عدد المقالات 188
يدرك أو لا يدرك رئيس حكومة المنطقة الخضراء نوري المالكي، أن الأنبار ستكون عاره الذي سيلاحقه عبر الأجيال، فهي التي ستكتب نهاية هذا الديكتاتور الذي تسربل سراويل ديمقراطية أميركية مستوردة، وبات يتبجح في كل وقت وحين بالانتخابات التي يعرف هو قبل غيره كيف تمت وكيف ستتم، فحربه على الأنبار وأهلها، لن ترحمه، ولن تكون سوى آخر نعش في مسمار عملية سياسية ولدت من رحم احتلال بغيض، سارت بالعراق وما زالت نحو مجهول معلوم كوارثه. مضى نحو أكثر من أربعين يوما وما زالت حرب المالكي على الأنبار مستمرة، دون أن يحقق شيئا يذكر، ما خلال تلك الهزائم المتكررة لجيشه الميليشياوي، الذي فشل -رغم ادعائه بأن جزءا من أهل الأنبار يقاتلون تحت رايته- أن يثبت وطنيته، وباتت رائحة طائفية هذا الجيش تفوح في كل وقت وحين، رغم كل الآلة الإعلامية التي حشدها المالكي لتكون مساندة له في حربه على أهل هذه المدينة الباسلة. تشير آخر التقديرات أن حصيلة الأربعين يوما قد وصلت إلى نحو 1200 قتيل من جنود نوري المالكي، أغلبهم قتل في المواجهات الدائرة في أحياء وسط الرمادي، حيث فشل هذا الجيش، رغم عدده وعدته، في أن يجد لنفسه موطئ قدم في تلك المناطق، كما فشل في أن يحدث شرخا كبيرا بين أهالي المدينة، رغم اصطفاف البعض من الأنباريين إلى جانب جيشه تحت ذريعة محاربة داعش. وعلى ذكر داعش، أثبتت أغلب الصور والفيديوهات الواصلة من هناك، أن داعش لا وجود لها كفعل حقيق على الأرض، وأن المجلس العسكري الذي شكل في إثر الحرب التي شنها المالكي على الأنبار، هو صاحب اليد الطولى في مقارعة جيش نوري، والمجلس أثبت أيضا أنه قادر على المواجهة، خاصة أن هناك عددا من ضباط الجيش العراقي السابق، ممن خبروا الحروب، يقودون هذا المجلس. على الجانب الآخر، أثبتت حرب المالكي على الأنبار، أن سنة العراق، ورغم كل ما تعرضوا له على مدى أعوام عشرة ماضية عقب الاحتلال الأميركي، ما زالوا رقما صعبا في معادلة العراق، ولا يمكن بأي حال من الأحوال بناء عملية سياسية أو أمنية أو اجتماعية، دون أن يكونوا طرفا فاعلا في المعادلة. إن العار كل العار أن يشن رئيس حكومة حربا على شعبه، والعار كل العار أن يجد سفاح كهذا مساندة من قوى دولية فاعلة، بحجة محاربة الإرهاب، وهو ومعه تلك القوى، يعلمون جيدا أن الإرهاب الذي يدعون، لم يكسر شوكته في الأنبار، لا القوات الأميركية المحتلة رغم عددها وعدتها ولا جيش نوري، وإنما كسر على يد عشائر وجدت أن من احتضنتهم ذات يوم لمقارعة الاحتلال، عادوا ووجهوا فوهات بنادقهم صوب تلك الحاضنة الشعبية، بحجج شتى منها مبايعة الأمير وأخرى الكفر وثالثة لردة، تلك التهم التي لم تتورع القاعدة في توجيهها إلى أهالي الأنبار. إننا اليوم أمام معادلة غاية في التعقيد بالنسبة لرأس النظام العراقي، فهو تورط في الأنبار وغرست أرتاله في رمال صحرائها، ولم يعد قادرا على أن يفعل شيئا، فإن واصل حربه ازدادت كلفة الخسائر, وإن عاد بجيشه فإنه سيعود مجللا بعار الهزيمة، وهي الهزيمة التي يجب لها أن تغير معادلة العملية السياسية في العراق. الأنبار انتصرت، رغم كل الأهوال التي تعرض لها أهالي تلك المحافظة الصابرة، فهي التي وقفت شامخة أبية، كما عرفها العالم، بفلوجتها والرمادي، أمام جبروت القوة الغاشمة التي قادها المالكي، وهي التي كسرت أسطورة الأغلبية والأقلية التي طالما تبجح بها ساسة السلطة، وأثبتت أن معادلة الأرقام في العراق أغلبها مغلوطة، وأن هناك تضخيما لمقولات لا تثبت أمام الواقع. بقي أن نقول إن حرب المالكي على الأنبار أكدت من جديد أن جنوب العراق بعشائره وفئاته المجتمعية المختلفة، لا يعول عليهم كثيرا، وأنهم، وإن كانت قلوب بعضهم مع أهل الأنبار كما يؤكدون، فإن سيوفهم مع المالكي، بعد أن استشرى فيهم النفس الطائفي وصار هو المحرك لكل تصرفات وأفعال أغلبهم، وبالتالي فإنه لا بد من إعادة تقييم لطبيعة المرحلة السياسية المقبلة، وضرورة أن تبنى بعيدا عن الشعارات الوطنية الفارغة التي لم تشبع جائعا ولم تبن بيتا لفقير.
