


عدد المقالات 191
وجب كبداية لهذا المقال أن أعترف بعدم محبتي لمادة الكيمياء، على قدر محاولاتي في فهم هذه المادة المعقدة، والمليئة جداً بالعناصر التي لم أستطع أن أراها بالواقع بقدر رؤيتي لها على الورق، إلا أنني كنت أحاول أن أحفظ قوانينها، كي أتمكن من النجاح في المادة، وتحدي النفس بأنني قادرة على تفكيك المعادلات الكيميائية، وإعادتها مرة أخرى، على الأقل الهمة كانت موجودة، ولكن لا تزال المحبة مفقودة للكيمياء! على الرغم من عدم وجود أية مشاعر جيدة تجاه هذه المادة، فإنني ما زلت أتذكر قانون نيوتن الثالث، بحيث منطقيته خرجت معي خارج حدود الصف، بل وخارج حدود الورق، فحسب قانون نيوتن الثالث بأن «لكل فعل ردة فعل، مساوية لها في المقدار ومعاكسة لها في الاتجاه». سأغنيكم عن شرحها التفصيلي، ولكن مجرد تطبيق هذا القانون على كثير من الأفعال الحياتية، قد نكتشف بأنها ردود أفعال. كيف لنا ألا نستوعب هذا القانون، عندما يهدد طفل صغير بالموت أو القتل وهو لا يعرف معنى هذا وذاك، أو حتى بتعبيره عن كرهه لوالديه مثلاً، كيف لنا أن لا نستوعب هذا القانون عندما لا تفتح القلوب قبل الأبواب لمن يحتاجون الحب والاهتمام منذ البداية، وكيف لنا أن لا نستوعب هذا القانون عندما نقرر فتح صفحات جديدة أو نقلب الصفحات لماض لا نود الرجوع إليه، فلننظر أولاً إلى الأفعال ولنحكم لاحقاً على ردود تلك الأفعال علينا وعلى غيرنا. في ختام مقالي الكيميائي الوجيز، أود أن أبرهن لكم المعادلة بمثال بسيط مقتبس من «ويكيبيديا»، متمنية أن يتم استيعابه على نطاق اجتماعي بأن ردود الأفعال لا تحتاج إلى عمر معين، ولا تنتظر قوة ولا تتوقف عند كتلة الأجسام إن كانت صغيرة أم كبيرة. فعلى سبيل المثال «إذا قام شخص بالغ كبير بدفع طفل على زلاجة دفعاً خفيفاً، فبالإضافة إلى القوة التي يمنحها البالغ للطفل، فإن الطفل يمنح للبالغ قوة مساوية ولكن في اتجاه عكسي. ومع هذا، وحيث إن كتلة البالغ أكبر، فسوف تكون عجلة البالغ أقل». ما زلت مصرة على عدم وجود مشاعر تجاه مادة الكيمياء، ولكن لا أستطيع نكران فائدة من فوائدها المنطقية علي، شكراً وامتناناً لقوانين نيوتن!
لست متأكدة ما إن كانت هذه نهاية ورقية لجريدة محلية؛ حيث يعي معها الكاتب لنهاية عموده الصحافي، أم أنها بداية جديدة بنقلة نوعية وارتقاء تكنولوجي يخلفه توديع للورق؛ إذ نحن في واقع ما بين المرحلتين:...
تصوّر لو أن المشاعر ما زالت مسطّرة بين أوراق كتب، أو ورق بردي أو حتى على قطع جلد دار عليه الدهر، تخيّل لو كان الغناء طرباً ذهنياً، وكانت الحكايات قصصاً على ورق، حين تتيح لك...
أن يمر العالم بقحط ثقافي، فهذا ليس بأمر عادي، فتبعاته كثيرة، ولكن لنعتبره في البداية أمراً وارداً في ظل الأزمات التي لم تكن في الحسبان، ولا تقف الأزمات عند السياسة، بل لاحظنا وبمرارة كيف للأمراض...
عرس، احتفال، تجمع أو عزاء، مجمع، حديقة، مقهى وممشى، هل نحن قادرون على استيعاب صدمة لم تخطر على البال؟! مصطلحات اقشعررت منها شخصياً، قد تكون الفكرة واضحة بأن الأولوية ليست في التجمعات البشرية على قدر...
كما هو الحال الراهن، تظل مسألة انتشار فيروس «كوفيد 19» مستمرة، ولا يأس مع الحياة كما يقولون، حتى ولو زادت أعداد المصابين وتدرجت أعداد المتعافين، إذ إن الآلية مستمرة ما بين محكين، عند مواجهة الإصابة...
من أبرز ما يتم التركيز عليه في الوقت الراهن هو مفهوم الهوية الوطنية، وأدرك أنني بالتزامن قد أبتعد عن احتفالات يوم وطني، وقد تكون المسألة صحية في واقع الأمر عند تكرار أهمية المفهوم وغرسه بعيداً...
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أهمية أخذ الحيطة والحذر من انتشار فيروس «كورونا» بوتيرة سريعة، كما هو حاصل مع الأعداد المتزايدة لحاملي الفيروس في الشرق الأوسط. لم تصل الحالة إلى إنذار وبائي -لا قدّر الله-...
غير مستبعد أن يُتهم المثقف بأمراض شتى، أو كما أطلق عليها الباحث عبدالسلام زاقود "أوهام المثقفين"؛ حيث تؤدي إلى موته السريع. وتُعتبر الأوهام سبباً في تدنّي إمكانياته المخلصة وولائه الإصلاحي تجاه مجتمعه، فالمثقف ما إن...
ما يحدث في المجتمعات اليوم هو في الحقيقة إخلال في الحركات الكلاسيكية، أو لنقل في المنظور القديم الذي كان يقدّم نمطاً معيناً في تسيير أمور الحياة، وهذا ليس خطأ، إنما يُعدّ أمراً طبيعياً وسليماً، عندما...
وتستمر الاحتفالات والتوقيتات التي تتزامن مع احتفالات اليوم الوطني، ولا يسعنا في الحقيقة الحديث عن مواضيع بعيدة جداً عن مسألة نستذكرها بشكل أكبر خلال موسم الاحتفالات، ترتبط بالانتماء وتعزز من المفهوم الذي طالما كان محط...
«إن كل الناس مثقفون، لكن ليس لهم كلهم أن يؤدوا وظيفة المثقفين في المجتمع». نظرية سردها الفيلسوف السياسي أنتونيو غرامشي، حول مفهوم النخبة. ومن هنا سأحلل المقولة وأقول إن جميع الناس مثقفون بالتأكيد، فالثقافة لا...
في البداية، دعوني أعتذر منكم على غصة انتابتني من بعد قصة واقعية مؤلمة، تأثرت بها وأدخلتني في عوالم كثيرة وتساؤلات عميقة. فحتى من الأمثلة التي ستُذكر في هذا المقال لم تُستدرج في الرواية؛ إنما هي...