاته تزعم حرصها على السلام والاستقرار في «الشرق الأوسط». وعديد الأزمات خصوصاً التي نعيشها اليوم لها جذور أميركية إن لم يكن في أصلها يكن في استدامتها. فلا أحد له مصلحة في استقرار أوضاعنا إلا نحن؛ فنحن من يدفع ثمن المآسي. أما اللهث خلف أميركا والمشروع الصهيوني، فلن يجلب لنا إلا مزيداً من الفوضى، وللأسف بعض العرب تطوعوا مجاناً وأثاروا أزمات داخلية خدمة لهذه المشاريع «الخلّاقة». فوضى أسموها «خلّاقة»، ولا يقصدون بذلك جمالها، بل كثرة اختلاقها للأزمات وللفوضى تلو الفوضى، حيث تستعصي على الحل، وقد ثبت أن الدور الخفيّ أو المعلن للإدارة الأميركية تسبب في تعقد الكثير من الأزمات. وجزء من الفوضى أو التضارب في السياسة الأميركية هو عمل منظم من أجل استدامة الأزمات في الوطن العربي، وليس تعبيراً عن عجز أو عن عدم قدرة على فرض الحل، وأظن بأن مشاكلنا ستبقى تتراكم وتزداد ما دمنا نفتقد لتجمع عربي أو إسلامي حقيقي، وتعاون فاعل لا يستورد قراراته أو مشاريعه أو أفكاره أو حتى عقيدته من الخارج.. و»ما حَكَّ جلدَك مثلُ ظفرك»!
«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...
تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...
ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...
قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...
في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...
النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...
عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...
ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...
مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...
قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...
في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...
إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...