في خبر ربما لم يتوقف عنده الكثيرون، أكد مصدر من ميليشيا «السلام» التابعة لمقتدى الصدر توصلهم إلى اتفاق مع «وزارة الدفاع» العراقية يقتضي بتمويل نشاطاتهم ودفع رواتب مقاتليهم عن طريق غنائمهم من المناطق الحاضنة لتنظيم...
لا يبدو من المنطقي والمبرر والواقعي أن تحشد أميركا 40 دولة معها من أجل ضرب مجموعة مقاتلة تنتشر بين العراق وسوريا، تحت أي مبرر أو مسوغ، فعدد المقاتلين وفقا لتقديرات الاستخبارات الأميركية لا يصل بأحسن...
نعم ضاعت صنعاء، ووصلت اليد الإيرانية الفارسية التي تحسن التخطيط إلى اليمن، واستولت جماعة الحوثي على اليمن، وباتت خاصرة شبه الجزيرة العربية وجنوبها بيد أنصار الله، أتباع الولي الفقيه في طهران، وصحا الخليج العربي على...
هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...
هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...
في زمن قياسي، أعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي المكلف ليلة الاثنين، حكومته التي لم يطل انتظارها، كما كان الحال مع حكومة نوري المالكي السابقة التي احتاجت إلى عشرة أشهر وولدت بعد مخاض عسير وبولادة...
ربما لم يمر سُنة العراق بحالة من الحيرة والضيق السياسي كما يعيشونها اليوم، فهم ما بين مطرقة الموت الإيرانية ممثلة بحكومة بغداد وميلشياتها، وما بين سكين الضغوط الدولية التي تمارسها عليهم أطراف دولية بغية المشاركة...
انتفض العالم وتعالى صراخه بعد أن وزع تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية منشورات طالب فيها مسيحيي مدينة الموصل بمغادرة المدينة بعد أن رفضوا اعتناق الإسـلام أو دفع الجزية البالغة 80 دولارا للفرد البالغ سنويا، مع...
أشبه ما يكون بالمسرحية، دخل نواب الكتل البرلمانية، مع غيابات هنا أو هناك، إلى قبة برلمان لم يكن في يوم من الأيام فاعلا أو مؤثرا بقدر ما كان سببا للمشاكل والأزمات، وبعد شد وجذب، مع...
تتناول العديد من التقارير الغربية والعربية مآلات الأزمة العراقية وتضع العديد من السيناريوهات للأزمة والتي لا يصح بأي حال من ربطها بما جرى في العاشر من يونيو الماضي بعد أن سيطر مسلحون على العديد من...
لا يبدو أن الأزمة العراقية الأخيرة عقب سيطرة المسلحين على أجزاء واسعة من البلاد ستجد لها حلا قريباً في الأفق، فهي وإن كان البعض يعتقد بأنها ستنتهي فور الانتهاء من تسمية رئيس جديد للحكومة خلفاً...
نحو أسبوعين منذ أن اندلعت الثورة العراقية الكبرى والتي بدأت بمحافظة الموصل شمال العراق، ووصلت لتقف عند أبواب العاصمة بغداد في حركة يمكن قراءتها على أنها محاولة من قبل الثوار لإعطاء الحل السياسي فرصة للتحرك،...