


عدد المقالات 191
في بعض المواقف تفضل أن تظل بالمنتصف، كمشاهد أو مستمع لا يأبه الانخراط في الموضوع، أو الانحياز مع طرف ضد الآخر. مجرد مستمع أو قارئ يكتفي بتتبع أحداث الموقف وما تتبعه من ردود أفعال أو تصرفات متبعة (إن وجدت). فقد تكون من الذين يدركون أن الولوج في الحديث لن ينهي المسألة باقتناع أحد الأطراف، إنما سيستمر الكبرياء، وسيتم الثبات على الآراء، حتى ولو كانت خاطئة. لذلك لا تستحق بعض المشادات الاجتماعية إلا المشاهدة أو الاستماع باستخفاف لمستوى الموضوع الذي لا يقدم ولا يؤخر كما يقال. وكم هي المواقف والأحداث التي مرت وفضلت أن تظل في المنتصف. ولكنك لست مجرد مشاهد في الحقيقة، إنما قد تكون مفسرا لحال التصادمات التي تحصل بسبب تذمر اجتماعي، لا يخاطب بشكل واعٍ، ولا يصنف القضايا إلا حسب اختياره. تظل تائهاً أحياناً فيما هو فعلاً يندرج تحت العادات والتقاليد، وتحت أسس الوطنية وضد العنصرية، وما هو عكس ذلك. فلا المعايير واضحة عند المتذمر، ولا تساهم في تصنيف المواضيع التي تستحق أن يعلى الصوت فيها، لينتهي الأمر بتضارب الحديث ليكون عائداً عليك في النهاية بشكل شخصي قاسٍ، حيث تدخل فيه مواضيع بعيدة كل البعد عن القضية، وتبدأ المسائلات عن مدى وطنتيك، وهويتك، وتصنيفك، إن كنت مواطناً غيوراً، أو غير ذلك، لأن غيرتك لم تتماشَ مع قضية المتذمر، فبالتالي سيتم تصنيفك بالاختلاف وستقع عليك الإهانة، وسيتم النبش في سيرتك التاريخية، أصلك وفصلك - وكأن الموضوع مخجلاً من الأساس!- كل ذلك لأنك اختلفت وخالفت وأيدت ما هو ضد منطق المتذمر. لذلك مراقبة الجوهر الخفي لواقع متذمر تكشف أحياناً من يصنف الآخرين بدرجات ويتعامل معهم بطبقية، بشكل واضح وغير مقبول بما تحمله الكلمات من إهانة وتجريح. ففي كل الحالات، التذمر لا نظام فيه، إذ هو تعبير مفتوح، وغالباً ما تقع فيه الكثير من المخالطات والمغالطات، بل تكشف الأقنعة، وتبرز ما هو أساس التربية والتعامل. فانتصف القضايا عزيزي القارئ ولا تتعجل في المداخلات، كي تكتشف الجوهر الخفي لمتذمر لا يعرف كيف يطالب، ولا يعرف ما يجب أن يطالب فيه، لأن من بين المواضيع ما سيكون سيئاً للغاية، لدرجة ضياعك في ماهية الهوية، خاصة إن كنت في وسط من ينتقي أسسها ومعاييرها الضيقة، بحسب نظرته الفكرية الحبيسة.
لست متأكدة ما إن كانت هذه نهاية ورقية لجريدة محلية؛ حيث يعي معها الكاتب لنهاية عموده الصحافي، أم أنها بداية جديدة بنقلة نوعية وارتقاء تكنولوجي يخلفه توديع للورق؛ إذ نحن في واقع ما بين المرحلتين:...
تصوّر لو أن المشاعر ما زالت مسطّرة بين أوراق كتب، أو ورق بردي أو حتى على قطع جلد دار عليه الدهر، تخيّل لو كان الغناء طرباً ذهنياً، وكانت الحكايات قصصاً على ورق، حين تتيح لك...
أن يمر العالم بقحط ثقافي، فهذا ليس بأمر عادي، فتبعاته كثيرة، ولكن لنعتبره في البداية أمراً وارداً في ظل الأزمات التي لم تكن في الحسبان، ولا تقف الأزمات عند السياسة، بل لاحظنا وبمرارة كيف للأمراض...
عرس، احتفال، تجمع أو عزاء، مجمع، حديقة، مقهى وممشى، هل نحن قادرون على استيعاب صدمة لم تخطر على البال؟! مصطلحات اقشعررت منها شخصياً، قد تكون الفكرة واضحة بأن الأولوية ليست في التجمعات البشرية على قدر...
كما هو الحال الراهن، تظل مسألة انتشار فيروس «كوفيد 19» مستمرة، ولا يأس مع الحياة كما يقولون، حتى ولو زادت أعداد المصابين وتدرجت أعداد المتعافين، إذ إن الآلية مستمرة ما بين محكين، عند مواجهة الإصابة...
من أبرز ما يتم التركيز عليه في الوقت الراهن هو مفهوم الهوية الوطنية، وأدرك أنني بالتزامن قد أبتعد عن احتفالات يوم وطني، وقد تكون المسألة صحية في واقع الأمر عند تكرار أهمية المفهوم وغرسه بعيداً...
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أهمية أخذ الحيطة والحذر من انتشار فيروس «كورونا» بوتيرة سريعة، كما هو حاصل مع الأعداد المتزايدة لحاملي الفيروس في الشرق الأوسط. لم تصل الحالة إلى إنذار وبائي -لا قدّر الله-...
غير مستبعد أن يُتهم المثقف بأمراض شتى، أو كما أطلق عليها الباحث عبدالسلام زاقود "أوهام المثقفين"؛ حيث تؤدي إلى موته السريع. وتُعتبر الأوهام سبباً في تدنّي إمكانياته المخلصة وولائه الإصلاحي تجاه مجتمعه، فالمثقف ما إن...
ما يحدث في المجتمعات اليوم هو في الحقيقة إخلال في الحركات الكلاسيكية، أو لنقل في المنظور القديم الذي كان يقدّم نمطاً معيناً في تسيير أمور الحياة، وهذا ليس خطأ، إنما يُعدّ أمراً طبيعياً وسليماً، عندما...
وتستمر الاحتفالات والتوقيتات التي تتزامن مع احتفالات اليوم الوطني، ولا يسعنا في الحقيقة الحديث عن مواضيع بعيدة جداً عن مسألة نستذكرها بشكل أكبر خلال موسم الاحتفالات، ترتبط بالانتماء وتعزز من المفهوم الذي طالما كان محط...
«إن كل الناس مثقفون، لكن ليس لهم كلهم أن يؤدوا وظيفة المثقفين في المجتمع». نظرية سردها الفيلسوف السياسي أنتونيو غرامشي، حول مفهوم النخبة. ومن هنا سأحلل المقولة وأقول إن جميع الناس مثقفون بالتأكيد، فالثقافة لا...
في البداية، دعوني أعتذر منكم على غصة انتابتني من بعد قصة واقعية مؤلمة، تأثرت بها وأدخلتني في عوالم كثيرة وتساؤلات عميقة. فحتى من الأمثلة التي ستُذكر في هذا المقال لم تُستدرج في الرواية؛ إنما هي...